أكد عدد من الشعراء السعوديين والعرب أن الحراك الثقافي في السعودية يعيش في ازدهاراً وتطوراً كبيراً، لافتين إلى أن أهمية جائزة الأمير عبد الله الفيصل تكمن في عدة نقاط، أولاً أنها جائزة دولية تقيمها المملكة العربية السعودية بما لها من ثقل ثقافي دولي، كما أنها جائزة أكاديمية تكرم الإبداع، وتعد باباً متسعاً للضوء، وتساهم في خدمة ورفعة الأدب العربي بصورة عامة ، فضلاً عن خدمة الشعر العربي والعربية التي تعد مكوناً من مكونات الهوية الحضارية، والتي تسهم في تعزيز التنمية الثقافية العربية واستدامتها . واستطردوا أن جائزة الشاعر الأمير عبد الله الفيصل للشعر العربي تحتل مكانة مرموقة ضمن الجوائز العربية كونها فريدة من نوعها ولأنها تغطي جانباً مهماً من الإبداع الشعري، كما امتازت بحصافتها في مقاربة الإبداع، وهي في كل ذلك تنطلق من الموضوعية والنزاهة وتعتمد المبادرات والأشكال الشعرية القائمة على الأصالة. المختصة في الإعلام الثقافي ميسون أبوبكر تشير إلى أن هذه الجائزة عادة تقديرية وتحفيزية للفائزين بها، تشجع على الإبداع وتنبئ بصحة المشهد الثقافي، لافتةً النظر إلى وجود جوائز في المملكة وصلت العالمية مثل جائزة الملك فيصل العالمية التي نال الفائزين بها جائزة نوبل بعدها، ثم جائزة خادم الحرمين الشريفين للترجمة التي تنقلت في أهم العواصم العالمية. وترى أن جائزة الأمير عبدالله الفيصل للشعر العربي العالمية جاءت انتصاراً للشعر ديوان العرب، حيث كثر الالتفات للرواية متجاهلين ديواننا الحقيقي، فجاءت جائزة الأمير عبد الله الفيصل تكرم الشعر والشعراء الذين وجدوا فيها ملاذاً لطموحاتهم وآمالهم وحنينهم للغتهم الشعرية وانتمائهم الأدبي. أما الشاعر السعودي محمد سليمان العنزي فيؤكد أن هذه الجائزة طموح لكل كاتب وشاعر، لمن أنجز أعمال مميزة وتكون كإنصاف وتكريم له . ويرى أن أهمية الجائزة تأتي لإبراز و" غربلة " الغث والسمين في الساحة الشعرية الأدبية الحالية . وأضاف" جائزة الأمير عبدالله الفيصل للشعر العربي العالمية ، تعتبر منصة إعلامية لها بعد إعلامي عالمي، وأيضاً هي من الجوائز التي أضحت تقوم بدورها في تحقيق المنافسة بين الشعراء لخطف الأنظار والانفتاح على الثقافات العالمية الأخرى وفتح باب الترجمة لأعمالهم". الشاعر المصري سيد محمد عبد الرازق الفائز بجائزة الأمير عبد الله الفيصل للشعر العربي عام 2020 ثمن اهتمام المملكة العربية السعودية الكبير بالشعر واللغة العربية، ويرى أن الجائزة جعلت المملكة العربية السعودية وغيرها من البلدان العربية في قلب الحدث الثقافي العالمي وتصويب للصورة التي تم تصديرها مراراً إلى ذهن العالم، وتعني إبراز جماليات الأصالة وبناء المعاصرة، وتعني تنشيط حركات الأدب والترجمة، مما يصب نهاية في خلق العربي النموذج، وتابع "أما عن الأديب نفسه، فإن الجائزة دافع كبير للنهم في هضم الثقافة العربية وغيرها، وتعريف المجتمع الإنساني بمنجزه، وتسليط دائرة الضوء عليه، وتخليده، وكل هذا يعطي لجائزة الأمير عبد الله الفيصل أبعاداً أكبر من كونها جائزة أدبية للشعر العربي وحسب". مبيناً اقتران تطور الآداب والفنون بتطور رعايتها والاهتمام بها، وتابع" في عصرنا الحديث الذي نحاول فيه إعادة العربية إلى سابق عهدها بفنونها وآدابها كان لا بد من وجود رعاية خاصة يوليها المجتمع العربي قيادة وشعوباً؛ لصنع النموذج العربي الذي يُحتذى به ، من هنا تأتي أهمية جائزة عبد الله الفيصل العربية، التي تدعم الكاتب العربي ليستمر في طريقه، وتعيد إلى الذاكرة الجمعية ريادة العرب وكونهم محط النظر، وتبلور حضارة جديدة تُبنى على كتف المثقفين، وتخلق جواً تفاعلياً للقاء الحضارات المختلفة. الشاعرة البحرينية ظما الوجدان (موزة المنصوري): تؤكد أن للشعر تقدير اًكبيراً لدى النخب منذ عهود قديمة باعتباره سفيراً للتعبير، وترجماناً لما في القلب من مشاعر، وما في الفكر من قناعات ومبادئ . لافتةً إلى الاهتمام الكبير التي توليه المملكة العربية السعودية في هذا المجال، والاحتواء العظيم لموهوبي الشعر من قبل هذا البلد الكريم وولاة أمره ، موضحاً أن مثل هذه المسابقات والجوائز تشحذ الهمم ، وتقوي العزائم ، وتحث الشاعر على أن يتجاوز نفسه ليسمو، ويتألق، ويثبت ذاته الشعرية ، ويرتقي بقدراته وأدواته ، وموهبته الشعرية التي منحها إياه رب العالمين. الشاعر الإماراتي رعد الشلال أكد أهمية وأثر هذه الجائزة، مشيراً إلى أنها حافز للتطور الشعري من خلال المنافسة وفرز المواهب وشحنها بطاقات جديدة، وتابع "كلنا يعلم أن للشعر حضوراً وطنياً في مختلف الجبهات ومن هذا الحضور ينطلق التأثير، لذلك هي لفتة كريمة من كريم لمستحق والمستفيد الوطن بكامله". يقول الشاعر السعودي عبد الرحمن أبا الجيش إن جائزة الأمير عبدالله الفيصل للشعر العربي العالمية خطوة مهمة لتحفيز الشعراء على نيل الجائزة وإثبات شاعريتهم، والأهم الاستمرارية. مشيراً إلى أهمية هذه الجائزة كونها جائزة عالمية تلم شمل شعراء العرب من كل الأقطار وينتج التعارف فيما بينهم وتبادل الخبرات.