تمثل الصناعات الحرفية في منطقة الحدود الشمالية رصيداً ثقافياً واجتماعياً لهوية المجتمع التي تحافظ عليه الأجيال، حيث يعد السوق الشعبي بمدينة عرعر أحد الأوجه التراثية التي تم تأسيها لأعمال الحرفيات قبل 8 سنوات، حيث خصص لهن بصورة مجانية لاستعراض منسوجاتهن ومقتنياتهن. ويعرض السوق قصة المصنوعات وطريقة إعدادها، ومكنت أهل المنطقة من عرض منتجاتهم للأسواق التجارية المشابهة للنشاط الاقتصادي. وتقول الحرفية أم ندى: إنها تمارس صناعة بيوت الشعر والملبوسات التراثية منذ عدة سنوات في هذا السوق، واستطاعت إيجاد قاعدة زبائن عبر تسويقها لنفسها عبر منصات التواصل الاجتماعي وتحقيق عائد اقتصادي جيد. وتروي الحرفية أم سلطان أن المنسوجات تلقى إقبالاً لافتاً من قبل أفراد المجتمع في تزيين منازلهم بها، وفي جلساتهم الشعبية، وتعكس المحافظة على الأصالة حيث تبدع الكثير من الحرفيات في الصناعة اليدوية في أشكال وألوان مختلفة جذابة. يذكر أن السوق يحتوي على مقتنيات شعبية وتراثية ونباتات عطرية مصنوعة يدوياً، ومنتجات للسدو والأزياء والمأكولات الشعبية، ويتكون السوق من 44 محلاً، مُنِحَت جميعها للأسر المنتجة، لعرض منتجاتها؛ حيث يمتاز تصميمه بطابع شعبي ذات طراز عمراني تراثي، يتناسب مع المنتجات الحرفية والأكلات الشعبية التي تسوقها معظم الأسر المنتجة في محال السوق، إضافةً إلى قاعة "الخزامى" التي تهدف إلى تدريب الأسر المنتجة لتطوير أدائها.