دائما ما تصيبنا اختيارات المدربين للاعبين بالكثير من الارتباك في محاولتنا فهم المقصود منها وكيف يوظفها، وعلى أي أساس قام باختيارها، والحقيقة أنه لا أحد يستطيع معرفة ما يدور في داخل عقل المدرب الذي اختار تلك الأسماء وكيفية توظيفها سواه، وكل ما سنقوله عبارة عن قراءات وافتراضات بحسب خبرة من يتحدث بها، أو بناء على ما طبقه المدرب سابقاً. ولكن عند النظر لأي تشكيلة لفريق أو منتخب لمعرفة نوعيات اللاعبين المختارة فنستطيع القول بأن اللاعبين ثلاثة أنواع؛ المؤثر(سوبر ستار)، والتكتيكي، وأخيراً المكمل، أو من يقوم بالمهام التقليدية لمركزه بدون زيادة أو نقصان، وبمستوى ثابت، وأي مدرب في العالم كلما زاد عدد المؤثرين لديه يصبح محظوظا بشكل كبير مثل سكولاري مع منتخب البرازيل بطل كأس العالم 2002م، ولكن المسؤولية ستصبح كبيرة جدا، فليس من السهل إدارة فريق مكون من 11 سوبر ستار، وكم من مدرب فشل في ذلك الأمر، والغالب أن أي مدرب لن يستغني في تشكيلته الأساسية مهما بلغ عدد المؤثرين لديه عن ما لا يقل عن لاعبين تكتيكيين على الأقل للقيام بأدوار مختلفة، أو ليكملا ما يقوم به باقي اللاعبين المؤثرين في الفريق، وكلما قل عدد اللاعبين السوبر ستار (ذوي المهارة العالية والحلول المتعددة) سيزداد اعتماد المدرب على اللاعب التكتيكي واللاعب المكمل، وذلك يؤثر على استراتيجيته الفنية، وقدرته على النجاح ولذلك عندما تثق الإدارات في المدرب فهي تمنحه المادة والحرية لإحضار من يريد أو يناسب خطته مثلما يحدث مع السيتي وجوارديولا. اللغط اللذي غطى الشارع الرياضي بسبب (بعض) اختيارات رينارد أمر ينبغي تفهمه كمبدأ؛ لأن الأمر مثير للتساؤل والاستغراب لأي شخص، ولا يوجد أي شخص لديه القدرة على إعطاء التبرير الشافي والوافي عن الهدف من هذه الاستدعاءات سوى رينارد نفسه، وربما لسنا بالأشخاص المخولين بمساءلته، ولكن هنالك منطق خلف كل هذه التساؤلات لا يمكن تجاهله، خصوصا أن المنتخب في مرحلة لا أعتقد أنها مرحلة تجربة ولكنها مرحلة تأكيد.. تأكيد على الطريقة والأسلوب اللذين ينتهجهما رينارد والتأكيد على تطبيقهما في ماتبقى من الوقت والمباريات حتى الإتقان. بُعد آخر.. المدرب الناجح هو من يبني استراتيجيته الفنية على الأدوات المتوفرة، بمعنى آخر قناعاته أو ما يفضله فنياً قد تتغير بحسب الظروف.