يقتصر ظهور ألعاب القوى السعودية في النسخة ال 18 من بطولة العالم المقامة في يوجين بولاية أوريغون الأمريكية في الفترة بين 15 و24 يوليو الحالي، على الثلاثي حسين آل حزام لاعب القفز بالزانة، ومازن الياسين في سباق الجري لمسافة 400 متر، والعداءة ياسمين الدباغ في سباق 100 متر، والأخيرة ستشكل أول حضور نسائي في تاريخ المملكة العربية السعودية بمونديال أم الألعاب. أبلت ألعاب القوى السعودية البلاء الحسن أواخر القرن الماضي ومطلع الألفية الجديدة، أبرزها تتويج العداء سعد شداد الأسمري بالميدالية البرونزية في سباق 3 آلاف متر موانع في مونديال 1995 في غوتبورغ السويدية، وهي الوحيدة لأم الألعاب السعودية في المونديال، إلى جانب الميدالية الفضية للعداء هادي صوعان في سباق 400 متر حواجز في أولمبياد سيدني عام 2000. ويأمل الجيل الجديد لألعاب القوى السعودية في السير على خطى من سبقوه، وتسجيل نجاحات جديدة تضاف للنجاحات السابقة التي حققها الجيل الأول عربيا وخليجيا وقاريا وعالميا، إضافة إلى اللقاءات الدولية التي شهدت بروز الواثب حسين السبع ومخلد العتيبي- على سبيل المثال لا الحصر. وتأهل آل حزام بين 32 واثبا وكان ترتيبه حتى موعد انتهاء فترة التأهيل 29 في قائمة المتأهلين في 26 يونيو، وبذل جهداً خرافياً خلال اللقاءات الدولية والمسابقات الخارجية، وقدم مستويات لافتة، أهلته للتواجد في البطولة العالمية. واكتسب آل حزام البالغ من العمر 24 عاماً، الخبرة من خلال مشاركته في بطولة ألعاب القوى للجامعات الأمريكية حيث يقيم ويتدرب، إلى جانب مشواره المميز الذي بدأه مبكراً حيث سيطر من خلاله على الرقمين القياسيين المحلي والعربي 5.70 متر. ويسعى آل حزام الذي سجل 5.61 متر في دورة الألعاب الخليجية التي استضافتها الكويت في شهر مايو الماضي محققا الميدالية الذهبية، إلى الظهور بصورة مشرفة، يضيفها إلى الإنجازات الآسيوية والعربية التي حققها على مستوى الشباب والكبار في مشاركاته السابقة. ويشكل حضور آل حزام إنجازا في حد ذاته للمشاركة السعودية بحكم المسابقة التي سيخوض غمارها وهي القفز بالزانة، حيث ستكون المرة الأولى التي يتنافس فيها بطل سعودي في هذه المسابقة عالميا. واقتصرت مشاركات القوى السعودية في بطولات العالم السابقة على سباقات المضمار المتوسطة والطويلة، والرمي والوثب الطويل والثلاثي، لكن النسخة الحالية ستشهد مشاركة آل حزام في مسابقة القفز بالزانة، للمرة الأولى، وكأول سعودي يتأهل لهذه المسابقة في بطولات العالم. الدباغ في المونديال بعد الأولمبياد بعد دورات الألعاب الأولمبية في لندن 2012 وريو دي جانيرو 2016 وطوكيو 2020، تسجل المرأة السعودية حضورا تاريخيا من خلال مشاركة العداءة ياسمين عمرو الدباغ في بطولة العالم لألعاب القوى. وهي ثاني مشاركة للدباغ في التظاهرات الدولية بعد أولمبياد طوكيو الصيف الماضي عندما شاركت في سباق 100 متر وخرجت من التصفيات بحلولها تاسعة في سلسلتها بزمن 13.34 ثانية، قبل أن تحطم رقمها القياسي الشخصي في دورة الألعاب الخليجية في مايو الماضي، عندما حلت في المرتبة الخامسة مسجلة رقماً قدره 12.90 ثانية. كانت الدباغ قد كرست تواجد المرأة السعودية في الألعاب الأولمبية؛ باعتبارها سادس رياضية تخوض غمارها، بعد العداءة سارة عطار ولاعبة الجودو وجدان شهرخاني اللتين شاركتا في أولمبياد لندن، وعطار ولاعبة المبارزة لبنى العمير والعداءة كاريمان أبو الجدايل ولاعبة الجودو جود فهمي في ريو دي جانيرو. اقتصر التواجد الرياضي في التظاهرات العربية والعالمية والأولمبية على الرجال، فقط قبل أن يظهر الجنس اللطيف للمرة الأولى في المحافل الكبرى في دورة الألعاب الأولمبية في لندن عام 2012، حيث أصدرت اللجنة الأولمبية الدولية قانونا قبلها بأعوام يحتم على كل دولة منضوية تحت لوائها إشراك رياضية واحدة على الأقل (كوتا نسائية) في الدورات الأولمبية تماشيا مع الميثاق الأولمبي.