نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله-، شارك صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، في الجلسة الافتتاحية للدورة العادية (31) لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة. وقال سمو وزير الخارجية أمام القمة العربية في الجزائر، أمس (الأربعاء)، إن السعودية تدعم التضامن العربي وإيجاد آليات لمواجهة التحديات المشتركة، مشددا على أن الصراعات الجيوسياسية تنذر بتقويض العالم على مواجهة التحديات، مشيراً إلى ضرورة توحيد المواقف لتحقيق غايات العمل العربي المشترك، لافتاً إلى ضرورة العمل على إصلاح منظومة الجامعة العربية. ولفت سموه إلى أن التدخلات الخارجية والميليشيات تحتم تكاتف الجهود لمواجهتها، مؤكدا رفض نهج التوسع والهيمنة على حساب الآخرين، مشيرا إلى عدم السماح للآخرين بفرض قيمهم على الدول العربية، مبينا أن التكامل الاقتصادي أمر مهم للدول العربية، وأن المملكة تسعى لذلك، وتؤكد ضرورة التكامل العربي لسد احتياجات الغذاء. وفي هذا السياق، أشار إلى أن المملكة تسعى إلى دعم التنمية في الدول الشقيقة ضمن رؤية 2030. وفي الشأن الفلسطيني، شدد على دعم إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. أما في الملف اليمني، فقال: "المملكة دعمت جهود المبعوث الأممي في اليمن لتمديد الهدنة"، لافتاً إلى ضرورة مواصلة الضغط الدولي لتحقيق السلام في اليمن. وشدد على أهمية توفير الدعم اللازم لمجلس القيادة الرئاسي اليمني. وفيما يخص الشأن الليبي، لفت إلى أن حل الخلافات في ليبيا تنبع من الداخل بعيدا عن التدخلات الخارجية، مرحبا بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، مبينا مواصلة تقديم الدعم اللازم للعراق. وقال إن المملكة تشدد على محورية سيادة لبنان، داعياً إلى انتخاب رئيس للبنان يكون قادرا على توحيد البلاد، بينما أكد دعم إيجاد حل سياسي في سوريا يحفظ هويتها وأراضيها. وأضاف: "المملكة تسعى إلى دعم السودان وتحقيق التوافق والسلام". وأعلن سمو وزير الخارجية، عن استضافة المملكة اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته ال 32. وقال في الجلسة الختامية لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في الدورة ال 31:" يطيب لنا أن نتقدم بالشكر الجزيل لفخامة رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية عبدالمجيد تبون، على ما لمسناه والوفد المرافق من حسن الاستقبال وكرم الضيافة. كما نود أن نثني على الجهود المبذولة والملموسة لإنجاح هذ القمة والمتمثلة بالإدارة الحكيمة لأعمالها، والتي عكست حُسن التنظيم وتميز الإعداد"، مؤكدا تثمين المملكة لمخرجات القمة التي تُعد تجسيدًا لدور الجامعة العربية في خدمة العمل العربي المشترك. وقال سموه: "انطلاقًا من حرص المملكة على ديمومة التعاون القائم بيننا على جميع الأصعدة؛ فإننا نعلن عن استضافة بلادنا لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته ال (32). ويسرنا أن نرحب بأصحاب الجلالة والفخامة والسمو، قادة الدول الأعضاء في بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية". مستقبل أفضل أكد الرئيس التونسي رئيس الدورة الثلاثين للقمة العربية قيس سعيد أن العالم العربي يعيش أوضاعاً صعبة تفاقمت في السنوات الأخيرة. وقال في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الحادية والثلاثين للقمة العربية بالجزائر: "إننا نؤسس لمستقبل أفضل لمنطقتنا والأمة كلها والإنسانية جمعاء"، منوها بإصرار القادة العرب خلال القمة على مواجهة التحديات والعقبات كافة واستشراف المستقبل لنتجاوز معاً كل الحواجز وأسباب الخلاف. ولفت الانتباه في كلمته إلى أنه تم العمل بالتنسيق الوثيق مع مختلف الأشقاء على أن يكون الحق الفلسطيني حاضراً في جداول أعمال كل المجموعة الدولية في مختلف الاستحقاقات والمؤتمرات، مؤكداً أنه لا سلام أو وئام إلا باستعادة الحق الفلسطيني الذي لا يمكن أن يسقط بالتقادم أبداً وإقامة دولة فلسطينية حرة مستقلة ذات سيادة، مضيفا: "نحن أمام لحظة فارقة من تاريخ أمتنا فرضته خطورة المستجدات والتحولات الدولية العميقة والمتسارعة التي تنبئ بتشكيل مشهد دولي جديد"، داعيا نظيره الجزائري عبدالمجيد تبون لتسلم رئاسة القمة العربية الحادية والثلاثين، مؤكداً أنها لن تدخر أي جهد للمضي قدماً في توحيد الكلمة والصف ولم الشمل. عمل مشترك أكد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، أن العراق مازال متمسكاً بموقفه بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على كامل ترابه وعاصمتها القدس. ودعا رشيد على هامش الكلمة التي ألقاها خلال اليوم الثاني من أعمال الدورة ال 31 القمة العربية، إلى حل سياسي ينهي الحرب في اليمن وإلى حل سياسي في السودان يخدم تطلعات الشعب السوداني، معربا عن دعمه لاستكمال المحادثات السياسية بين مختلف الأطراف في سوريا، وتأكيده على وحدة الأراضي السورية وسيادتها، ودعم بلاده أيضا لبنان لتجاوز الأزمة السياسية والاقتصادية. وعبر الرئيس العراقي عن أمله أن تكون قمة الجزائر منطلقا للعمل العربي المشترك والتفاهم البناء بما يعزز الأمن والاستقرار والمصالح العليا للدول العربية. وأضاف أن العراق يسعى بعد سنوات ليكون مصدرا للاستقرار في المنطقة، داعيًا إلى دعم الدول العربية لبلاده من خلال تحقيق التعاون في مختلف المجالات. من جهته، شدد رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي على التمسك بالسلام عبر الموافقة على تمديد الهدنة في اليمن. وقال العليمي إن الميليشيات الحوثية اختارت التصعيد بنحو غير مسبوق، مشيراً إلى أن الحكومة اليمنية ملتزمة بالهدنة رغم رفض الميليشيات الحوثية تمديدها. وأضاف أن الميليشيات الحوثية رفضت فتح الطرق إلى تعز المحاصرة، واستهدفت موانئ حضرموت وشبوه وأوقفت صادراتها، وتهدد يوميا المنشآت الاقتصادية في عموم اليمن ودول الجوار. تحقيق مصالح جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التأكيد على أن بلاده لن تدخر جهداً في سبيل دعم جامعة الدول العربية بما يحقق مصالح شعوب المنطقة العربية، موضحا أن انعقاد القمة يحمل دلالة سياسية مهمة تعكس التصميم العربي على تطوير العلاقات والتصدي للتحديات المشتركة التي تواجها، وللدفاع عن حقوق الشعوب العربية، وصون مقدراتها. وعبر الرئيس المصري عن حاجة الدول العربية في ظل تتابع الأزمات العالمية والإقليمية، إلى استذكار محطات التعاون المضيئة في تاريخنا التي تجسدت فيها أسمى معاني العروبة والإخاء والتكاتف لرفع رايات الحق والعدل وبما يعيد الحقوق لأصحابها ويحفظ الاستقرار ومستقبل الأجيال القادمة. ودعا إلى تبني مقاربة مشتركة وشاملة تهدف إلى تعزيز القدرات الجماعية على مواجهة مختلف الأزمات استناداً على أسس واضحة تقوم على تكريس مفهوم الوطن العربي الجامع من ناحية، والدولة الوطنية ودعم دور مؤسساتها الدستورية من ناحية أخرى، بما يسهم في حفظ السلم الاجتماعي وترسيخ ركائز الحكم الرشيد والمواطنة وحقوق الإنسان، ونبذ الطائفية والتعصب، والقضاء على التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة، وقطع الطريق أمام أية محاولات لدعمهم أو منحهم غطاءً سياسياً أو توظيفهم من قبل بعض القوى سواء الإقليمية أو الدولية لإنشاء مناطق نفوذ لها في العالم العربي. وشدد السيسي على أن ضمان قوة وحدة الصف العربي هي خطوة أساسية على صعيد تأسيس علاقات جوار إقليمي مستقيمة تستند إلى مبادئ غير قابلة للمساومة وملزمة للجميع، وهي احترام استقلال وسيادة وعروبة الدول العربية، وتحقيق المنفعة المتبادلة، وحسن الجوار.. والامتناع الكامل عن التدخل في الشؤون العربية. تنسيق وتعاون دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى ضرورة التنسيق والتعاون العربي المشترك لمواجهة جميع التحديات، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني وبعد 74 عامًا على نكبته يعاني ويلات التشرد والاحتلال، مبينًا أن سلطات الاحتلال تتصرف كدولة فوق القانون في ظل غياب المساءلة والمحاسبة. ورحب بالتقرير الصادر عن لجنة التحقيق المستقلة الذي يدين ممارسات الاحتلال، مطالبًا بدعم الدول العربية، من خلال إصدار قرار بتشكيل لجنة وزارية تتحرك على المستوى الدولي لفضح ممارسات الاحتلال. فيما أكد ولي عهد المملكة الأردنية الهاشمية، الحسين بن عبدالله الثاني، ضرورة الاستثمار في الموارد الطبيعية الهائلة التي يملكها العالم العربي. إضافة إلى الاتفاقيات العربية التجارية، والشباب الذين يمثلون قوة بشرية كبيرة. قائلا :"إن الاستثمار فيها سيقود إلى نهضة اقتصادية وتصنع مستقبل أفضل ونمو الشعوب". وأشار ولي عهد الأردن إلى السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية لا يزال خيارا استراتيجيًّا بما يضمن قيام دولة فلسطين مستقلة ذات السيادة قابلة للحياة على خطوط جوان 1967 وعاصمتها القدس. وشدّد على ضرورة تكثيف الدولية ذات العلاقة، لاستئناف عملية السلام ودعم صمود الأشقاء الفلسطينيين ، أما القدس فهي مركز وحدتنا ودفاعنا المشترك عن هوية الأمة بأكملها, في حين أشار إلى استمرار الأردن بكل مقدساتها بالتعاون مع الأشقاء في السلطة الفلسطينية في حماية المقدسات. وقال الحسين: "لا بديل عن عمل جماعي لإيجاد حل سياسي يحفظ سيادة سوريا ووحدتها أرضا وشعبا, ولابد من حلول تعيد الأمن والاستقرار في اليمن وليبيا وعلينا جميعا تقع مسؤولية حل أزماتنا العربية ". مكافحة الإرهاب أكد صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ولي عهد دولة الكويت، أن دولة الكويت تتابع باهتمام كبير لقضايا العالم العربي وفي مقدمتها جهود مكافحة الإرهاب والتطرف ومسألة الأمن الإقليمي والدولي، مؤكدًا رفض بلاده لكافة صور الإرهاب والعنف، داعيا إلى تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف وتجفيف منابع تمويله، كما دعا جامعة الدول العربية إلى وضع مبادرة الكويت لتحقيق الأمن الغذائي العربية محل التنفيذ في أقرب وقت، وذلك وفقًا للآليات المتفق عليها والمتضمنة في قرار الجامعة العربية 8766 للدورة العادية 157 الموسوم بمشروع الإستراتيجية الشاملة والتكاملية للأمن الغذائي وتعزيزه. وجدد الشيخ مشعل دعوة دولة الكويت للمجتمع الدولي من أجل إنجاح مسيرة السلام في الشرق الأوسط، وإرساء حل دائم وشامل وفقًا للشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية بما يضمن للشعب الفلسطيني إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، مؤكدا دعم بلاده لمساعي الجزائر في تحقيق المصالحة الفلسطينية، واصفًا إياها بالخطوة المهمة في ظل ما تشهده القضية، مبينا أن بلاده تدعم الحل السياسي للأزمة السورية بما يحقق تطلعات الشعب، وأمن سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها.وبشأن اليمن، شدد على رفض دولة الكويت موقف مليشيات الحوثي تمديد الهدنة وتدعو المبعوث الخاص الأممي إلى اليمن إلى مواصلة الجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة مؤكدًا في الوقت ذاته دعم الكويت لتلك الجهود بما يحقق تطلعات الشعب اليمنية وإرساء الأمن والاستقرار. وأدان الهجوم الإرهابي الذي شنته مليشيات الحوثي على ميناء الضبة النفطي، بحضرموت عادًا ذلك انتهاك صارخ للأعراف الدولية داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك لردع مثل الأعمال ومحاسبة مرتكبيها صيانة للأمن والسلم وحركة الملاحة البحرية.