تنظم هيئة الأدب والنشر والترجمة معرض جدة الدولي للكتاب اعتبارا من اليوم وحتى 17 ديسمبر الجاري، وذلك ضمن مبادرة "معارض الكتاب" إحدى المبادرات الاستراتيجية للهيئة، التي تعمل من خلالها على التوسع في إقامة معارض الكتاب بالمملكة، بوصفها نوافذَ ثقافية تجمع صنّاع الأدب والنشر والترجمة من المؤسسات والشركات المحلية والدولية مع القراء والمهتمين، بالإضافة إلى البرامج الثقافية المثرية المصاحبة لهذه المعارض، لتوفر تجربة ثقافية متكاملة لمختلف أطياف المجتمع. وفي هذا السياق التقت "البلاد" بالكاتب والمؤلف محمد توفيق بلو أمين عام جمعية إبصار الأسبق الذي يعد أول كفيف عربي يؤسس دار نشر عامة، ويدشن عدداً من المؤلفات السعودية في مجال الأدب، القصص العربية، المذكرات، الرواية، الثقة بالنفس، القصص القصيرة، الشعر العربي – نقد، النثر العربي، اللغة العربية – النحو. وفي هذا السياق يقول بلو بدأت فكرة تأسيس دار نشر فور استقالتي من جمعية إبصار وتوجهي للتأليف والكتابة بعد تكريمي من قبل معالي وزير التجارة الأسبق الدكتور توفيق الربيعة في ملتقى رواد شباب الأعمال بمنحي سجلا تجاريا ومكتبا مجانيا لمدة عام، بصفتي أول كفيف يصدر سجلا تجاريا بمنظومة وزارة التجارة الجديدة، وفي الوقت نفسه عملت جاهدًا على تأسيس شركة صغيرة ذات مسؤولية محدودة «سطور للنشر». رغم أنه لم يكن لدي خبرة مكتسبة سابقًا في تأسيس دور النشر، ومنها انطلقت في مجال النشر والكتابة، وأصدرت مؤلفي رحلتي عبر السنين، الأديب طاهر زمخشري في سطور. ومارست كتابة المقالات الصحفية رغم التحديات والصعوبات التي واجهتها بحكم إعاقتي البصرية. وعلى ضوء الصعوبات والتحديات التي لاحظت أن أي كفيف قد يواجهها في حالة أخذه هذا المسار تقدمت قبل أكثر من عام باقتراح لهيئة الأدب والنشر والترجمة بأن يتم إعطاء الموهوبين من ذوي الإعاقة الأولوية بالانتفاع من الاتفاقية المبرمة بين الهيئة ومنشآت «مشروع ريادة دور النشر» بفتح مسار خاص بهم يسهل وصولهم إليها، ويحصلون بموجبه على منح مالية وقروض ميسرة وبرامج تدريب متخصصة تمكنهم من صناعة محتواهم الفكري ونشره، أو فتح منشآت خاصة بهم تعمل في مجالات الأدب والنشر والترجمة، وفق شروط ومعايير تحددها «الهيئة» و«منشآت» بالعمل والتنسيق مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المعنية بالأشخاص ذوي الإعاقة. وبعد أن مكنني الله من أن أكون من المؤلفين المكفوفين والمشاركة بمؤلفاتي في معارض الكتاب في العام 2017م، 2018،2019 سأخوض بإذن الله تجربتي الرابعة كأول ناشر كفيف. وأهيب بأقراني من ذوي الإعاقة البصرية الموهوبين بخوض تجربة التأليف والنشر بدءاً بكتابة تجاربهم الملهمة، لفتح مجال أعمال غير تقليدية لذوي الإعاقة البصرية، وأدعو وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية ووزارات الثقافة والإعلام والتجارة بتقديم الدعم اللازم لنا للنجاح في هذا المجال.