كبار السن.. أيقونات المجتمع، بوجودهم تكتمل مشاهد الحياة، فهم يشكلون أساس كل بيت، ويحتاجون للرعاية وتوفير ما يعينهم على المتاعب الصحية، لذلك أصدرت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لائحة لتنفيذ نظام حقوق كبير السن ورعايته الذي أقره مجلس الوزراء، بهدف حفظ حقوق كبار السن ورعايتهم ورفع جودة حياتهم ويسهم في ترسية قواعد استقرار المجتمع وتنميته وحفظ أمنه واقتصاده. وقد استبشر الجميع بالنظام خيرا من واقع أنه يمنح المسنين مزايا متعددة؛ إذ ينص على منح كبير السن امتيازات خاصة ويحفظ حقوقه الاجتماعية والمالية والقانونية، كما ينص على عقوبات صارمة بغرامات مالية أو السجن تجاه من يسيئ لكبير السن ويستغل أمواله سواء كان من الأفراد أو الجهات الاعتبارية. ويهدف النظام كذلك إلى ضمان إجراء الدراسات والبحوث وتوفير البيانات اللازمة لتطوير الخدمات الخاصة بكبار السن، ودعم الأنشطة التطوعية، وتأهيل المرافق العامة والتجارية والأحياء السكنية والبيئة المحيطة والمساجد لتكون مناسبة لكبار السن. تحرص وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، على توفير الرعاية والحماية الاجتماعية للمواطنين المشمولين بالرعاية الاجتماعية بما فيهم فئة كبار السن، بينما ذكر مصدر بالوازرة ل"البلاد": إن نظام حقوق كبير السن يمنح العديد من الامتيازات الخاصة لهم ويحفظ حقوقهم الاجتماعية والمالية والقانونية، مبينا أنه يأتي امتدادًا لسلسة أعمال تطوير منظومة التحول في الخدمات المقدمة لكبار السن وتحقيق مستهدفات استراتيجية الوزارة في قطاع التنمية الاجتماعية، كما يعد النظام أحد ركائز التحول ويتواءم مع أفضل الممارسات العالمية المقدمة لكبار السن. وأضاف: "تعمل الوزارة حاليًا على وحدات نموذجية لكبار السن بنموذج عمل موسع وشامل في عدد من مناطق المملكة". وفي السياق ذاته، أوضح الوكيل المساعد للتواصل في وزارة الصحة ل"البلاد": أن الوزارة كانت سباقة لوضع الاستراتيجيات، والأطر الصحية، والخدمات المساندة التي تستهدف كبار السن في جميع المنشآت، ومنها نظام حقوق كبار السن الذي تم اعتماده مؤخراً، ليضمن حقوقهم المدنية، ويلزم المعنيين بتوفير الرعاية الصحية اللازمة لهم، إضافة إلى مجموعة من الخدمات المساندة تقدمها الوزارة للمسنين، مثل، العيادات الافتراضية لطب كبار السن سواء في المشفى الافتراضي، أو عبر المنصات الرسمية للوزارة، والتطعيم المنزلي للقاح كورونا، الذي تم تقديمه لجميع كبار السن من عمر 60 عاماً فأكثر، إلى جانب بطاقة أولوية، التي تهدف إلى إعطاء كبار السن الأولوية في الحصول على الخدمات الصحية في حال الحاجة إلى ذلك، وتوفير الأدوية لمرضى الأمراض المزمنة من كبار السن والتوصيل للمنزل أثناء الجائحة، وتوفير عربات متنقلة للكشف المبكر عن سرطان الثدي، وهشاشة العظام بين كبار السن. وأضاف: "تم مؤخرا تأسيس الإدارة المتخصصة لطب كبار السن في الصحة، التي بدأت خطواتها بشكل فعلي لوضع الاستراتيجية الصحية لطب كبار السن في الوزارة المتوافقة مع خطة التحول الوطني، وتحقيق هدف رؤية 2030 المتمثل في زيادة متوسط العمر المتوقع للمواطنين إلى 80 سنة بحلول عام 2030، كما تعتزم الوزارة بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية تأسيس بنية تحتية متينة لمفهوم طب كبار السن، وحقوق كبار السن، مثل مشروع المنشآت، والمدن صديقة كبار السن، وغيرها من المشاريع التي ستحقق نقلة نوعية في الخدمات المقدمة لكبار السن بوجه عام". خدمات مجتمعية يرى رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء الشيخوخة أحمد العبيكان، أن المملكة تهتم كثيرا بكبار السن وتقديم الخدمات لهم، وتسعى لتحسين جودة حياة هذه الفئة، مضيفا: "ولعل اللائحة التنفيذية الصادرة عن وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية خير شاهد على ذلك، فالدولة -حفظها الله- تبذل كل ما بوسعها للعناية بكبار السن، وقد نرى دائما في المستشفيات الأولوية لهم، ما يدل على أن حقوقهم الصحية في المقدمة، كما أن هناك العديد من المساعدات التي حافظت على حقوقهم المادية كالضمان الاجتماعي". واستطرد قائلا: "نحن في جمعية أصدقاء الشيخوخة نطلق برامج توعوية ومحاضرات عديدة تصب في مصلحة كبار السن كما نقدم لهم استشارات، ونساعدهم في التحويل إلى بعض المستشفيات، كما نستضيف أطباء مختصين للكشف عليهم، وإسداء النصائح الصحية فيما يخص الأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم والسكر، ومهما قدمنا لهم فنحن مقصرون". وتابع: "الكثير من الناس يعتقدون أن كبير السن انتهى دوره، لكن على العكس تماما يكون لديه خبرة في الحياة بشكل عام ويمكنه تقديم عصارة خبرته للأجيال اللاحقة، فنحن في بعض الملتقيات والمبادرات اكتشفنا أن لديهم العديد من المهارات والمواهب في مختلف مناحي الحياة". ولفت العبيكان إلى أن جمعية أصدقاء الشيخوخة لا تكتفي فقط بدعوة كبار السن للمناسبات المختلفة، بل تزورهم في منازلهم لإدخال السرور في قلوبهم ولتوعيتهم بمخاطر الأمراض المزمنة. وأردف قائلا: "هناك فكرة نحن بصدد تنفيذها خلال الأيام القادمة، وهي إنشاء ناد لكبار السن، لخلق مساحة من الترفيه لهم كممارسة الرياضة والأنشطة المفيدة، والالتقاء مع بعضهم البعض لتجاذب أطراف الحديث. كما قمنا أطلقنا مبادرة تقديم جوائز لبعض العوائل التي تذهب إلى مراكز التسوق وتصطحب معها كبار السن بهدف التنزه الذي يحتاجونه بشدة". دوحة وارفة قال مدير جمعية بالوالدين إحسانا (بركم) عبدالعزيز الزهراني: إن كبار السن هم بركة الحياة، وهم تلك الأيادي التي أسهمت في بناء الوطن، وبذلت الغالي لحفظ مقدراته ومكتسباته إلى وقتنا الذهبي الحاضر، الذي يهتم قادة البلاد فيه -أيدهم الله- بكل ما يفيد المجتمع وتحديدا كبار السن، بدليل اعتماد حقوق كبير السن ورعايته من جانب مجلس الوزراء، وإصدار اللائحة التنفيذية له من قبل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ليكون النظام دوحة وارفة الظلال لكبار السن الذين لهم الحق الكبير على المجتمع بكل منظّماته وأفراده، وجاءت اللائحة متحدّثة بصوت واضح: من هم كبار السن ؟ وما هي حقوقهم ؟ وماذا يجب علينا تجاههم وكيف يمكن التعامل مع قضاياهم وأحوالهم؟ وأشار الزهراني إلى اللائحة التنفيذية لنظام كبار السن جاءت لتحث على أهمية صناعة المنتجات والأفكار والمبادرات التي تتناسب مع وضعهم الصحي والنفسي والاجتماعي، وتلبي احتياجا ومتطلبا أساسيا لتحقيق حياة كريمة لهم. وأضاف: "جمعية بالوالدين إحسانا (برّكم) هي جزء من منظومة خدمة كبار السن وتوقيرهم والتوعية بمفهوم بر الوالدين والعناية بهم، وتحرص على الأعمال والبرامج النوعيّة لهم من تعليم التقنية وتوجيه المتطوّعين والمتطوّعات في خدمتهم ودلالة المانحين والشركات على تقديم خدمات لهم من منطلق المسؤلية المجتمعية، كما نتطلّع لتهيئة مناسبات وفعاليات ترفيهية رياضية اجتماعية لهم لتكون الجمعية برسالتها النبيلة قدوة وأسوة حسنة وتحسين الممارسات الإيجابية تجاه المسنين في سبيل الحد من المظاهر غير الصحية، التي لا تنسجم مع تقاليدنا وعاداتنا الإسلامية والوطنية". حياة سلسة قطع نائب رئيس مجلس إدارة جمعية كبار السن الأهلية سامي الحمود، أن رؤية المملكة 2030 تدعو لجودة الحياة ليس فقط لكبير السن بل لكل شاب وشابة، من أجل حياة سلسة ومريحة للجميع، خصوصا المسنين من خلال المحافظة على حقوقهم، ويتحقق ذلك من خلال تضافر جهود الجهات ذات العلاقة كوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية التي تبذل جهودا جبارة إلى جانب وزارة الصحة لتوفير الرعاية لكبار السن. مردفا بالقول: "ينبغي يكون كل أفراد المجتمع شركاء في هذه الجهود، وعلى سبيل المثال لا الحصر نحتاج في الأماكن العامة والمستشفيات ومواقف السيارات أن تكون أولوية لكبار السن، لذلك بادرنا في جمعية كبار السن بالتواصل مع بعض الملاك لتحديد مواقف مخصصة لكبار السن تماما كما لذوي الاحتياجات الخاصة مواقف خاصة بهم". ونوه الحمود إلى أن البعض يعتقد أن الجمعيات تهتم فقط بكبار السن الذين يعانون من بعض الأمراض الصحية أو ذوي الدخل الضعيف، ولكن في الحقيقة يكون التركيز على كل الفئات، مفصلا بالقول: "الفئة الأولى: "القادرون"، كاللواء أو المعلمين المتقاعدين، فكل من بلغ سن الستين نهتم به، أما الفئة الثانية: "الراشدون" فهم ليسوا بحاجة لأي دعم إنما لإشباع احتياجاتهم الترفيهية، بينما الفئة الثالثة هم من يعانون صحيًا أو ماديًا، فنحن نقدم لهم باقة من الخدمات من خلال صنع شراكات مميزة ومثمرة لا نريد منها الكثافة بقدر ما نريد النوعية، من خلال الوزارات أو الجهات الحكومية، كما نهتم بتقديم رحلات تتواءم مع ميولهم، فقد رتبنا لهم رحلة إلى مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، وقد كنا حبل وصال بينهم وبين تاريخهم التليد المجيد وشعرنا بسعادتهم الغامرة، كما قدمنا فعالية بعنوان (الرياض تمشي) لتعزيز رياضة المشي لدى كبار السن وساعدناهم على ممارسة هذه الرياضة، وأجرينا لهم فحوصات صحية مجانا، كما نسعى لتوظيف أبناء كبار السن وتمكنا فعليا من توظيف ثلاثة أشخاص حتى الآن، بينما نعمل على أتمتة العمل في الجمعية من أجل إنشاء متجر إلكتروني خاص بكبار السن، يلبي كافة احتياجاتهم من خلال إعلانات تخدمهم كطلب كرسي متحرك أو ترميم منازلهم أو توفير سلال غذائية لهم". أمانة جدة ل«البلاد»: تنفيذ حديقة مثالية لكبار السن أكد المتحدث الرسمي لأمانة جدة محمد البقمي، الاهتمام بكبار السن وتوفير كافة احتياجاتهم، مبينا أن حديقة "أولو الفضل" التي ستتولى جمعية عيون جدة الخيرية تنفيذها في أحد أحياء المحافظة بمساحة إجمالية مقدارها (5435 مترا مربعا)، تعتبر حديقة مثالية لكبار السن. ولفت إلى أن الحديقة تشتمل على عدد من المرافق؛ من ضمنها مواقع لممارسة الرياضات الخاصة والمناسبة لكبار السن، ومنطقة لممارسة الأنشطة الترفيهية العلاجية مثل الزراعة وتربية الفراشات، وبحيرة، وصالة للمناسبات، والتوعية الصحية، وممارسة الهوايات المختلفة، وتنظيم الحفلات الفولكلورية، وعدد آخر من الأنشطة الأخرى. وأضاف: "أمين محافظة جدة صالح بن على التركي أطلق مسابقة تصميم هذه الحديقة التي ستراعي الجوانب الصحية والنفسية لكبار السن".