مددت سلطة الطيران المدني السودانية إغلاق المجال الجوي حتى 15 أغسطس الجاري، باستثاء رحلات المساعدات الإنسانية، ورحلات الإجلاء بعد الحصول على تصريح من قبل الجهات المختصة؛ طبقًا لمسؤولي مطار الخرطوم الدولي. وأغلق المجال الجوي السوداني أمام حركة الطيران بعد نشوب صراع مسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل الماضي، بينما تشهد الخرطوم وولايات سودانية أخرى مواجهات عسكرية بين القوات المسلحة السودانية، بقيادة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الشهير ب "حميدتي". ولا تزال المواجهات مستمرة بشكل متقطع في عدة مناطق. وطبقًا لتقديرات المنظمة الدولية للهجرة، فإن عدد النازحين واللاجئين بسبب الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان، الذي اندلع قبل نحو ثلاثة أشهر تجاوز ثلاثة ملايين. وفي وقت كثف فيه الجيش السوداني ضرباته المدفعية تجاه نقاط وتجمعات قوات الدعم السريع في عدد من المواقع بمدن العاصمة الثلاث أم درمانوالخرطوم والخرطوم بحري، تمكن من إحباط هجوم جديد على مقر شرطة الاحتياطي المركزي بأم درمان. وأكد أن طيران الاستطلاع الحربي قد استمر بطلعاته الجوية في سماء الخرطوم. من جهته، حذر برنامج الأغذية العالمي من انزلاق 19 مليون شخص، أي نحو 40 % من سكان السودان، نحو دائرة الجوع، بعد أشهر من المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، من دون أفق لوقف مستدام للقتال. ومنذ اندلاع الحرب منتصف أبريل الماضي، تتشكل ملامح أزمة إنسانية غير مسبوقة بسبب التداعيات الكارثية الناجمة عن المعارك المستمرة، في مدن العاصمة الثلاث وإقليم دارفور، وعدد من مناطق ولاية كردفان. وقال المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي محمد الأمين، وفقًا ل"سكاي نيوز عربية": "البرنامج يشعر بقلق بالغ إزاء حالة انعدام الأمن الغذائي في البلاد. معدلات الجوع ترتفع أكثر في مناطق غرب دارفور وغرب كردفان والنيل الأزرق والبحر الأحمر وشمال دارفور". وأضاف: " الصراع الحالي يمكن أن يقوض الموسم الزراعي، حيث يواجه المزارعون أزمة انعدام الأمن ويكافحون لمواجهة ارتفاع أسعار الأسمدة والبذور. أتوقع تراجع إنتاج المحاصيل الرئيسية مثل الذرة الرفيعة، بسبب ارتفاع تكاليف البذور والأسمدة في ظل شح السيولة ومحدودية التمويل".