جاءت قمة جدة 32 في وقت مناسب، بعد أن تجرّعت خلالها الشعوب العربيه الألم والحروب والجوع والتشّريد والهلاك، وامتزج الدمع بالدم ، وذلك بسبب التحدّيات الخارجيه والداخليه والأطماع الإقليميه والدوليه، لتحقيق الهيمنة والسيطرة مع مواردها المالية ومكتسباتها. ومايحدث الآن في كثير من الدول العربية كالسودان وسوريا والعراق وليبيا واليمن من صراع دموي عنيف بسبب السلطة. فنرى سوريا تحطّمت من غول التهّجير، وسنلحقها السودان بسبب الحرب، حيث الملايين من السودانين هاجروا من بلادهم إلى شواطيء البحر الاحمر إلى مصر والدول المجاورة الأخرى التي هي أمن وإستقرار.، ممّا سيخلق كارثة بيئية للمهاجرين وللدول التي هاجروا إليها.ولذلك جاءت هذه القمة لتداوي تلك الجروح، وتعمل على ردم الصدع ، وإيجاد الحلول الصحيحة من خلال المشاورات والإتفاق على توحيد الصفّ العربي . وتم اجتماع وزراء الخارجيه العرب في أجواء هادئة وإيجابية، وكان التوافق هو السمة الرئيسية لكل القرارات التي سيزمع صدورها من قبل القمة، وقد نُوقشت موضوعات هامة تتعلق بالقضية الفلسطينية وبمختلف الأوضاع في مناطق الأزمات وكذلك التدخلات الأجنبية في شؤون الدول العربية، واتضح أن هناك حزمة من القرارات ستصدر من القمة العربية مرفوعة من المجلس الإقتصادي الإجتماعي،، وهذه القرارات ستكون دفعة للعمل العربي المشترك، كما تتصمن القرارات تعزيز التنسيق والتعاون بين الدول العربيه لمكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات بين الأجهزه الأمنية ، وصيانة الامن القومي العربي . حقيقة كان للمملكة العربيه السعوديه دور كبير في لمّ الشمل العربي من خلال الجهود التي بذلتها من وقت مبكّر منذ سبعة أشهر ، حيث تم عمل العديد من الجولات، واللقاءات الثنائية لحل المشاكل الإقتصادية والإجتماعية سواء على مستوى وزراء الإقتصاد اوعلى مستوى وزراء الخارجية ، فالمملكة العربية السعودية لها بصمتها في توّحيد الصفّ العربي ممّا يفرح الشعوب العربية ليتحقّق السلام والوئام بين العرب، ويعمّ نور السلام على أرجاء الوطن العربي، وتتحسّن الأحوال الإقتصاديه في هذه البلدان التي تأثرت بالحروب .