سمع دوي صفارات الإنذار في جميع أنحاء أوكرانيا، أمس (الثلاثاء)، للتحذير من غارات جوية روسية، بعد تأكيد مسؤولين أوكرانيون إن موسكو تستعد لموجة جديدة من الهجمات باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة على البلاد، داعين إلى توخي الحذر عقب تحذير الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن روسيا ربما تستعد لشن هجمات جديدة بعد أسبوع تقريبا من آخر موجة كبيرة من الهجمات الصاروخية. وتبذل السلطات في كييف جهوداً حثيثة لاستعادة التيار الكهربائي بشكل كامل بعد نحو أسبوع من موجة ضربات صاروخية روسية ألحقت أضرارا جسيمة بمنشآت للطاقة في أنحاء البلاد. في وقت ذكرت شركة أوكرنيرجو المشغلة لشبكة الكهرباء الوطنية، أن العجز في إنتاج الطاقة الكهربائية زاد بشكل طفيف اعتبارا من أمس الأول بعد الإغلاق الطارئ للعديد من محطات الطاقة وزيادة الاستهلاك مع حلول فصل الشتاء، مضيفة: "نؤكد أن العجز العام في شبكة توليد الطاقة ناجم عن سبع موجات من الهجمات الصاروخية الروسية على البنية التحتية للطاقة في البلاد". وبدأت روسيا منذ أكتوبر الماضي، في تنفيذ ضربات جوية مكثفة على البنية التحتية الأوكرانية، لاسيما محطات الطاقة، في رد على ما بدا لاستهداف جسر شبه جزيرة القرم التي ضمتها إلى أراضيها عام 20014، وعلى تراجع قواتها أيضاً في بعض مناطق الجنوب الأوكراني لاسيما خيرسون، فضلا عن شمال شرق أوكرانيا. ولا يبدو أن الصراع الذي طوى شهره التاسع حتى الآن أنه سينتهي قريباً، في ظل تمسك كييف برفض الحوار أو التسوية مع موسكو قبل انسحابها من كافة الأراضي التي احتلتها، فيما ترفض موسكو بأي شكل من الأشكال الانسحاب، أو التراجع عن قرار ضم الأقاليم الأربعة التي ضمتها في أواخر سبتمبر الماضي. وعلى الرغم من إعلان كييف أكثر من مرة خلال الفترة الماضية أنها لن تفاوض موسكو، كرر الكرملين التأكيد على أن مناقشة المطالب الروسية السبيل الوحيد لإنهاء الحرب التي دخلت شهرها العاشر بين البلدين، حيث اعتبر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أمس، أن على أوكرانيا أن تتحلى بالإرادة السياسية لمناقشة المطالب الروسية من أجل إنهاء الحرب. من جهته، جدد حلف شمال الأطلسي (الناتو)، دعمه لكييف بمواجهة موسكو. وشدد أمين عام الحلف، ينس ستولتنبرغ، على أن الناتو دفع ثمناً باهظاً جراء هذا الصراع، إلا أنه أوضح في الوقت عينه أنه ماضٍ في دعم كييف، وفي تعزيز دفاعات القوات الأوكرانية الجوية. وقال إن علاقة الناتو مع كييف علاقة شراكة، وقد أثبتت دول الحلف إرادتها وتصميمها القوي على دعمها بشكل غير مسبوق.