في أمسية الأدب والقانون ، التي اتصفت بجدِّية المهنة و أهمية الموضوع ، وكانت جديرة بالحضور، والتي أدارتها المحامية بيان محمود زهران صاحبة أول ترخيص لمكتب محاماة للسيدات ، والحاصلة على الدكتوراة الفخرية في مجال القانون والعلوم الإنسانية. تناولت الأمسية العديد من الجوانب الهامة المتصلة بعنوانها ، حيث تحدثت صاحبة الدعوة عن علاقة الأدب بالقانون، وأوضحت التعريف بالقانون والأدب، والسمات المشتركة بين الجانبين ،حيث يدور كلاهما في فلك الوجدان الإنساني ، وقد وجدا من أجله ، وكلاهما يسهم في رقي المجتمع وتماسكه ، للوصول إلى الغايات والرغبات والحاجات الإنسانية ،مستلهمة في ذلك كلمة الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- : ( الحق لا يعرف بالرجال ولكن يعرف الرجال بالحق ) و كلمة إبن القيم : ( من ظنّ أن الباطل سينتصر على الحق ، فقد أساء الظنّ بالله ) ولقد جاءت المشاركات من الحضور متنوعة ، حيث حضر الأمسية العديد من الاكاديميين والأطباء والكُتّاب من السيدات والرجال ، ممّا أضاف إلى الأمسية التنوُّع في الطرح ، والأسلوب المختلف في النقاش . تقول المحامية بيان في كتابها الذي حصلت على نسخته بعد الأمسية : ( إن عمل المحامي يتقارب من عمل الطبيب في مداواة جراح البشر ولكن الجرح يختلف في كلتا الرسالتين ،فالطبيب يعالج جراحاً ظاهرة ، وآلاماً في الجسد ، ومرضاً يشعر به المريض، سرعان ما تلتئم هذه الجراح وتخفّ ، بينما عمل المحامي يداوي جراحاً آنية في الصدور: جراح الظلم التي وقعت على المظلومين حتى ينتزع لهم حقوقهم والدفاع عنهم من براثن شخص ضعيف الإيمان بالله تعالى.) كما تضيف في مقدمة كتابها :"مهارات التأهيل المهني في مهنة المحاماة "، والذي صدرعام 1439ه ، بالإشتراك مع المستشار القانوني أشرف هلال: ( إن العمل هو الرسالة التي يجب على كل إنسان أن يؤديها في مجال علمه الذي تعلّمه ، فالعمل بعد كونه عبادة، هو كذلك تحقيق الذات وأداء الرسالة التي خُلق الإنسان من أجلها.) إن العمل في مهنة المحاماة ، رسالة عظيمة ، يحتاج كل من يعمل فيها ، إلى صقل قدراته بصفة مستمرة، وهي مهنة القراءة والإطلاع والإستنباط ، ومهنة التكييف للوقائع. كما تؤكد بيان ، أن الإستمرار في هذه الأمسيات، من شأنه رفع مستوى الوعي بين فئات المجتمع ، وزيادة الثقافة العامة في التخصصات الهامة المختلفة ، والقانون من أهمها .