شهدت عروس الشمال حائل، أمس أمطاراً غزيرة، فيما اضفى الضباب لوحات جمالية باهرة على طبيعة المكان، حيث تعد حائل من الوِجهات المميزة بخريطة متنوعة من التجارب السياحية الطبيعية والتراثية، لذا تتجه البوصلة نحو عروس الشمال حائل المعروفة ببيئتها الطبيعية، وجمال تضاريسها الأخاذة، وعراقة تاريخها. مرت حائل بالعديد من الحضارات المختلفة، وهي إحدى أكثر المناطق الباردة في الجزيرة العربية، لذلك هي ليست مجرد وُجهة تتميز بالطقس البديع فحسب، بل مدينة مفعمة بالتاريخ والآثار، مما يجعلها المكان المثالي لمحبّيها، وستستشعر عندما تطأ بقدميك هذه الديار بالكرم الحاتمي الذي يتفاخر به أهلها، كونها موطناً للشاعر العربي المشهور حاتم الطائي الذي اشتُهر بشهامته وكرمه، وستشنف أسماعك بين الفينة والأخرى بتعبيرهم الضيافي المشهود: أهلاً وسهلاً.. وحياكم يا بعد حيي. وتتميز حائل بامتلاكها لأبرز المعالم الجاذبة للسياح من المواطنين والمقيمين. وأهم ما يُعزز السياحة في حائل تنوع المحتوى السياحي المتمثل في التراث الاجتماعي والآثار، فضلاً عن تنوع مناخها وتضاريسها الطبيعية. ومن أهم المواقع فيها جبة جبل أم سنمان الذي يحتوي على أكثر من خمسة آلاف من الرسوم والنقوش الصخرية التي تعود بالإنسان للألف السابع قبل الميلاد، ويقع على بُعد 100 كيلو متر شمال غرب مدينة حائل، وهو وجهة سياحية قادرة على استقطاب شغف محبي التراث والنقوش والآثار، كونه يضم أقدم المواقع الإنسانية التي تعود للعصور الحجرية، وأدرج في قائمة التراث العالمي لدى منظمة "اليونسكو" في عام 2015م. إثراء يعزز مهارات المواهب السعودية البلاد الدمام أطلق مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي إثراء بمدينة الظهران، باقة من الفعاليات الشتوية، تحت شعار: إثراء كل التجارب في وجهة واحدة. والتي تستمر لثلاثة أشهر مقبلة، وذلك في إطار تعزيز مهارات المواهب السعودية. وتزدان ساحات إثراء الداخلية والخارجية طوال موسم الشتاء، بالعديد من البرامج والأنشطة التعليمية والثقافية المتنوعة، إضافة إلى مجموعة من تجارب الطعام التي تأخذ الزائر في رحلة بين الأطباق متعددة النكهات من عوالم وثقافات مختلفة، إلى جانب العروض المسرحية والموسيقية المتنوعة وتجارب التسوق المميزة. وتتضمن الفعاليات عرضاً موسيقياً شريك ذا ميوزيكال، يُقدَّم لأول مرة في المملكة على مسرح إثراء، ومعرض الهجرة الذي يستمر في استقبال زواره، ومخيم وَكَف الذي يحتوي على العديد من المرافق المختلفة، إضافة إلى بطولة الشطرنج التي تستمر لمدة ثلاثة أيام، مع إقامة دورات وورش عمل مكثفة تقدمها أكاديمية إثراء في مجالات الفنون المسرحية والسينمائية والفنون والتصميم والأدب والموسيقى والقيادة الإبداعية، مع متحف الطفل الذي يقدم فعاليات متنوعة. المطر يرسم لوحات إبداعية بالطائف البلاد الطائف اِرْتَدَتْ محافظةُ الطائف وأوديتُها وشعابُها الجبليةُ حُلَّةً خضراءَ مع الحالة المطرية الشتوية التي تشهدها المحافظة، وتجلَّت الطبيعة الخلابة في المناطق البرية والجبلية بطيف متنوع من النباتات العطرية المزهرية، وألوانها المختلفة وروائحها الزكية، مكونة واحات خضراء تأسر الأنظار ومتزيِّنةً بالشجيرات والينابيع وبرك المياه العذبة، التي جعلت منها مبعثاً للحياة ومقصداً سياحياً لمعظم زائري المحافظة من مختلف الجنسيات؛ للاستمتاع باللوحة التشكيلية الفنية التي زُيِّنَت ورسمت بالمطر والشتاء. وتعيش محافظة الطائف هذه الأيام أجواءً باردة عليلة مفعمة بالحيوية والجمال مع موسم هطول الأمطار، حيث تكتسي جبالها الشاهقة وأوديتها جمالًا ورونقًا مختلفاً، إذْ تتدفَّق منها شلالات المياه من بين الجبال لترسم مناظر طبيعية بديعة تشهد بين ثناياها تفتح الأزهار، ونمو الأعشاب، والشجيرات، والنباتات الطبيعية العطرية، التي تأتي ببوادر الخير من حيث الزراعة والإقبال السياحي، حيث تزخر المحافظة بمفردات طبيعية غنية وثرية متنوعة، وتشكيلات تضاريسية مختلفة في جبالها العتيقة التي تتزيَّن بأشجار العرعر، والنباتات والشجيرات الرائعة التي تبهج النفس، وتضفي صوراً من الجمال، مشكلةً تناغماً في إبداع الطبيعة وتجلياتها الزاهية. يشار إلى أن المناظر الخلابة والأجواء البديعة بمحافظة الطائف، ونسائم الشتاء وحبات المطر، أخرجت لوحات فنية لنباتات عطرية تفوح بالروائح الزكية، المتزيِّنة على ضفاف الجبل والوادي والشعب والجلة لتكتمل بها جمال الطبيعة، وتمنح محافظة الطائف جاذبية خاصة، لما تمتلكه من تنوع كبير في الحياة الجبلية فوق القمم. قرية الفرع الأثرية.. وجهة سياحية واعدة البلاد جدة تحتضن محافظة أضم التابعة لمنطقة مكةالمكرمة قرية الفرع الأثرية، والتي تقع في مرتفعات شرق المحافظة، وتعد من أشهر المعالم الأثرية والسياحية بالمحافظة، حيث تُجسد الإرث الحضاري والتراث العمراني لأهالي أضم قديماً. وتتميز القرية التي تبعد جغرافياً بنحو 150 كيلومتراً عن مكةالمكرمة، بحصونها وقلاعها وبيوتها الأثرية والتاريخية القديمة التي بُنيت وشيدت منذ مئات السنين، بطرازها المعماري الفريد، والتي استخدمت في بنائها الأحجار الكبيرة، التي تزينت وتجملت بأحجار المرو. كما تزخر بالعديد من المزارع والآبار القديمة وبجمال طبيعتها الخلابة واعتدال الأجواء، وكذلك الأشجار البرية العطرية المتنوعة في جنباتها. وتشهد المحافظة هذه الأيام عقب هطول الأمطار توافد الكثير من الزوار للاستمتاع بأجوائها الربيعية، التي اكتست حلة خضراء والتنقل بين المواقع السياحية والمتنزهات الطبيعية، والمزارع الخضراء والمواقع الأثرية والتراثية في أحضان القطاع التهامي الدافئ. وتحظى محافظة أضم بمقومات سياحية ستُسهم في كونها من مناطق الجذب السياحي، نظراً لما تحتضنه من السهول والأودية التي من أبرزها وادي أضم، ووادي العرج، ووادي الجائز، إلى جانب القلاع والحصون التي من بينها المشيد، والجديدة، والقرن، وشباح، والأعلى، والقرين، والجب، والتي تدل على أصالة تراث المنطقة وعراقة تاريخها، والنقوش الصخرية منها: أبو النقور في وادي حليه، ونقوش سد وادي الخرار بمركز المرقبان، وآثار الضحى، ونقوش غار خشيشان، والكهوف والصخور التي يوجد بها رسومات ونقوش أثرية ما زالت تحتفظ بألوانها حتى يومنا هذا.