يمتاز الشاعر أحمد الحسين بحس فني وديناميكية في كتابة النص الغنائي وهو يصطاد نصوصه الشعرية من التجارب الحياتية، والخبرات التراكمية في الاطلاع والقراءة والتواصل مع سيناريوهات المشهد الفني بكل ما يمتلكه من موهبة وأدوات إبداعية في كتابة النص الغنائي فضلا عن محاولته لكتابة نصوص غنائية بعيداً عن فضاء التقليدية، واستطاع خلال فترة قياسية تقديم بصمة في المشهد الفني غبر أخطبوط العود الفنان عبادي الجوهر والدكتور عبد الرب إدريس. في حواره مع صحيفة "البلاد" أكد الحسين أنه يسافر فوق هامات الخيال ويتواصل مع الشعر هذا الصيد الجميل بكل صدق وشفافية ويتمنى عودة الفن الطربي الأصيل والأغنية المعافاة الخارجة من رحم المصداقية والإبداع، كما كشف عن بداياته في كتابة الشعر وطموحاته المستقبلية في دنيا النص الغنائي . في البداية من هو الشاعر أحمد الحسين؟ حياكم الله أولاً وتشرفت بكم وباللقاء مع جريدة البلاد العريقة. أنا أحمد سلطان الحسين شاعر منذ فترة طويلة وقدمت نفسي في الفترة الأخيرة والحمد لله تعاونت مع بعض الفنانين وكانت أعمالاً أكثر من رائعة. حدثنا عن مسيرتك في عالم الشعر؟ أكتب الشعر كهاوٍ منذ الطفولة وكلها اعتبرها محاولات أو خواطر، بدأت بأول قصيدة وأنا عمري تقريبا 11 سنة مباشرة بعد وفاة والدي رحمه الله وأنا طفل ولم أكن أعرف أنني أستطيع أن أكتب بيت شعر واحداً ولكن ربما فقدي لوالدي رحمه الله اخرج مشاعري الحزينة وقتها على هيئة قصيدة، لأنني في المجمل كنت متذوقاً وقارئاً منذ الصغر للشعر سواء الشعبي أو الفصحى وأقرأ كثيراً عنه وكنت مغرماً بالشعر الشعبي القديم واحرص على دواوين الشعر للشعراء القدامى لأقرأها وقتها لوالدتي رحمها الله لأنها أيضا كانت تحب الشعر ولكن لا تستطيع القراءة فأقوم بذلك عنها حتى وإن وجدت شعراً جميلاً قديم في الصحف أذهب لها مباشرة لقراءته لها، وكانت تحب أن تسمعه مني لأنني كنت أقرأه لها بالطريقة الأقرب كثيراً للصواب. من بعدها بدأت كتابة الشعر ولكن بشكل خاص جدا ولم أسمح لأي أحد بالاطلاع عليه إلا المقربين جدأ ومن بعدها طلب مني أحد الأصدقاء كتابة عمل لمناسبة رياضية تخص المنتخب السعودي في آخر مباراة ودية لعبها المنتخب ضد منتخب العراق وكانت قصيدة مشتركة بين شاعر سعودي وعراقي وغناها فنان سعودي وعراقي وكانت بداية دخولي للأعمال المغناة ووقتها كنت أكتب باسم مستعار ( حروف) وفي الفترة الأخيرة وبعد نجاح التجربة بدأت بالكتابة باسمي الحقيقي. كيف ترى تعاونك مع الدكتور عبادي الجوهر في عمل "دام ترضيني كذا"؟ الفنان عبادي الجوهر هو فناني المفضل منذ الصغر وتربينا على صوته وفنه الراقي والعمل معه يعتبر بالنسبة لي كان حلماً وأيضاً هو حلم لأي شاعر لم يشدو بكلماته عبادي الجوهر حتى الآن وأنا فخور جدًا بتعاوني معه واعتبرها من أجمل محطاتي حتى الآن مع فنان عريق وأصيل.والحمد لله العمل لاقى النجاح. عند كتابة قصيدة غنائية كيف يتم اختيار الفنان وهل هنالك مقاييس لديكم لذلك؟ الحمد لله لدينا فنانون أساتذة في الفن وكذلك الجيل الجديد من الفنانين الشباب الموهوبين واختياري يتم وفق الفنان المتميز الذي يؤدي النص بكل إبداع سواء لحناً أو أداءً. ما هي أقرب القصائد لك؟ جميع ما اكتبه قريب إلى قلبي وعادة احذف القصيدة التي لا تحوز على رضائي ولا احتفظ بها لذا تجد القصائد المحفوظة لدي ليست بالكم الهائل، فأكثر ما يهمني النوعية وليست الكمية. وتوجد قصيدة أحبها لسبب لاني بعدها أحسست أني سلكت المسار الصحيح في عالم الشعر وربما أحبها وفاءً لها ليس إلا. يقول مطلعها : للعلم بس الصدر ضايق وللعلم ما بي أنا منك لذا الصدر حاجه مانتا بناقص هم وأزودك هم وادري في قلبك يا نديمي لجاجه لكن قالوا الناس لوك تكلم يروق راسك ويتغير مزاجه هنالك تعاون جديد بينك وبين الدكتور عبدالرب إدريس حدثنا عن ذلك العمل ومتى يرى النور ؟ عمل بعنوان ( موحشة هذي المدينة) وقد كتبت بفكرة تقريبا جديدة في مجال الأغاني العاطفية وحازت على رضا الدكتور عبدالرب إدريس وعملنا عليها لأكثر من 6 شهور تقريباً. وهي الآن جاهزة وفي طور تجهيزها وسوف ترى النور قريبا إن شاء الله. مَنْ مِن الفنانين أو الفنانات تتمنى التعاون معهم ؟ أغلب نجوم العالم العربي يعجبونني وليس في بالي وليس يوجد في الخطة أو في الأمنيات فنان معين ولكن هي تأتي بظروفها. كيف ترى القصائد المغناة في هذا الوقت وهل هنالك شح في النصوص الجيدة ؟ لا أعتقد أنه يوجد شح في النصوص الجيدة فلدينا شعراء فطاحلة ولكن اعتقد أنه يوجد أحيانا سوء في اختيار الشاعر والنص. إلى ماذا يتطلع الشاعر أحمد الحسين؟ دائما أتطلع لعودة الفن الطربي الأصيل الذي تربينا عليه وأن يكون هو السائد وان تنتهي الأغاني الأقل مستوى، فالفن الطربي الأصيل رغم قدمه إلى أنه باقي ولكن غالبية الأغاني الأقل مستوى تكون وقتيه وتنتهي بسرعة.