جاءت بطولة النخبة الدولية الأبهاوية الثانية وهي أكثر حضوراً فنياً وارتفاعاً ملحوظاً في اشتعال منافساتها عبر مراحلها الأولية.. وزاد من وتيرة هذه العروض الميدانية توافر الكم الكبير من النجوم البارزين في أندية الشباب والاتفاق والوحدة والحزم وأيها والذين ساهموا بقدر كبير في الحضور والمتابعات الجماهيرية بمحالة ابها. وكان الفريق الشبابي الذي اكتظ بالأسماء من النجوم في طليعة الفرق التي احيطت بالاهتمامات الإعلامية والجماهيرية ومنح الأوراق الترشيحية المبكرة في انتزاع لقب هذه البطولة. إلا إن هذا التوجه في منح اللقب لليث الأبيض لاقى في الدور نصف النهائي بعض المراجعات والتراجعات بعد أن رحل عنه الدوليون السبعة للانضمام إلى معسكر الأخضر التحضيري في صلالة عمان استعداداً لخوض لقاء المنتخب البحريني في الملحق المؤهل لنهائيات كأس العالم 2010م بجنوب أفريقيا واللاعبون هم وليد عبدالله ، نايف قاضي، حسن معاذ، عبدالله الشهيل، احمد عطيف وعبدالعزيز السعران. هذا الرحيل الذي طال الشباب لا بد وأن يكون له تأثيره السلبي على الفريق وهو يدلف للدور الرباعي بعد أن تصدر مجموعته الثانية باربع من النقاط كسبها من فوزه الكبير على أبها بأربعة أهداف نظيفة وبخسارة من الاتفاق عبر الركلات الترجيحية بثلاثة أهداف مقابل هدفين كاسباً نقطة واحدة. الحزم.. يظفر بالخبير وبقيادة المدير الفني الجديد المصري محسن صالح جاء فريق الحزم إلى هذا المعترك وهو في أفضل حالاته على الصعيدين الفني والمعنوي واستطاع الوصول لدور الأربعة عبر مجموعته الأولى على حساب فوزه المستحق على الفريق الهلالي بهدفين لهدف وخسارته بالركلات الترجيحية من أمام نظيره وحدة مكةالمكرمة بخمسة أهداف مقابل أربعة بعد أن خرج من الأشواط الأساسية متعادلاً بالنتيجة السلبية.. ومعها احتل المركز الثاني في مجموعته برصيد أربع من النقاط. واستطاع هذا الفريق تقديم نفسه بشكل مختلف وعروض ميدانية جيدة ساهمت الخبرة العالية في منظومة الفريق إلى هكذا ظهور وأولهم بشار بن ياسين وأحمد مناور وفهد العمري وسعد الزهراني وصفوان المولد ووليد الجيزاني وصلاح الدين عقال. أبها.. الفارس المتألق الفريق الأبهاوي سجّل في نزاله الثاني أمام الاتفاق مستوى متألقاً ومبهراً توجه بفوزه المستحق بواقع أربعة أهداف لهدفين وسط مستوى فني وميداني مدهش.. وهذا اللقاء الكبير لأبناء أبها غير من صورة خسارته و(صدمته) في المباراة الاولى امام الشباب والتي خسرها برباعية نظيفة وكأنه يغرد خارج منظومة المنافسة. ولكنه فعلها واحتل المركز الثاني بثلاث من النقاط وتأهل للدور نصف النهائي. ويكفي فعلا الوجوة الواعدة والواثقة والتي سجلت ابداعاتها في مباراة الاتفاق وصالحت جماهيرها مستوى ونتيجة وفي مقدمتهم حسين آل ناجي ومحمد العمري ومعلوي صالح والذين عززوا امكانات نجوم الفريق المتمرسين أمثال سالم عسيري ومرجان إخوان وعلي وفايز العلياني وصالح المحمدي.. وهذه الكوكبة التي تجّلت وابدعت وقدمت نفسها بطريقة يستحقها أبها النادي والمدينة كانوا جديرين بهذا الوصول مع الشباب لدور الأربعة وقد يفاجئوا فرسان مكة بمستوى مختلف يحسن صنيعه مدير الفريق الفني ادريس عبيس. الوحداويون نجحوا بالمحترفين ويأتي فريق الفرسان الطامح كثيراً الى الخروج بعروض فنية متميزة والتي توجها باحتلال صدارة المجموعة الأولى بخمس من النقاط بعد أن أحرز فوزه الأول على الفريق الهلالي بثلاثية نظيفة وكسبه لقاء الحزم بالركلات الترجيحية (5-4) وحصد نقطتي الفوز. والفريق الوحداوي يملك في صفوفه الكم الوافر من النجوم المنسجمة والقادرة على مواصلة المشوار نحو النهائي ويتقدم هذه الكوكبة حارسه عساف القرني الذي كان من أهم وأبرز الحراس في البطولة ومعه تقف خبرة كامل المر وكامل الموسى وفارس المولد وهاني الجفري وسليمان أميدو وعبدالرحمن العصفور وحضور المحترفين المغربيين الذين برعا في هذه البطولة وقدما مستوى مقبولاً يمنح الفريق الثقة في سلامة هذا الاختيار والاستفادة منها في غمار دوري المحترفين. فارس الدهناء ويبقى الاتفاقيون الذين كانوا في مقدمة الأندية التي منحت الكثير من الأصوات والترشيحات للوصول إلى النهائي خصوصاً وأن الفريق يمتلك في أجندته الكثير من النجوم المتمرسة وأولهم محمد خوجه وسياف البيشي وفهد المفرج ووليد الرجا والعماني خليفة عايل والقحطاني ويحيى الشهراني ويوسف اسلالم وحمد الحمد ورغم ذلك إلا أنه لم يستطع تجاوز منافسه في المباراة الثانية (ابها) ومني بهزيمة ثقيلة عبر تفاصيل الشوطين الأصليين أعطته بطاقة الخروج المبكر من البطولة والذي كان يحتاج فقط إلى الوصول لركلات الترجيح والانتقال إلى مرافقة الشباب حتى ولو بالخسارة ولكنه فرط بهكذا فرصة واستقبل مرماه رباعية ابهاوية مستحقة مقابل هدفين. وفي كل الأحوال خرج فارس الدهناء بتجربة جيدة وكشفت اجهزته الفنية والإدارية مكامن الخلل والاستعداد مبكراً لمعالجتها والوقوف عليها. أولمبي الهلال حضر الهلاليون لمراسم هذا الحدث بأسماء جديدة وواعدة ولم يكن الهلال يطمح من خلال هذه المشاركة أن يدخل في تفاصيل لعبة الترشيحات واكتفى القائمون على النادي بمنح هذه الأسماء فرصة الاحتكاك والتجارب باعتبارها رافداً مهما لمستقبل الفريق الأول وكان في مقدمة النجوم القادمة في فضاءات الهلال بدر الدعيع ونواف العابد وسعد الذياب ورافي فلاته ورائد الصويلح ومحمد القرني.. وخرج من مجموعته الأولى بالمركز الأخير بعد خسارتين متتاليتين الأولى من فريق الحزم بهدفين لهدف والثانية أمام الوحدة بثلاثة أهداف مقابل لا شيء. وفي النهاية.. لم يخسر الهلاليون من هذه المشاركة بل كسبوا العديد من النجوم الواعدة قد تكون لها بصمتها وحضورها في الفريق الأول حين يكرس هؤلاء رغبتهم في التطوير والاستفادة بالصبر والبعد عن الغرور.