يعد يوم التأسيس الموافق للثاني والعشرين من شهر فبراير مناسبة وطنية عزيزة علينا كسعوديين وسعوديات لما تحمله من معاني عميقة. فيوم التأسيس هو يوم تولي الإمام محمد بن سعود أول أئمة الدولة السعودية الأولى إمارة الدرعية عام 1727م، الأمر الذي يعطي وطننا عمقاً تاريخياً، فالمملكة العربية السعودية اليوم هي امتداد لتاريخ الدولة السعودية الأولى والثانية، وكما يعد اليوم الوطني الموافق للثالث والعشرين من شهر سبتمبر مناسبة وطنية كونه يرمز لاكتمال توحيد البلاد على يد الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله ، فيوم التأسيس يعد مكملاً له كونه يرمز لبداية وحدة، وحقبة تاريخية جديدة شهدتها شبه الجزيرة العربية على يد أئمة الدولة السعودية الأولى الذين حققوا بعد توفيق الله الوحدة، والاستقرار، والأمن بعد أن كان مُفتقد لقرون عدة. أن يوم التأسيس هو يوم الاعتزاز بتاريخنا، وثقافتنا، ويوم فخر بتاريخ حافل بإنجازات بُذلت في سبيل تأسيس وحدة، وببطولات عظيمة سطرها أجدادنا من رجال ونساء في سبيل الحفاظ على تلك الوحدة والذود عنها. يوم التأسيس مناسبة وطنية من الجيد ونحن نشهدها أن نستذكر، ونستشعر قيمة تلك الإنجازات والبطولات، وأن نعي كذلك أهمية تاريخنا الوطني، والعمل على نشره لما له من العديد من الفوائد لعل أهمها تعزيز الهوية الوطنية لا سيما لدى النشء فمن المهم أن يعرف هذا الجيل تاريخ وطنهم، وأمجاده، وبطولاته، وبالتالي الحفاظ عليها، والدفاع عنها وعن وحدتنا ضد أي محاولة للفتك بها. أخيراً لا يسعني في هذه المساحة إلا ان ادعو الله بأن يديم علينا نعمة الوحدة، والأمن، والاستقرار، وكل عام ووطني بخير وعز ونماء. **محاضرة في قسم التاريخ – جامعة الملك سعود