والسعودية قلبه النابض ، ويا بلادي واصلي تقدمك وتميُّزك على مستوى العالم وكل المحبين المخلصين الصادقين معك. أتقدم بالتهنئة للقيادة الحكيمة وللشعب السعودي بفوز المملكة باستضافة اكسبو 2030 واثقةً بأنه سيكون المعرض الأكثر تميُّزاً خلال مسيرته كلها والمستمرة لأكثر من 170 عاماً بإذن الله. نعم ، لقد أثبتت السعودية مكانتها وتصدرها وتميُّزها في جميع المجالات ، وما فوزها بإقامة معرض اكسبو 2030 ،والذي يواكب تتويج الرؤية المبدعة ، إلا تجّسيداً لمكانتها . وصورتها التي تبلّورت خلال السنوات القليلة الماضية ، جعلت العالم يتوقف عند كلمتها وينصت لقراراتها. اليوم السعودية تسابق الزمن في السُلّم العالمي بقفزات واثقة مدروسة لتتصدّر عرش الحياة بأرقى الأساليب وأجودها (ما شاء الله). إكسبو هو معرض عالمي يقام كل خمس سنوات ، ويعدّ من أقدم وأعرق المعارض العالمية .كانت نسخته الأولى عام 1851 ميلادي. هو ببساطة تظاهرة عالمية علمية توعوية ثقافية لاستعراض الأفكار والإبتكارات وطرح الحلول للتحدّيات التي تواجه العالم ، وهو رؤية لإستشراف مستقبل مشرق يغيّر من معالم الحياة ووجه العالم للأفضل بتوفيق الله . إكسبو معرض ضخم وفيه يتم تبادل المعرفة والإطلاع على الاختراعات والتصاميم الفريدة التي تؤثر في إبراز التراث وخدمة البشرية وتسّهيل حياة الإنسان في جميع المجالات، وكمثال فقط : فقد عُرف البثّ التلفزيوني وظهرت الحواسيب بنسختها الأولى وغيرهما من الإختراعات التي أحدثت تأثيراً كبيراً في حياة البشرية خلال مسيرة هذا المعرض الطويلة والتي تشارك فيه كل الدول . وقد شاركت المملكة على مدى 6 نسخ من إكسبو .وحصدت الجائزة الفضية في إكسبو 2008 لأفضل تصميم ، وكان الجناح السعودي في إكسبو 2010 في الصين ،ثاني أكبر جناح من حيث عدد الزوار : حيث كان زواره أكثر من 4 مليون زائر ،وفي اكسبو دبي 2020 ، كان زوار الجناح السعودي يفوق 5 ملايين ، وهي أعلى نسبة زيارة حصل عليها جناح في تاريخ معارض إكسبو الدولية. استضافة المملكة لمعرض عالمي تاريخي مؤثِّر بحجم إكسبو والفوز بذلك ، له آثار إيجابية كبيرة على الإقتصاد والثقافة والتقدم وأكثر من ذلك الحراك التوعوي الذي تحدثه مثل هذه المعارض. فهي مصدر إلهام للشباب ، وسينعكس كل ذلك على المستقبل بواجهته المضيئة التي تخدم المجتمعات وتحفز الهمم وتتّقد معها العطاءات في كل الجوانب ،ودافعاً قوياً لتحقيق الأهداف التنموية المستديمة. وجود معرض كإكسبو في عاصمة المملكة على مساحة 6 ملايين متر مربع ولمدة ستة أشهر وبتوقع 40 مليون زائر حضورياً ومليار زائر بل ربما أكثر افتراضياً ، سيحدث تغييراً وتقدماً إيجابياً علمياً واقتصادياً وثقافياً سيعمِّق ويرتقي أكثر بمكانة المملكة على مستوى العالم . ستكون السعودية وجهة للعالم المتحضّر المتمكِّن الذي حظي بقيادة قدَّمته للعالم في أبهى حلُّة . وكان هذا الفوز من مستهدفات الرؤية وقد أتى نتيجة جهود كبيرة بذلت لإعداد ملف الإستضافة الذي تم بإشراف مباشر من سمو ولي العهد -حفظه الله- وحصل على أعلى نسبة تصويت ليكون إكسبو 2030 في عاصمة المملكة (الرياض). نكرّر التهنئة ،ونتمنى لمملكتنا مزيداً من التقدم والتألق، وحبذا لو يقرأ كل مواطن ومواطنة قراءة متعمّقة عن هذا المعرض والهدف من إستضافته والفرح بفوز الرياض بذلك ، ففي مثل هذه الإستضافات مهّما بذل من أجلها ،خير للوطن وأهله . ولاننسى كم تحصد مثل هذه المناسبات ، من دخول في الإسلام ،حيث يشاهد غير المسلمين تقدُّم المسلمين وأخلاقهم وحسن ضيافتهم وكرمهم والأمن الذي تعيشه المملكة ، بمعنى ليتنا جميعاً نقرأ دوماً الأهداف البعيدة وما يتضمنه ما بين السطور. ودمتم.