تختلف الزراعة العضوية مقارنة بالزراعة التقليدية بتجنب إستخدام المركبات الكيميائية المصنعة سواء كانت أسمدة أو محسنات تربة أو مبيدات زراعية أو منظمات نمو نباتية أو مواد حافظة أو مواد تثبيت اللون أو النكهة وذلك في كافة مراحل الزراعة إبتداء من مرحلة تحضير الأرض للزراعة الى معاملات ما بعد حصاد المحصول بالإضافة خلو المنتج من التعديلات الوراثية المعملية وكذلك تجنب إستخدام ما ينتج من عمليات معالجات الصرف الصحي. ويضاف الى ذلك في مجال الإنتاج الحيواني الى ضرورة توفير المرعي الخارجي الطبيعي للماشية وتغذية الحيوانات من خلال غذاء عضوي وعدم إستخدام المضادات الحيوية والهرمونات أو المواد الحيوانية المحورة. وبتالي يتركز إهتمام منتجي هذا النوع من الزراعة على إستخدام العمليات الحيوية الطبيعية بما فيها من علاقات حيوية متداخلة مثل المساعدة على توفر وذيادة أعداد الأعداء الطبيعية للحشرات والأفات الزراعية المنافسة لنمو المحصول المنزرع وكذلك إيجاد نوع من التنوع الحيوي المتكافل والمتعاون لمصلحة المنتج الزراعي. هذا بالإضافة الى التركيز على تحسين خواص التربة طبيعياً وذلك بواسطة عمليات مختلفة لعل من أهمها التحلل وبتالي ذيادة محتوى الوسط الزراعي من الكائنات الدقيقة. ونجد ان أولويات الزراعة العضوية هو الحفاظ على البيئة بكل ما فيها من تربة وهواء وماء وتنوع حيوي والصحة العامة بشكل عام. وجد من خلال الأبحاث والدراسات المتخصصة فى مجال الزراعات العضوية عدم دقة ما يشاع عن ضعف وقلة إنتاجية المزارع العضوية مقارنة بالمزارع التقليدية وذلك على المستوى البعيد. ولما تحتاجه المزارع العضوية عند بداية نشؤها الى عدة سنوات للوصول الى التوازن البيئي الحيوي المطلوب للإنتاج الزراعي فنجد إنه من الصعب مقارنتها بمثيلاتها من المزارع التقليدية من خلال مقارنة إنتاجية المحصول لموسمين أو ثلاثة مواسم زراعية. وكما تتفوق الزراعة العضوية في العائد المالي للوحدة المنتجة لعدة أسباب لعل من أهمها هو محدودية العرض وقلة تكلفة مصروفات الزراعة مثل تكاليف الأسمدة المركبة والمبيدات المتنوعة والمركبات الكيميائية المساعدة على العملية الإنتاجية والتخزينية. وقد أثبتت الدراسات أيضاً إن المحتوى الغذائي (العناصر الغذائية) وبصفة خاصة الفيتامينات للمحصول النباتي المنتج سواء بطريقة الزراعة العضوية أو التقليدية هو متماثل. ولكن تتفوق الزراعة العضوية بعدم وجود الرواسب للمواد الكيميائية في أنسجة ثمارها وزيادة محتواها من مضادات الأكسدة وتميزها في بعض خواص النكهة والمذاق. ويختلف ذلك في مجال الإنتاج الحيواني، حيث أوضحت بعض الدراسات بتميز اللحوم والألبان ومشتقاتها المنتجة عضوياً بزيادة تصل الى 50 % من محتواها من العناصر والفيتامينات وإختفاء الإصابات المرضية الخطيرة مثل مرض جنون البقر. إن مصطلح منتج طبيعي لا يعني منتج عضوي. وكذلك ما يطلق عليه المنتج المحلي أو البلدي لا يعني عضوي بل هو منتج في المناطق القريبة من النطاق الحضري ويتميز بكونه طازج لسهولة وسرعة وصوله الي مناطق التوزيع والبيع. وتختلف الأغذية العضوية حسب محتواها العضوي، فمنها ما يدون عليه مصطلح 100 % عضوي وهذا يعني إن الغذاء منتج من مصدر عضوي بنسبة 100 %، ومنها ما يطلق عليه مصطلح عضوي وهذا يدلل إن نسبة المصدر العضوي في الغذاء لا تقل عن 95 %، وهناك ما يطلق عليه مصنع من منتجات عضوية وهذا يدلل ان المصدر العضوي لا يقل عن 70 %، وهناك ما يطلق عليه يحتوي على منتجات عضوية وهذا يدلل ان المصدر العضوي لا تزيد نسبته عن 70 %.