تعد البطاطس غذاء مهماً حيث تحتوي على مزيج من العناصر الغذائية مثل البروتينات والكربوهيدرات التي يحتاج إليها الإنسان كما تحتوي على الفيتامينات مثل فيتاميني B و C حيث تحتوي الدرنة متوسطة الحجم التي يبلغ وزنها 150 غراما نصف احتياجات البالغين اليومية من هذين الفيتامين 100 ملغم إذا تم تناولها مع قشرتها . ويرى خبراء التغذية أن البطاطس هي الحل البديل لبعض السلع الغذائية التي تشهد أسعارها ارتفاعا كبيراّ على المستوى العالمي خصوصا الأرز والقمح حيث وصل سعر الطن الواحد من الأرز 1000 دولار خلال عام 2008م كما قامت بعض دول شرق أسيا مثل الهند والباكستان وتايلاند بإيقاف تصدير الأرز تحسبا للنقص الكبير في محصول القمح . وتحقق البطاطس الأمن الغذائي وتوفر الأمن المائي وتضمن الأمن الاجتماعي فهي مصدر للحديد بل إن الحديد الموجود في البطاطس قابل للامتصاص بالجهاز الهضمي وأكثر فائدة من الحديد الموجود بالسبانخ كما يساعد محتواها العالي من فيتامين C على امتصاص الحديد . وأوضح رئيس اللجنة التأسيسية لجمعية البطاطس المهندس سالم الشاوي أن البطاطس تعد مصدرا جيدا لفيتامينات B 1 B 3 و B 3 إلى جانب الأملاح المعدنية خاصة البوتاسيوم الذي يعد مصدرا مهما لصحة القلب ويقلل من مخاطر ضغط الدم المرتفع فحبة واحدة من البطاطس تعطى الجسم ٪25 من احتياجاته اليومية من البوتاسيوم ولذلك نادرا ماتجد حالات وفاة مفاجئة بسبب ارتفاع ضغط الدم في أوروبا إضافة إلى أنهم لا يعانون من أمراض الشيخوخة . كما تحتوي البطاطس على الفسفور والماغنسيوم وحمض الفوليك وحامض البنتوثنيك والريبوفلافين وتحتوي أيضا على بعض مضادات الأكسدة الغذائية التي يمكن أن تؤدي دورا في الوقاية من الأمراض المتصلة بالشيخوخة بالإضافة إلى احتوائها على الألياف الغذائية المفيدة للصحة . وقال الشاوي في مقال نشر في العدد الأخير لمجلة الزراعة التي تصدرها وزارة الزراعة " إن جمعية البطاطس ستعمل جاهدة على تغيير ثقافة المجتمع لمزيد من استهلاك البطاطس لتعويض النقص الملحوظ في الدقيق ومواجهة ارتفاع أسعار الأرز " . ودعا المواطن السعودي إلى تغيير الأنماط الاستهلاكية في غذائه وتنويعه والبحث عن بدائل للأرز أو الخبز ومنها البطاطس مؤكدا عدم صعوبة ذلك .وقال " لقد آن الأوان أن نغير عادتنا ونجعل مقاديرنا بأيدينا فوجبة الأرز لم تكن في السابق الوجبة الرئيسة في المملكة أو حتى باقي دول الخليج ولكن لأن سعره كان مشجعا ومنخفضا فتعودنا عليه، ومع ارتفاع أسعاره حاليا التي وصلت إلى نحو ٪100 يجب علينا أن نبحث عن البديل الذي يمكن زراعته في بلادنا ويوفر لنا المال والغذاء الجيد للجسم وفي اعتقادي أن البطاطس هو المحصول الأنسب " .وأضاف في مقالته التي جاءت بمناسبة إعلان الأممالمتحدة بأن عام 2008 م هو عام البطاطس " إن البطاطس بديل طبيعي وصحي ورخيص وأقل في استهلاك المياه عن المحاصيل الأخرى ويكفي أن نعلم أن إنتاج طن من البطاطس يستهلك 250 مترا مكعبا من المياه ويكفي لإطعام 15 شخصا طوال العام سنويا في حين أن إنتاج طن واحد من القمح يحتاج 600 مترا مكعبا من المياه ويكفى لإطعام 6 أشخاص على مدار السنة " . وشبه مدير البنك الدولي حظر تصدير الأرز بإيقاف الدول المصدرة للنفط تصديره إلى الدول المستهلكة كما حذر أمين عام الأممالمتحدة رئيس المنظمة الدولية للأغذية " الفاو " من تفاقم هذه الأزمة وتأثيرها على الأمن الغذائي لكثير من الدول خاصة مع النقص الحاد في كميات المعروض من الذرة والقمح والأرز بسبب زيادة الطلب العالمي وانخفاض الإنتاج نتيجة التغير المناخي، وتحويل جزء من إنتاج هذه المحاصيل إلى وقود حيوي وارتفاع تكلفة نقل تلك المحاصيل نتيجة لارتفاع أسعار البترول عالميا .وعبر المهندس سالم الشاوي عن قناعته في أن البطاطس هو غذاء المستقبل مشيرا إلى أن منظمة الأغذية والزراعة الدولية أدركت مبكرا مستوى الأزمة التي سيواجهها العالم فأصدرت من الأممالمتحدة قرارا بتخصيص عام 2008 عام للتوعية بأهمية البطاطس وإقناع الشعوب والحكومات بضرورة زراعة وإنتاج المزيد منها .وهو ما أدركته أوروبا أكثر قارات العالم تقدما التي تقدر أهمية محصول البطاطس الغذائية وتستهلك منه ٪25 من إنتاج العالم، مشيرا إلى أن استهلاك الفرد في دول مثل بلجيكا وهولندا يصل إلى 95 كيلو جراما سنويا مقارنة ب 15 كيلو جراما للفرد بالمملكة في أفضل الأحوال وهو مايقل 6 مرات عن الفرد في أوروبا . والبطاطس من أهم المحاصيل الزراعية في المملكة وتضاعفت المساحة المنزرعة منها عدة مرات منذ بداية زراعتها بالمملكة عام 1992 ووصلت إلى 16 ألف هكتار ويرجع ذلك لسهولة إحلال البطاطس محل القمح أو غيره من المحاصيل . والبطاطس محصول عجيب حيث يدخل في العديد من الصناعات الغذائية والدوائية والتجميلية وفي تغذية الإنسان فهي مكملة لمعظم الوجبات في المنازل والمطاعم وفي بعض الدول ففي قارة أمريكا الجنوبية يقومون بإضافة دقيق البطاطس إلى الخبز بنسبة ٪10 مما يجعل الطعم والقيمة الغذائية أفضل، وتستخدم مخلفات المحصول في تغذية الحيوانات . ودعا المهندس الشاوي إلى إنتاج غذائنا داخلياً قدر الإمكان للتغلب على ارتفاع الأسعار وتشجيع إنتاج محاصيل بديله للأرز مما سيخفض الطلب على هذا المنتج، وإلى تشكيل لجنة من الخبراء في كل المجالات للتخطيط إلى حاجتنا من المواد الغذائية خلال العقدين القادمين وذلك للحفاظ على الأمن الغذائي والمائي والاجتماعي للأجيال الحالية والقادمة .