من خلال مفهومنا لمعنى الاستدامة البسيط والتي تعرّف بأنها: مجموعة من العمليات يقوم بها البشر من أجل تأمين استمرارية الأجيال من خلال تطوير وسائل النمو واستغلال الموارد الطبيعية، نعلم أن ما تشهده المملكة العربية السعودية في هذا الوقت لم يكن محض الصدفة بل هو نتاج تكنيك مدروس على مراحل كل مرحلة منه تحوي مخططات واستراتيجيات تتناسب مع المرحلة وتتمم لما سبقتها من المراحل مبنية على أسس الاستدامة حتى لو كانت هناك مراحل تجاوزت المتوقع والمخطط لها إلا أن الخطط الجيدة دائماً تحتمل التغيير وقد يكون لها بدائل يمكن استخدامها إذا لزم الأمر وهذا ما يدرس في وقتنا الحالي في إنشاء المشاريع الناجحة. بالعودة إلى موضوع الاستدامة لعلنا لو نظرنا إلى الأهداف المرجوة من تحقيقها لأدركنا أننا نسير في خط موازٍ لها بل قد نكون سبقناها حيث تتلخص هذه الأهداف في (1.توفير مجموعةٍ من الحلول للمحافظة على نسبِ الغذاء العالميّ، 2.التقليل من معدلات الفقر، ومحاولة إيجاد الطرق البديلة لعلاجِ الأزمات الاقتصاديّة التي توفرُ حصصاً ماليةً متساوية للأفراد، 3.ضمان توفير تعليمٍ شاملٍ، وكافٍ يحافظُ على الاستدامةِ، من خلال ظهور دراساتٍ جديدةٍ تقدّم أفكاراً للدعم الكافي للاستدامة، 4.الاستفادة من مصادر الطاقة الطبيعيّة، والصناعيّة لتوفير المواد المعتمدة عليها بأسعارٍ معقولة، وضمن القدرات المالية للناس، 5.الحرص على توفير قطاع صحيٍّ قادرٍ على التقليل من نسب انتشار الأمراض، وتقديم العلاجات المناسبة للتقليل من الأزمات الصحية العالميّة) أكاد أجزم أننا وصلنا إلى تحقيق نسبة عالية من هذه الأهداف، وهذا ما يجعلنا نقف في مقدمة الدول المؤثرة على مستوى العالم، التي أصبحت يشار لها بالبنان وترفع لها قبعة التقدير، أصبحنا النموذج الذي يحتذى به في صناعة التغيير والتطوير. (يوم بدينا) كان يوم الحرث، وها نحن نجني ثماره بعد ثلاثة قرون ونروي قصص الأمجاد التي صنعت وسادة الآمان لنا ولأبنائنا وللأجيال القادمة، وسادة رخاء مملوءة بالعلم النافع والمعرفة العالمية والاقتصاد العظيم والقوة العسكرية والرفاهية. (يوم بدينا) وانطلقنا من الدرعية إلى أرجاء مملكتنا الحبيبة شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً لنعود لحضن الأم الحنون الرياض فتتباهى كل منطقة بصنيعها وتنافس أقرانها الثلاثة عشر تحكي في شغف، تروي لها قصة التغيير، معبرة عما يختلج في نفسها من فخر وعزة بعد أن لاذت بها وهي تردد "الحب مالي فيه راي ما ظن لي غيرك مكان.. يا نجد يا أرضي وسماي يعجز عن الوصف اللسان". eman_bajunaid@