تُعرّف السمنة بأنها تراكم مفرط أو غير طبيعي للدهون يلحق الضرر بصحة الفرد، ويعدّ اختلال توازن الطاقة بين السعرات الحرارية التي تدخل الجسم والسعرات الحرارية التي يحرقها هو السبب الرئيسي لزيادة الوزن والسمنة، ويصنف مرض السمنة أنه أكثر الأمراض انتشاراً في وقتنا الحاضر والسبب في ذلك عائد إلى العادات الغذائية السيئة التي تؤدي إلى زيادة الوزن، فترهق أجسادنا وتتدمر صحتنا، إضافةً إلى قلة النشاط البدني وعدم ممارسة الرياضة بشكل منتظم. وتعد خطورة السمنة بكونها لا تتعلق بالمظهر الخارجي للشخص فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى العديد من الأمراض المزمنة كالسكري والضغط وارتفاع كوليسترول الدم، وتسبب آلام الظهر والمفاصل وأمراض القلب، والكبد، والكلى، وضيق في التنفس وصعوبة النوم، إلى جانب المشاكل النفسية. وتحتفي المملكة مع دول العالم، في كل عام باليوم العالمي لمكافحة السمنة، وتتمثل الأهداف الرئيسية لهذا اليوم في الترويج لحلول أزمة السمنة، وزيادة الوعي للوقاية منه من خلال التوعية بالأنماط الغذائية الصحية الصحيحة، وبأخطار اتباع نظام غذائي غير صحي، والتشجيع على ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يوميّاً على الأقل، إضافةً إلى التعريف بالخِدْمات المقدمة من وزارة الصحة في هذا الجانب. وتتسبب السمنة سنويّاً بأعباء كبيرة في النواحي الصحية، والاقتصادية، والاجتماعية، وبالنظر إلى إحصاءات منظمة الصحة العالمية، فإن مليارين وسبعمئة مليون شخص بالغ حول العالم سوف يصابون بزيادة الوزن والسمنة بحلول عام 2025م، وأن السمنة عامل يؤدي إلى الوفاة بنسبة أكبر من سوء التغذية حيث يموت مليونان وثمانمئة ألف شخص على الأقل كل عام نتيجة لفرط الوزن أو السمنة.
وهناك عدة أسباب لها، منها العوامل السلوكية، والعوامل الوراثية، والعوامل البيئية، والعوامل النفسية، كما أن بعض حالات السمنة تعود إلى تناول بعض الأدوية مثل مشتقات الكورتيزون والأنسولين. وأشارت دراسات إلى أن علاج السمنة يتطلب، مساعدة فريق من الأطباء والاختصاصيين الشخص البدين وتوجيهه على فهم وضعه وفق خطة علاجية تتلاءم معه، فبعضهم يحتاج تغييرات في العادات الغذائية، وممارسة الأنشطة البدنية، والبعض الآخر يتطلب تدخلاً جراحياً، حيث توجد أنواع متعددة لجراحات علاج السمنة أشهرها عمليات التكميم، وربط المعدة، وتحويل مسار المعدة. كما أن البرنامج العلاجي والوقائي الخاص بمريض السمنة يتضمن زيارة الطبيب لمعرفة التاريخ الصحي للمريض، والقيام بإجراء التشخيص المبدئي من فحوص طبية ومخبرية، إضافةً إلى زيارة متخصص التغذية الذي بدوره يقوم بتنظيم الوجبات وتغيير نوعية الأغذية، ومتابعة المريض بشكل دوري لمساعدته على تغيير أسلوب حياته السابق.
وسبق أن نفذت وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة التعليم مبادرة (رشاقة) مستهدفة الطلاب والطالبات في مدارس مختارة على مستوى مناطق المملكة ولجميع المراحل الدراسية (ابتدائي ومتوسط وثانوي)، الهدف منها خفض معدلات انتشار السمنة لدى الأطفال واليافعين في السن المدرسي بنسبة 5% كما تهدف إلى رفع الوعي، وإيجاد قاعدة بيانات ترفع سنويا لوزارة الصحة، وتوفير بيئة داعمة من خلال تفعيل الأنظمة والقوانين المتعلقة بتحسين السلوك الغذائي المتوازن للطلاب والطالبات، وزيادة النشاط البدني لديهم ومكافحة السمنة بالسن المدرسي، إضافةً إلى توفير الخِدْمات الوقائية والعلاجية للمصابين بالسمنة من الطلاب والطالبات. وبلغ عدد المدارس في المرحلة الأولى من المبادرة عام 2017م 1000 مدرسة في ست مناطق، والمرحلة الثانية في عام 2018م بلغت 2400 مدرسة على مستوى 20 منطقة، بينما المرحلة الثالثة في عام 2019م، واستهدفت 4000 مدرسة تم فيها ربط 986 مركزا للرعاية الصحية الأولية في 20 منطقة بالمملكة، وبلغ عدد الطلبة المستهدفين بالتوعية 1102779 طالباً وطالبة، بينما بلغ عدد الطلبة المستهدفين بالفحص 1073270 طالباً وطالبة. كما جرى تدريب 1824 من الكوادر الصحية و3705 من الطاقات التعليمية، وكذلك عمل محاضرات وندوات وأنشطة توعوية خاصة بمكافحة السمنة في المراكز الصحية والمدارس المشاركة في المبادرة، إضافةً إلى تقييم 4014 مقصفاً مدرسياً. سبب رئيسي للإصابة بالسكري أكدت دراسة علمية أن السمنة تعد سببا رئيسيا في الإصابة بداء السكر، وأن ما لا يقل عن 25 في المائة من السكان مصابون بمرض السكر وهي نسبة كبيرة جداً. وأكدت الدراسة التي أجراها أخصائي الأمراض الباطنية والسكر الدكتور محمد عبدالفتاح الجزار أن هناك إصابة واحدة على الأقل بمرض السكر الناتج عن السمنة المفرطة بين كل أربعة من السعوديين. ودعت الدراسة إلى ضرورة وضع استراتيجية توعوية لمحاربة السمنة باعتبارها سبباً رئيسياً في حدوث أمراض القلب والضغط وغيرها من الأمراض. ولفتت الدراسة إلى أن عدد المصابين بالسمنة في العالم يتجاوز 300 مليون شخص، وأن هناك مليار شخص يصنفون ضمن ذوي الوزن الزائد، بينما قدر عدد المصابين بالسمنة في المجتمع السعودي بنحو 3 ملايين شخص، وأن السيدات تفوقن على الرجال حيث قدرت نسبة النساء بنحو 51 في المائة، بينما بلغت نسبة الرجال 45 في المائة. وبينت الدراسة إلى أن عدداً كبيراً من المصابين بالسكري قد حققوا نتائج إيجابية متقدمة بمجرد إنقاص وزنهم ما بين 20 إلى 30 كيلوجراماً، وانخفضت جرعة الإنسولين إلى النصف، مما يؤكد ارتباط السمنة بهذا المرض. وحذر الباحث الدكتور محمد الجزار من تناول الوجبات الدسمة والمشبعة بالدهون مشددا على أهمية مكافحة ثقافة الهمبرجر والوجبات السريعة لدى أوساط الشباب والفتيات. وتناولت الدراسة العلاجات الخاصة بإنقاص الوزن موضحة أن الدراسات أكدت على فعالية / زينيكال / مع ضرورة اتباع نظام الحمية الغذائية وزيادة نشاط الجسم، وأن هذا العلاج يعمل بأمان على امتصاص الدهون الداخلة للجسم، ويعطي نتائج إيجابية في إنقاص الوزن. وشددت الدراسة على أن ارتفاع نسبة البدناء تتطلب الإسراع في محاربة السمنة بالتخلي عن الكثير من العادات الغذائية الخاطئة واتباع نظام غذائي متوازن وممارسة رياضة المشي بصورة منتظمة.
217 عملية تكميم معدة وتحويل مسار بمستشفى الملك خالد تمكّن بفضل الله الفريق الطبي بوحدة جراحة وعلاج السمنة بمستشفى الملك خالد بحفر الباطن من إجراء 217 عملية ناجحة لتكميم المعدة وتحويل المسار، وذلك خلال العام 2021 م. وتراوحت أعمار المرضى ما بين 35 إلى 60 عاماً وأكثر، وكان معظمهم يعانون من الضغط والسكر وعدم الإنجاب؛ بسبب زيادة كتلة الجسم عن الحد الطبيعي، وتم إجراء الفحوصات والتحاليل وقياس كتلة الجسم التي تراوحت أعمارهم ما بين 40 و 55، وبعد المتابعة المستمرة قرّر الفريق الطبي مباشرة العمليات حيث تكلّلت جميعها بالنجاح ولله الحمد. وأوضحت صحة حفر الباطن أن مرضى السمنة يخضعون لعدد من المراحل العلاجية تسبق إجراء العملية الجراحية، وتتم هذه المراحل وفق الأصول العلاجية المعتمدة في التعامل مع حالات السمنة. أغلب المراهقات لا يتناولن طعام الإفطار تشير دراسة أجرتها جامعة الملك سعود للعلوم الصحيّة أن غالب المراهقات السعوديات لا يتناولن وجبة الإفطار، ويتبعن نظاماً غذائياً عالي السكريات، نتيجة لتناول كميات كبيرة من الوجبات السريعة والمشروبات الغازية. وكانت الجمعية السعودية لطب الأسرة سبق وعقدت مؤتمرها الصحفي، بهدف التوعية الصحية ضد مخاطر السمنة، بمشاركة نخبة من الأطباء والاستشاريين المتخصصين في طب الأسرة والمجتمع وطب الأطفال والغدد الصماء من الجمعية، ومن كبريات المراكز الطبية والبحثية في المملكة. من جانبه، بين نائب رئيس الجمعية استشاري طب الأسرة الدكتور أشرف أمير في محاضرة بعنوان دور طبيب الأسرة في مكافحة السمنة، أهمية الدور الذي يقدمه طبيب الأسرة لمجتمعه، عاداً طبيب الأسرة خط الدفاع الأول لحماية المجتمع من مخاطر هذه الأمراض. أسباب البدانة 1 – العوامل السلوكية 2 – العوامل الوراثية 3 – العوامل البيئية