طوال العقود الماضية مارست الولاياتالمتحدة والدول الغربية سياسة مكّنت الكيان الإسرائيلي من التمدّد بمستعمرات انتشرت كالسرطان في الأراضي المحتلة، وضللت العالم العربي ببرامج سلام وهمية وشعار حل الدولتين. والمؤسف في هذا الصدد، أن الضحية كانوا هم الأبرياء من مواطني غزة والضفة الغربية الذين لاحول لهم ولاقوه، والذين افتقدوا التنسيق بين السلطة وفصائل المقاومة الأخرى ، والتي لم تحترم قسمها في بيت الله الحرام بمكة المكرمة بوحدة الفصائل الفلسطينية. وعاشت الدول العربية والسلطة الفلسطينية وهم إحلال السلام وحل الدولتين طوال العقود الماضية ، وجاءت الأحداث الأخيرة لتكشف قناع الخداع الصهيوني الغربي المؤيد لاستعمار شراذم الصهاينة لفلسطينالمحتلة والمستمر منذ سبعة عقود وسط مشاريع سلام وهمية كاذبة. المؤسف أنه لا السلطة الفلسطينية ولا الفئات الفلسطينية الأخرى ، تنبهت لأكذوبة حل الدولتين وابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية بحيث لم تبق أي مساحة لحل الدولتين. لعل ما حدث خلال الشهور الماضية، يؤدي إلى صحوة عربية فلسطينية تعيد النظر في حقيقة الأوضاع المتردية أساسا في الأراضي المحتلة ، وأن يتم تسمية الأمور على حقيقتها ، فالمستوطنات اليهودية ليست سوى مستعمرات تخالف القانون الدولي ، وسكان تلك المستعمرات ليسوا سوى مستعمرين قدموا لفلسطين من مختلف شتات الأرض ليستعمروا فلسطين ويشرّدوا أهلها الذين تحولوا للاجئين في بلدهم، وليكتشف العرب والفلسطينيون (كافة) أن محتلي فلسطين ليسوا سوى عصابة عنصرية بغيضة لا تختلف عن تلك التي استعمرت جنوب إفريقيا طوال عقود. لقد آن الأوان أن تسمّي الأمور بأسمائها الحقيقية ، فإسرائيل ليست سوى استعمار عنصري ومن يسمون بمستوطنين ليسوا سوى مستعمرين لأراض ومنازل فلسطينية بدون وجه حق ، والأمم المتحدة وجميع قراراتها حول القضية الفلسطينية، ليست أكثر من حبر على ورق، ومجلس الأمن (مجلس بدون أسنان) مع ممارسات أمريكا لحق الفيتو اللاأخلاقي في معظم الحالات المتعلقة بالقضية الفلسطينية وآخرها خلال الشهور الماضية. كان الله في عون الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة ،ونسأل الله أن يوفقهم وينصرهم في مواجهة ترسانة أسلحة الغرب (المحرمة دوليا)، والتي أدت لاستشهاد آلاف الفلسطينيين علي يد شرذمة شذاذ الآفاق القادمين لفلسطينالمحتلة من مختلف بقاع الأرض ليعيثوا بها فساداً وقتلاً لشعب بريء ليس بيده أي شيء. لابدّ من صحوة دولية عربية فلسطينية لتحريك الوضع المتردي ، وإنهاء معاناة شعب فلسطين الذي قدم الكثير من الدماء في سبيل تحرير فلسطين من الاستعمار الصهيوني البشع والذي لم يتم سوى بتواطؤ الدول الغربية مع مستعمري فلسطين من الصهاينة المجرمين. كاتب صحفي ومستشار تحكيم دولي