…. ليس خافياً على أحد أن هواية الصيد بالصقور، هي إحدى الهوايات التراثية العريقة، التي تعبر عن الهوية السعودية بشكل خاص والعربية بشكل عام. وعلى الرغم من قدم الهواية وأهميتها، إلا أنها ظلت تنتظر التنظيم والتطوير لسنوات طويلة، وكان حلماً يراود عشاقها عبر عشرات السنين، حتى جاء نادي الصقور السعودي قبل خمس سنوات ليتصدى لتلك المهمة الشاقة؛ للحفاظ على تلك الهواية وتنظيم مزاولتها. وفي السنوات الأخيرة، وبالتزامن مع إنشاء نادي الصقور السعودي، شهدت هواية الصيد بالصقور نشاطاً وانتعاشاً كبيرين في أنحاء المملكة، من خلال عدد من الأنشطة والفعاليات، آخرها قبل أيام مع انطلاق معرض الصقور والصيد السعودي الدولي، والمزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور، اللذين ينظمهما نادي الصقور السعودي في ملهم شمال مدينة الرياض، حتى الثالث من سبتمبر المقبل. وهو النشاط الذي يمثل خطوة جديدة على الطريق الصحيح، لدعم هذه الهواية وتعريف الأجيال الجديدة بها. ويسعى نادي الصقور السعودي من خلال تنظيمه المزاد هذا العام في نسخته الثانية، إلى دعم الاستثمار في مجال الصقور بالمملكة، ودعم المهتمين بهذا العالم المثير، وتعزيز هواية الصيد بالصقور وتنظيمها، والارتقاء بمستوى أدائها، وكذلك توحيد شتات مزادات الصقور، التي كانت فيما مضى "غير منظمة" وتقام بين حين وآخر في مناطق المملكة، فخصص النادي موعداً يتناسب مع موسم هجرة الصقور التي تمر بالأجواء السعودية في كل عام، ووضع شروطاً لضمان سلاسة البيع والشراء والعرض، من خلال مُلاك الصقور، ومنظمي المزادات والصقّارين في الداخل ودول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى مزارع إنتاج رائدة من أمريكا وألمانيا وإسبانيا و14 دولة أخرى، ليصبح مزاد الصقور السعودي هو أكبر مزاد عالمي للصقور. وحقق مزاد الصقور الثاني منذ انطلاقه قبل أيام نشاطاً يستحق الإشادة والاهتمام، بعد أن استطاع لفت الأنظار إليه، من خلال مبيعاته، وتكريسه لمبدأ النظامية في عملية بيع وشراء الصقور، حيث يقوم المزاد بتوثيق تلك العملية، وتوفير منصة رسمية يعمل من خلالها الطواريح وممارسو هواية الصيد بالصقور. وللحقيقة والتاريخ، يمكننا القول إن نادي الصقور السعودي قد نجح بجدارة في إحياء هواية الصقور وتنظيمها واستدامتها، لتصبح جاذبة للأجيال الجديدة، في إطار منظم ومشروع، بل وتفتح المجال لاستثمار تلك الهواية الأصيلة، والاستفادة من مكانة المملكة العالمية في تلك الهواية، ومن موقعها المتميز كموطن لبعض الصقور، وممر لهجرة صقور وطيور أخرى، وهو ما يفتح مجالاً لتوسيع الهواية، لتصبح هواية واستثماراً تستفيد منه الأجيال الحالية والمقبلة.