أيام معدودة، ويهل علينا شهر رمضان. تذكرت هذا وأنا اقرأ مقالاً كتبه الراحل الكبير الدكتور غازي القصيبي منذ سنوات في جريدة اليمامة وبالتحديد في عام 1428 ه عن رمضان أيام زمان، وكيف كانت حياتنا وعاداتنا قبل ان يحل علينا نفس الرمضان بصيغة وممارسات تختلف عن رمضان الذي نشأنا وكبرنا معه. ذكرني مقال الدكتور برمضان الماضي العتيد والذي كنا نعيشه بالدقائق والثواني الجميلة التي كانت تميّزه عن رمضان الآن. تذكرت مدفع افطار (جبل المدافع) الذي كان ينطلق مع أذان المغرب، ليعلن نهاية صيام يومنا، لنهرع إلي سفرة متواضعة عليها طاسات ماء زمزم المعدنية، وبضع تمرات نكسر بها صيامنا، قبل ان نملأ كاساتنا بسوبيا العم صالح غنيم، أو خضري مكةالمكرمة، لنهرع بعدها لاداء صلاة المغرب قبل أن تلتئم العائلة صغارها، وكبارها إلى سفرة الافطار التي تحتوي علي شوربة الحب، بيضاء كانت أم حمراء، وانواع متعددة من الفول، وبضع حبّات من السمبوسك البيتي المتعددة النكهات بالجبنة البيضاء، او الجبنة الصفراء، او اللحمة المفرومة. كانت السفرة الرمضانية آنذاك تكاد تخلو من سفرة رمضان الآن والتي تشتمل علي اطباق متعددة، تختلف عن ما عهدناه ايام زمان. رمضان زمان كان يختلف عن رمضان اليوم، ففي ايام الصيف كان رمضان الماضي يختلف دوام الموظفين عنه في ايام الجو المقبول، فقد تميز دوام رمضان الصيف بتوجه الموظفين للعمل من بعد صلاة العشاء حتى منتصف الليل. رمضان زمان، لم يكن هناك تلفزيون يتابع الصائمين مسلسلات أو برامج كوميدية كطاش ماطاش، أو فوازير شيريهان. رمضان زمان، كان مناسبة تستعد معه الاسر السعودية لعيد الفطر السعيد بمشتروات ملابس واحذية العيد. رمضان زمان، كان يتميز بتوجه الاسر المكاوية إلى خارج مكةالمكرمة للعودة إليها بملابس الاحرام، لاداء مناسك العمرة. رمضان زمان، كان يتميز بعبق بخور المستكا والعود في كل مجلس وصفّة ومبيت في البيوت المكاوية. كان لرمضان الماضي نكهة خاصة أين منها رمضان الآن الذي انعدمت فيه لمّة الاسر المكاوية. رحم الله الدكتور غازي القصيبي، فقد أعادني مقاله الشيّق لرمضان الماضي الجميل. كاتب صحفي ومستشار تحكيم دولي