انتهت بطولة كأس العالم قطر 2022 بنهائي تاريخي؛ عده الكثيرون الأفضل منذ سنوات طويلة، حيث حبس أنفاس الجماهير بتقلباته المثيرة والمجنونة، وتأرجح اللقب بين ميسي ومبابي إلى أن أنصفت الساحرة المجنونة النجم الأرجنتيني الذي منح بلاده ثالث لقب في كأس العالم، والأول منذ عام 1986م عندما قاد الأسطورة الراحل مارادونا (بلاد الفضة) إلى ثاني ألقابها في مونديال المكسيك، محققاً حلمه الذي انتظره طويلًا، وضاع من بين يديه في لحظة في مونديال 2014 بالبرازيل. تقدمت الأرجنتين من ركلة جزاء بعد إعاقة دي ماريا من قبل عثمان ديمبيلي ليحرز ميسي أول أهداف المباراة النهائية في الدقيقة 23، وفي ظل اندفاع الفرنسيين لإدراك التعادل نفذ (راقصو التانغو) مرتدة مثالية لتصل الكرة إلى مكاليستر الذي مرر إلى دي ماريا ليحرز الأخير الهدف الثاني للأرجنتين (د 36). واستمر تفوق الأرجنتين حتى آخر 10 دقائق من الوقت الأصلي للمباراة، وبعد تغييرات غير محسوبة من المدرب سكالوني، ارتكب أوتامندي حماقة في منطقة الجزاء؛ ليمنح الحكم ركلة جزاء لفرنسا نفذها مبابي بنجاح مقلصاً الفارق (د 80)، وعاد نجم باريس سان جيرمان ليحبط آمال الأرجنتينيين بتسجيله هدفاً قاتلاً بعدها بدقيقتين، فارضاً الاحتكام لوقتين إضافيين. ونجح ميسي في إعادة الأمل لمنتخب (ألبيسيليستي) بتسجيله الهدف الثالث في الوقت الإضافي الثاني (د 108) لكن فرنسا لم تستسلم وتحصلت على جزائية ثانية بعد أن سدد مبابي كرة صدها مونتييل بذراعه، ليسجل النجم الشاب ثلاثيته الشخصية ويعيد الأمل إلى منتخب (الديوك). ولم يحسم لقب كأس العالم سوى بركلات الترجيح التي ابتسمت لميسي وللأرجنتين؛ حيث سجل أول ركلة وسجل زميله في الفريق الباريسي مبابي أول ركلة لفرنسا، ثم سجل للأرجنتين ديبالا وباريديس، فيما أضاع الفرنسيون ركلتين عبر كومان وتشواميني وسجل له مواني، وفي الركلة الحاسمة كفّر مونتييل عن خطئه وسجل بنجاح، مهدياً الأرجنتين ثالث ألقابها في كأس العالم، وسط فرحة عارمة في استاد لوسيل الذي امتلأ بعشاق راقصي التانغو.