المشاهد كلها في محافظة العلا، مدهشة، فمن التضاريس المتباينة، إلى الطبيعة الخلابة، والتي جعلتها بيئة مناسبة لأنواع متباينة من الحيوانات البرية. التي عاشت في تلك المنطقة منذ القدم، وتتركّز الجهود في الوقت الحالي على استعادة المشهد الطبيعي للبيئة الصحراوية في العلا، وإيجاد بيئة ملائمة للحيوانات وحمايتها من المهددات. وأنت في العلا لا بد أن توجه بوصلتك لزيارة محمية شرعان، ذات المشاهد المتفردة، وهي تقع شرق العلا، وتمتدّ على مساحة تبلغ 1500 كيلومتر مربع، وتشتهر بتنوّع تضاريسها من الجبال والصخور، والوديان المغطاة بغطاء من الأزهار البرية والمناطق الصحراوية، وتحتضن أصنافاً عديدة من الحيوانات البرية، ومنها غزال الريم، وغزال الآدمي، وغزال المها العربي، والوعول، والنعام الأفريقي بشكل متناغم فريد بين المناظر الطبيعية الخلابة والحيوانات البرية في المحمية الطبيعية. ويعمل في محمية شرعان عدد من الموظفين والخبراء المتخصصين المؤهلين في هذا المجال، حيث يعملون على القيام بدوريات في المحمية لمراقبة الأنواع الحية من الكائنات، وتهيئة المكان المناسب في المنطقة لمختلف الكائنات في المحمية، والحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، والتي خصّصت لها برامج حماية، وتكاثر في عدة محميات ضمن رؤية المملكة 2030م. وحققت الهيئة الملكية بمحافظة العُلا منجزات ونجاحات في هذه المحمية من خلال ولادة جيل جديد من الغزلان، والتي نجحت في التكيّف والتأقلم مع البيئة والظروف الملائمة المهيئة في محمية شرعان، إضافة إلى جهود المحافظة على الغطاء النباتي ومصادر المياه التي تحتاج إليها الحيوانات البرية من خلال برنامج حماية يشمل إطلاق عدد من مبادرات التشجير طويلة الأمد. وتهدف المحمية إلى الحفاظ على التراث الطبيعي من خلال استعادة النظام البيئي للمنطقة والحفاظ على الأنواع المهددة، وبموقعها في الوادي الشرقي للعلا، تتميّز المحمية ذات التضاريس المذهلة بأخاديد خلابة من الصخور الحمراء، والوديان المنحدرة، والوديان الواسعة، والمناطق الصحراوية ذات الهضاب الصخرية المتناثرة. حيث يُوفّر هذا التنوع في المواطن الفرصة لحياة مجموعة من الأنواع المحلية ضمن ظروف مواطنها الطبيعية، وفي إطار رؤية 2030، تُمثّل شرعان الخطوة الأولى في التزام الهيئة الملكية لمحافظة العلا بحماية البيئة في العلا، وإعادة توازن أنظمتها البيئية، وإدارة الحياة البرية بالتعاون مع المجتمع المحلي. الحفاظ على النمور العربية في شرعان في خطوة مهمة في سبيل المحافظة على النمور العربية المهددة بالانقراض، مما يعد خطوة مهمة نحو تحقيق مستهدفات إعادة تأهيل النظم البيئية، في المملكة فقد سبق أن تم الإعلان عن ولادة أنثى جديدة من النمر العربي، لتنضم إلى مجموعة النمور العربية ضمن برنامج الإكثار في مركز الأمير سعود الفيصل لأبحاث الحياة الفطرية، الذي يهدف إلى إنقاذ هذا النوع المهدد بالانقراض. وقال الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمحافظة العلا، المهندس عمرو بن صالح المدني: إن هذه الولادة الناجحة تؤكد أن الوقت لم يفت بعد لإنقاذ النمر العربي، مؤكداً أن إنقاذ الأنواع المهددة بالانقراض مثل النمور العربية أمر بالغ الأهمية لحماية الأرض واستعادة التوازن الطبيعي للنظم البيئية، حيث يعد ذلك أحد أهداف الهيئة. وبحسب الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، فإن هذه النمور تصنف ضمن الأنواع المهددة بالانقراض بشدة، حيث لا يتجاوز عدد النمور العربية اليوم 200 نمر، وذلك نتيجة فقدان موائلها الطبيعية والصيد الجائر على مدى سنوات. وتشمل استراتيجية الهيئة للمحافظة على النمر العربي، مجموعة متنوعة من المبادرات بما في ذلك التوسع في برنامج الإكثار عبر افتتاح مركز النمر العربي وفق أرقى وأحدث المعايير الدولية بمحمية شرعان الطبيعية في العلا، إلى جانب إنشاء صندوق النمر العربي الذي خصصت له الهيئة الملكية 25 مليون دولار أمريكي. كما ستعزز الهيئة شراكاتها مع المؤسسات المعنية بالحفاظ على الموارد الطبيعية مثل الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة ومنظمة بانثيرا، كما شملت مبادرات حماية النمور العربية إعادة توطين الأنواع الفطرية مثل الوعل النوبي والغزال الأدمي، بالإضافة إلى تدريب عدد من أبناء العلا جوالين لصون المحميات الطبيعة. ويظهر النمر العربي على النقوش الصخرية في مواقع متعددة بمحافظة العلا، مما يؤكد ثراء البيئة الطبيعية للعلا على مدار التاريخ، حيث ينعكس جلياً في مرتكزات استراتيجية الهيئة العناية بالبيئة والطبيعة، والعناية بالتراث والآثار، مما يجعل العلا أكبر متحف حي في العالم.