استبشرت خيرًا وأنا أقرأ تقرير بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين 2022 يوضح بانخفاض أعداد المدخنين في السعودية إلى ما يزيد على الثلث، بعد فرض الضرائب على التدخين ورفع سعره. جاء ذلك بناء على ما نقله الموقع العالمي "دا توباكو أتلس" المتخصص في مكافحة التدخين، و هذا الانخفاض ناتج أيضا عن ما قامت به المملكة العربية السعودية من حظر ومنع التدخين في الأماكن العامة مثل المطارات ووسائل النقل العام والمطاعم والمعاهد التعليمية والمدارس والجامعات ومحيطها، وكذلك عدم بيعه للمراهقين الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا، وكذلك عدم بيعه في المحلات التجارية العامة وبقالات الحارات. وكذلك إنشاء عيادات طبية وتوعوية لمكافحة التدخين والإقلاع عنه، ويمكن الحجز فيها بسهولة عبر تطبيق صحتي. كل تلك الجهود والإجراءات الكبيرة التي يقوم بها وطننا الغالي؛ تهدف للحفاظ على صحة الإنسان من خطر التدخين القاتل، الذي يعد من الأسباب الرئيسة لكثير من الأمراض وحالات الوفاة. وفي أثناء ذلك تذكرت ما حدث لي يوما أثناء ذهابي إلى عملي عندما رأيت شابا هناك في الركن البعيد الهادي وحيدًا متقوقعا على نفسه خائفا يترقب. ركزت النظر فيه، وإذا بدخان منبعث من بين يديه. عرفت الأسباب والمشكلة، فقررت أن أذهب إليه، وكيف لا أذهب إليه؟ فلا ينبغي لمثلي أن أتركه وليس من واجبي أن أشاهد مثل هذه الحالة دون أن لا أحدث التغيير والنصيحة والتوعية الإيجابية المحفزه لهذا الشاب، أمل المستقبل المشرق، توجهت إليه وسلمت عليه، فعرفني رغم أنني لم أعرفه. لكنه شاب في مقتبل العمر، فتفاعل مع الموقف وأحس بخطر فعله، ووضح من كلامه أنه شاب ذكي ومؤدب. قلت: لماذا تدخن وترتكب جريمة قاتلة في حق نفسك؟ قال: أحلف لك أنني لن أكررها، وسبب ذلك أنني تعرفت على صديق لي مدخن في الحارة، فشجعني على شرب الدخان وقال لي إنه من الكيف والرجولة. قلت له: يابني شاهد أثاره على وجهك وأسنانك ورائحتك، فهو من الخبائث وهو قاتل بطيء، وهو سبب للعديد من الأمراض القاتلة وهو أيضا من الإسراف والتبذير في المال والصحة، وأنت يابني شاب طموح مميز جميل بأخلاقك وتعاملك، ولك هدف" سامي" ونبيل تريد الوصول إليه بذهابك إلى المدرسة، وليس من بين الأهداف تعلم التدخين وإدمانه بل كل العلماء والمعلمين والخبراء والأنظمة وكتب المدرسة يحذرون من التدخين بكافة أنواعه ويصفونه بالقاتل وبالجريمة النكراء لشاب في مثل سنك. فاقتنع ووعدني بالإقلاع عن التدخين نهائيا والابتعاد عن المدخنين كذلك، فشكرته ووعدته بمتابعة الأمر، فرحب بذلك، وبعد مدة قصيرة وإذا بشاب يسلم على رأسي ويشكرني، وإذا به ذاك الشاب، وقد تغيرت ملامحه ورائحته من الدخان إلى الطيب والعطر الجميل، وقال لي: شكرا أن نصحتني وشجعتني وأرجعتني إلى الطريق الصحيح، وبعد هذا أدركت يقينًا أن للتوعية أثرا كبيرا في الإقلاع عن التدخين لمن كانت لديه الرغبة والإرادة.