أعلنت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست"، عن اختيار شركة هيوليت باكارد إنتربرايز، وهي شركة عالمية رائدة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، لبناء الجيل التالي من الحاسوب العملاق "شاهين 3" بهدف تقديم أحدث قدرات الحوسبة الفائقة والذكاء الاصطناعي والنهوض بمجال البحث العلمي في العديد من المجالات بما فيها الغذاء والماء والطاقة والبيئة. وأصبحت قدرات الحوسبة الفائقة وبشكل متزايد، تشكل عامل أساسي للابتكار العالمي ورفع القدرة التنافسية الصناعية والنمو الاقتصادي. ولعبت الحوسبة الفائقة دوراً كبيراً في تسريع اكتشاف اللقاح لمكافحة الوباء، وتطوير أنظمة الطاقة النظيفة لزيادة الاستدامة، وبلوغ إمكانيات جديدة في الذكاء الاصطناعي، مما يجعلها تقنية أساسية لحل المشكلات العلمية والهندسية الأكثر تحديًا في العالم. ويعد الحاسوب العملاق "شاهين 3″، الذي من المقرر أن يكون أسرع 20 مرة من النظام الحالي، أقوى نظام حوسبة فائقة في الشرق الأوسط لمعالجة المجالات الحيوية التي لها تأثير على المجتمع والبيئة، حيث سيحدث النظام الجديد، الذي يتم بناؤه بواسطة شركة هيوليت باكارد إنتربرايز، ثورة في قدرة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية على معالجة كميات هائلة من البيانات بسرعة وحجم هائلين، مما يمكّن مستخدميها من اكتشاف ما لم يكن ممكناً من قبل، وتحقيق إمكانات جديدة للذكاء الاصطناعي. الجدير بالذكر أنه سيتم بناء نظام الحاسوب باستخدام الحاسوب HPE Cray EX الفائق، وهو نظام أساسي من الجيل التالي تم تصميمه لدعم أداء وحجم غير مسبوقين، بما في ذلك تحقيق سرعة exaflop؛ حيث يتيح لجامعة كاوست تطبيق قوة حسابية كبيرة نحو نمذجة ومحاكاة المشكلات العلمية بشكل أسرع وبدقة أعلى. وتعمل إمكانات الحوسبة الفائقة من شركة هيوليت باكارد إنتربرايز على تمكين الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع من خلال الجمع بين قوة الحوسبة الهائلة والقدرات المتخصصة المطلوبة لبناء نماذج التعلم الآلي وتدريب كميات كبيرة من البيانات؛ حيث ستعمل على تعزيز مهمة كاوست للذكاء الاصطناعي على نطاق واسع من خلال دمج بيئة تطوير تقنية تعليم الآلة، وهي مجموعة برامج محسّنة للتدريب على النماذج وتطويرها؛ من خلال الجمع بين النظام الأساسي لبرامج التعلم الآلي وتقنيات الحوسبة الفائقة الرئيسية، ويمكن لمستخدمي جامعة الملك عبدالله تطوير وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي بشكل أسرع وأكبر لزيادة الدقة. وفي إطار تعليقه على هذا الحدث، قال أنطونيو نيري، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة "هيوليت باكارد" "هدفنا في هيوليت باكارد إنتربرايز هو النهوض بالطريقة التي يعيش ويعمل بها الناس، ويشرفنا أن نساعد في دعم رؤية المملكة العربية السعودية 2030 لعصر جديد من الابتكار من خلال تمكين كاوست بأحدث أنظمة الحواسيب العملاقة على الإطلاق"، مشيرًا إلى أن نظام الحاسوب العملاق "شاهين 3" سيعمل على تسريع البحث في الجامعة بشكل كبير من خلال تطبيق قدرات الحوسبة الفائقة والذكاء الاصطناعي على نطاق واسع لزيادة الدقة في التحليلات وحل الأسئلة العلمية المعقدة. ومن جانبه أوضح البروفيسور توني تشان، رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، أن نظام الحاسوب العملاق HPE Cray EX سيسمح لنا بإجراء البحوث على نطاق أوسع، مما يؤدي إلى تقدم علمي واقتصادي واجتماعي كبير، مشيرًا إلى أنه تماشياً مع رؤية 2030، نسعى جاهدين لتلبية الطلب المتزايدة باستمرار من قبل أعضاء هيئة التدريس النشطين والقائمين على الحلول، وكذلك مطالب الشركاء الخارجيين، لموارد حوسبة أسرع وأكثر كفاءة، حيث سيتم استخدام موارد الحوسبة الفائقة في كاوست من قبل أكثر من نصف أعضاء هيئة التدريس والطلبة وزملاء ما بعد الدكتوراه والباحثين من أكثر من 20 مؤسسة في المملكة العربية السعودية. وسيتم تشغيل نظام الحاسوب العملاق "شاهين 3" بكامل طاقته في عام 2023، حيث سيعالج النظام الجديد مجموعات بيانات فريدة في مجالات التركيز مثل الاحتراق النظيف والأنظمة البيئية للبحر الأحمر ونمذجة المناخ والصفائح التكتونية العربية، مع تقديم التحليلات والنماذج والمحاكاة بمستوى عالٍ من الدقة، حيث يخطط المستخدمون من جامعة الملك عبدالله لاستهداف مجموعة من التطبيقات، بما في ذلك تصميم مواد جديدة للخلايا الكهروضوئية الشمسية منخفضة التكلفة وعالية الأداء بالإضافة إلى عمليات تحفيزية صناعية جديدة لزيادة كفاءة الطاقة مع تقليل النفايات كما سيتم استخدامه في مجالات الرعاية الصحية الوقائية الشخصية واكتشاف الأدوية الجديدة وزيادة استعادة الهيدروكربونات مع انخفاض التكاليف البيئية والاقتصادية واستخدام المناهج الجينية والجينومية لتعزيز تحمل النباتات للجفاف ومرونتها في البيئات الصحراوية. وتم تجهيز النظام الجديد بأكثر من 2800 من رقائق NVIDIA Grace Hopper Superchips، ومسرعات وحدة المعالجة المركزية / وحدة معالجة الرسومات (GPU) المترابطة بإحكام، سيمكن حاسوب شاهين3 العملاق من تطوير تقنيات جديدة وقابلة للتطوير في مجالات الذكاء الاصطناعي الأساسية مثل التعلم العميق، والتعلم المعزز، والتعلم الموحد، والحوسبة المرئية، والطبيعية ومعالجة اللغة، وكذلك توفير فرص فريدة لتوسيع نطاق أعباء العمل التقليدية للحوسبة عالية الأداء، بالإضافة إلى أن القسم المسرع في وحدة معالجة الرسوميات، ستسهل الاستخدام الواسع للذكاء الاصطناعي التطبيقي في تطبيقات العلوم والهندسة، بما في ذلك الكيمياء الحاسوبية وعلم الأحياء وعلوم المواد ، والتي كانت في السابق غير مجدية نظرًا للطبيعة الواسعة النطاق لمجموعات البيانات المنتجة والمستخدمة في كاوست. وخلال السنوات القادمة ستزداد التطبيقات، حيث من المتوقع أن يقدم شاهين 3 أداء يبلغ 100 بيتافلوب / ثانية وقدرات نمذجة الذكاء الاصطناعي المتميزة. وأشار الدكتور ديفيد كيز، رئيس مركز الحوسبة الفائقة في كاوست والبروفيسور في الرياضيات التطبيقية والحاسوبية في الجامعة إلى أن نظام الحاسوب العملاق يعد أداة علمية عالمية يستخدمها العلماء والمهندسون في كل تخصص لمهام مثل المحاكاة وتحليل البيانات التجريبية والتعلم من البيانات المرصودة وتخزين البيانات واسترجاعها بكفاءة، لافتًا إلى أنه سيعد المصدر العلمي الأساسي الذي سيتيح للباحثين من مختلف التخصصات، تبادل المعلومات وأدوات البرمجيات، خاصة أن التقدم في مجال واحد يحفز التقدم في عدة مجالات. وتعتمد كاوست، باعتبارها واحدة من مراكز الحوسبة الفائقة الرائدة في العالم، على نجاح أول حاسوب عملاق لها "شاهين 1″، الذي تم إطلاقه في عام 2009، يليه "شاهين 2″، وهو حاسوب عملاق يعتمد على كراي، أسرع 25 مرة من سابقه بسرعة 5.54 بيتافلوب / ثانية. وأضاف الدكتور جيسو لي، مدير مرافق المختبر الأساسي لأبحاث الحوسبة في كاوست، أن نظام شاهين 2 قدّم 6.8 مليار ساعة أساسية للحوسبة لأكثر من 1467 مستخدمًا، مما أدى إلى استخدام البيانات في حوالي 1030 منشورًا علمياً حتى الآن، مشيرًا إلى نظام شاهين 3 سيضمن أن يحافظ مجتمع كاوست على تفوقه كجامعة عالمية في العلوم الحاسوبية. قال فورست نورود، نائب الرئيس الأول والمدير العام لمجموعة أعمال حلول مركز البيانات AMD: "تلتزم AMD بإحداث تقدم مستمر في البحث العلمي والتطوير الخاص بالحوسبة عالية الأداء، وتسهم في دفع التكنولوجيا بمجال النمذجة الحاسوبية والمحاكاة والذكاء الاصطناعي. بدعم من معالجات AMD EPYC، سيساهم شاهين 3 بتسريع اكتشافات جديدة سيكون لها تأثيرات إقليمية وعالمية على المناخ والطاقة النظيفة ونمذجة حركة الصفائح التكتونية. وقد بات ذلك ممكنًا بفضل التعاون بين علماء كاوست وشركة أتش بي إي". وقال إيان باك، نائب رئيس هايبرسيكل وحوسبة عالية الأداء في إنفيديا، "بينما نتعمق أكثر في عصر الذكاء الاصطناعي في الحوسبة Exascale، أصبحت أجهزة الحواسب العملاقة مثل شاهين 3 أساسية لتغيير المجتمع، مشيرًا أنه بفضل تعاوننا العميق مع "كاوست" وشركة هيوليت باكارد إنتربرايز، واعتماد Grace Hopper Superchip الجديد، سيكون شاهين 3 أداة علمية رئيسية تقدم أداءً منقطع النظير للمساعدة في مواجهة أصعب التحديات في العالم".