تتميّز محمية شرعان التي تقع شرق محافظة العُلا، عن غيرها من المحميات الأخرى، بمناظرها الطبيعية، وتشكيلاتها الصخرية الفريدة، والتنوع النباتي والحيواني، مما جعلها إحدى أهم المحميات في الوطن العربي. وفي إطار تحقيق رؤية المملكة 2030، التي تتطلع إلى إعادة التوازن البيئي في المملكة، تسعى الهيئة الملكية لمحافظة العُلا دائماً إلى الالتزام بحماية الحياة البرية والموائل الطبيعية في العُلا وتنميتها، وتماشياً مع مبادرة "السعودية الخضراء" مستهدفين الوصول إلى 80 % من مساحة محافظة العلا إلى محميات طبيعية. وتشهد محمية شرعان إقبالاً لافتاً من الزوار، خصوصاً خلال فترة الربيع التي تتزامن مع موسم الزهور والنباتات الخضراء المتنوعة والنادرة، حيث تضم مجموعة متنوعة من المواطن الصحراوية التي كانت في السابق موطنًا لعدد لا يُحصى من أنواع الحيوانات المحلية، كالوعول النوبية، والغزلان، والطيور، بالإضافة إلى الحيوانات المفترسة مثل النمر العربي، ويمكن للجميع الدخول من خلال الطلب عبر الإيميل الرسمي الخاص بالمحمية: [email protected]. كما يعمل داخل المحمية فريق متخصص من الجوّالة المؤهلين من قبل خبراء دوليين في هذا المجال، يعملون على مدار الساعة لمراقبة المناطق المحمية وإدارتها، وتنفيذ الرصد العلمي ومكافحة الصيد غير المشروع، باستخدام تقنيات متطوّرة مثل أنظمة المعلومات الجغرافية، ومسوحات سمارت، والرصد الصوتي والمرئي، والتتبّع السيبراني، إضافة إلى خبراء يقومون بعمل مسوحات ميدانية لجمع البيانات والمعلومات اللازمة عن الأنظمة البيئية في المحمية، وتوعية المجتمع المحلي بأهمية الحفاظ على البيئة. وتهدف المحمية إلى الحفاظ على التراث الطبيعي من خلال استعادة النظام البيئي للمنطقة والحفاظ على الأنواع المهددة، وذلك في موقعها في الوادي الشرقي للعلا، حيث تتميّز المحمية ذات التضاريس المذهلة بأخاديد خلابة من الصخور الحمراء، والوديان المنحدرة، والوديان الواسعة، والمناطق الصحراوية ذات الهضاب الصخرية المتناثرة، إذ يُوفّر هذا التنوع في المواطن الفرصة لحياة مجموعة من الأنواع المحلية ضمن ظروف مواطنها الطبيعية. تضم منطقة شرعان مجموعة متنوعة من المواطن الصحراوية التي كانت في السابق مَوْطِناً لعدد لا يُحصى من أنواع النباتات والحيوانات المحلية، بما في ذلك غابات الأكاسيا، والوعول النوبية، والنعام، والغزلان، بالإضافة إلى الحيوانات المفترسة مثل النمر العربي.