التواصل مع مختلف الأوساط المهنية، على جميع المستويات، ومن مختلف دول العالم أمر جدًا جميل، ويعطي الإعلامي أفاقًا أوسع للتطور بمستواى محتواه، وخدمة وطنه؛ وهذا أمر يحصل بطريقة مختلفة وعلى مستوى مختلف عند الاندماج في أوساط الرياضة العالمية، وإعلامها المتنوع. القوة الناعمة مصطلح شائع في قطاع الإعلام والتواصل في السنوات الأخيرة وهو يدعم بشكل خفي، أو غير مباشر المنظومة أو الجهة أو المؤسسة، وحتى الدولة التي يتبع لها بطريقة غير مباشرة، وهذا الأمر لا يقتصر فقط على المجال السياسي، ولكنه يمتد لجميع المجالات؛ بما فيه الرياضي، حيث سيساهم الإعلامي الرياضي من انخراطه الاجتماعي في المناسبات القارية، والعالمية الكبرى من خلال الأحاديث الجانبية، وتبادل أرقام التواصل مع الإعلاميين في الدول الأخرى، وربما أيضًا الظهور الإعلامي في بعض القنوات الأجنبية، وذلك أمر يتطلب ثقافة ومعرفة عالية لابد من توفرها في الإعلامي لإيصال الفكرة الإيجابية عن وطنه ورياضته، التي ستجعل نظيره الأجنبي يتبنى فكرة إيجابية عن وطننا، ورؤيتنا ورياضتنا، وعن الإعلامي شخصيًا، ولكن..!! أن يظهر الإعلامي بمظهر سطحي منجرفًا في تعصب الأندية، حتى في مشاركات المنتخب؛ فذلك يظهره بمظهر سخيف، يفقد من خلاله المهنية في سبيل المتابعات على قنوات التواصل الاجتماعي التي تُؤمن له الظهور في القنوات الإعلامية، وأحيانًا الدعوة لحضور المناسبات الكبرى على أساس (تمثيل) إعلام الوطن في واجهات إعلامية عالمية، على افتراض أن يكون أحد أدوات القوة الناعمة للوطن ورياضته، ولكن..!! بالنظر لكل ما جرى من أحداث خلال الشهرين الماضيين، أعتقد أن على اتحاد الإعلام الرياضي إعادة النظر في الطرق التي يستخدمها لتصنيف واعتماد وتطوير الإعلاميين الرياضيين؛ لأن مستوى انعدام الرضا في المجتمع بكافة طبقاته، وحتى تخصصاته كبير جدًا، وغير راضٍ عن الطرح الإعلامي الرياضي حتى إن الكتَّاب والمتخصصين الاقتصاديين والاجتماعيين أصبحوا يتحدثون عن مستوى الطرح الإعلامي الرياضي وسلبياته، ولكني سأتحدث هنا عن جانب مختلف، وهو التمثيل الخارجي والصورة الإيجابية التي يتوجب على الإعلام الرياضي تقديمها في المحافل الرياضية العالمية؛ خصوصًا أننا مقبلون على استحقاقات عالمية كبرى خلال السنوات المقبلة، تتطلب واجهة إعلامية على مستوى راقٍ. بُعد آخر.. الإعلام عملة ذات وجهين للإعلامي الحقيقي؛ هي الرأي والرأي الآخر، وللمتعصب هو التعصب والتعصب المضاد.