مدير تطوير الأعمال في الشرق الأوسط لشركة أكسيونا لحلول النقل أدركت دول المنطقة وفي مقدمتها السعودية، أن وجود بنية تحتية قوية للنقل يعد عنصرًا هامًا من عناصر التنمية الاقتصادية والتكامل الإقليمي والنمو المستدام، واستثمرت رؤية السعودية 2030 في الموقع الاستراتيجية المميز للمملكة بوصفها مركز عالمي للتجارة والسياحة يربط بين 3 قارات، ومحور ارتكاز رئيسي لمنطقة الشرق الأوسط. ويمثل مشروع مترو الرياض الذي بدأ عام 2014 إحدى الفوائد الرئيسية لإنشاء السكك الحديدية في الشرق الأوسط، وتعزيز التكامل الإقليمي عبر شبكة نقل سلسة، تعمل على تقليل أوقات السفر وتسهل حركة الأشخاص والبضائع وتشجيع المزيد من التبادل الثقافي والسياحة. يضم المشروع الذي سيكون أحد أكبر مشروعات شبكات النقل العام في العالم ستة خطوط مترو و 84 محطة وسيمتد لمسافة إجمالية تبلغ 176 كيلومترًا ويتوقع أن يخدم 3.6 مليون مسافر يوميًا بمجرد تشغيله بكامل طاقته قبل نهاية عام 2023 ، أو في بداية عام 2024 على أقصى تقدير بعد الانتهاء من مرحلة الاختبار والتي لا تزال جارية. هذا المشروع. وإدراكاً من المملكة لقيمة السكك الحديدية في تعزيز مكانتها اللوجستية في المنطقة، أعلنت مؤخرًا عن إنشاء خط سكة حديد بقيمة 1.5 مليار دولارًا أمريكيًا لربط مشروعاتها الضخمة (57 كيلومترًا من السكة الحديدية عالية السرعة في مدينة نيوم) ومن المتوقع أن يفتح هذا المشروع الباب أمام 4000 فرصة عمل جديدة. يلعب إنشاء السكك الحديدية دورًا حيويًا في تعزيز التنوع الاقتصادي، وانطلاقاً من ذلك فإن مشروع الجسر البري السعودي يرتكز على أهمية استراتيجية كبيرة باستثمارات تقدر بأكثر من 20 مليار دولارًا أمريكيًا، ويتضمن هذا المسعى الطموح إنشاء أكثر من 1300 كيلومترًا من خطوط السكك الحديدية الجديدة بين جدة والمنطقة الشرقية بالإضافة إلى ربط مدينة ينبع الصناعية بجدة. وسيقلل هذا المشروع بشكل كبير من وقت السفر لنقل الركاب، فعلى سبيل المثال سيؤدي خط السكك الحديدية بين جدةوالرياض إلى تقليص وقت السفر الحالي بالحافلة –والذي يقدر بعشرة إلى اثني عشرة- إلى ست ساعات فقط، مما يعزز الربط بين تلك المناطق ويسهل النمو الاقتصادي. ومثلما استثمرت المملكة في عقول ابناءها ونجحت أن تبهر العالم من خلال رؤية المملكة 2030 التي تمثل خارطة طريق مبهرة نحو المستقبل، يعمل إنشاء السكك الحديدية في السعودية كمحفز للتنمية الإقليمية من خلال تعزيز النشاط الاقتصادي والاستثمار، وغالبًا ما يؤدي تطوير شبكات السكك الحديدية إلى تنمية المكان والمدن الواقعة على طول ممرات السكك الحديدية، فتشهد هذه المناطق فرص عمل متزايدة ووصولًا أفضل إلى الأسواق. وتربط السكك الحديدية المناطق النائية بالمراكز الحضرية مما يمكّن من تطوير الصناعة والزراعة والسياحة خارج المراكز الاقتصادية التقليدية. يمكننا القول بأن الاستفادة من أفضل الممارسات الدولية تلعب دورًا حاسمًا في التنمية المستدامة، لا سيما بالنظر إلى التحول نحو اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار. وكجزء من تجربتنا فنحن نمتلك أكثر من 100 عام من الخبرة في إنشاء البنية التحتية للسكك الحديدية التي تركنا فيها بصمتنا على مئات المشروعات بإنشاء أكثر من 3000 كيلومتر من السكك الحديدية وأكثر من 100 محطة ومنشأة وأكثر من 600 كيلومتر من الأنفاق. وبمعنى آخر أكثر من 35.3 مليون مسافر سنويًا في جميع أنحاء العالم.