تحتل المياه مساحة 72 % من مساحة سطح الأرض والتي تشكّل المياه المالحة منها ما نسبته 97.5 % والمياه العذبة تمثل فقط ما نسبته 2.5 % منها مياه سطحية (أنهار، بحيرات ووديان) بنسبة 1.2 % والكمية الباقية إما مياه جوفية أو متجمّدة. وتمثل المساحة الخاصة بالأراضي الزراعية 38.4 % من مساحة الأراضي في العالم، تشكّل منها أراضي المراعي ما نسبته 68.4 %. وتتصدر الهند والولايات المتحدةالأمريكية والصين وروسيا أكبر المساحات للأراضي الزراعية في العالم. ويتفاوت نصيب الفرد من الأراضي المزروعة الى ما نسبته 0.01 هكتار/فرد في دول مثل اليابان والمملكة العربية السعودية وكوريا الجنوبية الى نسبة أعلى من 3 هكتار/ فرد في دول مثل روسيا وأستراليا وكندا. خلال عام 2012 م، في مدينة نولي إحدى مدن ساحل ليغوريا الإيطالي، ظهرت فكرة لدى أحد هواة رياضة الغوص لتجربة زراعة نبات الريحان الإيطالي والذي يستخدم كعنصر أساسي في العديد من المأكولات الإيطالية تحت مياه البحر في أعماق تصل الى 10 م تحت سطح الماء. وتمت الزراعة من خلال إبتكار قُبب بلاستيكية بقطر 2 م ومساحة داخلية تصل الى 2.000 لتر مملؤة بالهواء. وهذه القُبب يتم تثبيتها في قاع المحيط بقواعد وأثقال حديدية تصل في وزنها الى أكثر من نصف طن. وقد ظهرت هذه القُبب الزراعية في أعماق البحر بشكل مماثل للبيوت المحّمية المستخدمة للزراعة بنظام صديق للبيئة ويراعي قواعد الزراعة المُستدامة وبتقنيات لنظام ذاتي للزراعة يعتمد بشكل مباشر على الطبيعة. تتم الزراعة داخل القُبب من خلال تقنيات الزراعة المائية (هيدروبونيك) ويتم إنتاج المياه العذبة داخل هذه القُبب الزراعية بطرق طبيعية من خلال تكّثيف مياه البحر من خلال الإختلاف في درجات الحرارة ما بين داخل القُبب الزراعية ودرجة حرارة المياه خارجها. وكما يمكن كذلك زيادة معدل تكّثيف إنتاج المياه العذبة من خلال تركيب أجهزة التكثيف والتي تعمل من خلال الطاقة الشمسية. بالإضافة الى إستخدام الطاقة الشمسية لتشغيل مراوح للتهويه والتقليل من نسبة الرطوبة النسبية داخل القُبب الزراعية في أعماق المحيط. وكما تحتوي القُبب على أجهزة لقياس نسب غاز الأكسجين وثاني أكسيد الكربون ونسبة الرطوبة ودرجة الحرارة وقوة الإضاءة والتي جميعها يعمل من خلال تقنيات الإستفادة من الطاقة الشمسية. وجميع الأجهزة السابقة ومعلوماتها متصلة بمحطة إستقبال أرضية لتسجيل البيانات بشكل مستمر مع وجود نظام إتصال لاسلكي بين القُبب الزراعية في أعماق المحيط والمحطة الأرضية والتي تساعد الغوّاصين والعاملين من تبادل الأحاديث والمعلومات. بالإضافة الى كاميرات لتصوير ما بداخل وخارج القُبب الزراعية وجميعها يعمل من خلال تقنيات الطاقة الشمسية. لقد أظهر هذا النظام المبتكر عدم الحاجة للإستخدام مبيدات الآفات كون هذه المزارع مغمورة في أعماق البحار وفي معزل من الحشرات ومسببات الأمراض. وكذلك من عوامل التغيرات المناخية والإجهادات البيئية وعوامل التلوّث المختلفة. وكما لاقي هذا الإبتكار إقبالاً من بعض مراكز ومعامل الأبحاث الزراعية لإجراء التجارب وكذلك دعم ورعاية من مراكز إنتاج النباتات الصيدلانية والدوائية. وأصبح أيضاً مزاراً سياحياً لمحبي رياضة الغوص وهواة أعمال البستَنة.