لاشيء يعدل طعم (الفرحة الأولى).. منذ فوز السعودية على الأرجنتين، و(الفرحة الأولى) تنداح وتتدحرج ككرة الثلج! ومع الانتصارات المتتالية لأسود الأطلس على بلجيكا وكندا وإسبانيا، و(الفرحة الأولى) تكبر وتتضخّم حتى تحولت إلى حُلم! وبفوز المغرب على البرتغال سقطت عبارات مثل(المرة الأولى)، و(أول مرة التي يصل فيها فريق عربي وإفريقي إلى دور ال 16 أو دور الثمانية وربع النهائي أو نصف النهائي!) ونتجاوز فضاء الدهشة والانبهار، و(صناعة وكتابة التاريخ )، (وأن المستحيل أصبح ليس مغربيا) إلى الحلم بانتزاع البطولة؛ شأننا في ذلك شأن الكبار.. ولم لا.. والمغرب بات على مشارف باريس مدينة النور وعاصمة الموضة والعطور! برج إيفل.. الرمز السياحي الأول في العاصمة الفرنسية بارتفاع (327) مترًا يتقازم ويتقاصر أمام قفزة (يوسف النصيري) لحظة إحرازه هدف تأهل أسود الأطلس أمام البرتغال إلى نصف النهائي بارتفاع مترين و78 سنتيمتراً! * أعلى من برج إيفيل.. أطول من شارع الشانزليزيه أطول قفزة في تاريخ كرة القدم، وهدف وُصف بأنه أجمل هدف في المونديال! أصبح أسود الأطلس على بعد خطوة واحدة، وقاب قوسين وأدنى من (قوس النصر) في مقدمة شارع الشانزليزيه؛ أشهر شارع في باريس والعالم، وأهم المعالم السياحية الهامة الذي يعجّ بأرقى وأفخم الأسواق والماركات العالمية والمقاهي والمطاعم. شارع الشانزليزيه يفتح ذراعيه ومحلاته التجارية ومطاعمه الراقية، ومقاهيه المنتشرة على جنبات رصيفه وطرقاته الجانبية، ويتهيأ لاستقبال الجالية المغربية وبقية الجاليات العربية احتفالاً بالنصر الليلة، إن شاء الله. و(فكتور هوغو) يستيقظ باكرًا مصطحبًا (أحدب نوتردام) ليعيد كتابة رواية (البؤساء) التي صور فيها حياة الفقراء وبؤسهم، فيما يعيد الروائي الأمريكي (إرنست همينغواي) الذي هاجر إلى باريس كتابة أهم رواياته (ثم تشرق الشمس). ومعهد العالم العربيّ في الحيّ اللاتينيّ الشهير في باريس يبدأ في تقديم سلسلة من المحاضرات عن حضارة عريقة حملت مشعل النور إلى أوروبا على مدى خمسة قرون، وتعريف فرنسا والعالم الغربيّ بالصورة الحقيقيّة للعالم العربيّ والإسلاميّ، وبتاريخه وتراثه وحضارته وثقافته. أمام زئير أسود الأطلس الذي يصمّ الآذان، هل تصمت (الديوك الفرنسية) عن الصياح، في حين تصدح ديوك المغاربة بالغناء، معلنةً عن بزوغ الفجر العربي في المونديال؟