لا يمكن إنكار الوضع السيئ الذي يمر به النادي الأهلي بأي شكل من الأشكال، ولا يمكن أن نقول للعمل الفاشل أنه ناجح، أو للمخطئ أصبت. نعم هناك قرارات خاطئة وعمل غير موفق لا يليق بكيان وحجم النادي الأهلي. هو الموسم الأسوأ في تاريخ النادي الأهلي سواء على الصعيد الإداري أو الفني أو حتى الجماهيري. فعلى المستوى الإداري، هناك قرارات كان يجب اتخاذها، ولكنها تأخرت كثيرا، كان يمكن من خلالها أن تحفظ للأهلي شيئا من هيبته. وجهاز فني استمر في منهجه الفاشل وقتا طويلا، ولم نر أي مبرر منطقي يشفع لبقائه. وانقسام جماهيري ما بين مؤيد ومعارض ومحايد وملتزم للصمت، وهو ما فتح المجال للغرباء للدخول في عمق المدرج الأهلاوي وأصبحوا يتصدرون المشهد ويضعون الحلول والاقتراحات ويبثون الشائعات بين المحبين والعاشقين الذين يبحثون عن طوق نجاة للخروج من هذه الأزمة. نعم نرى هناك بعض الإسقاطات الغريبة الدخيلة على جمهور الأهلي وتلك الألفاظ النابية التي لا تمت للرياضة بأية صلة التي يستخدمها البعض إذا تم مخالفة آرائهم وتوجهاتهم. فأصبحت مقولة (إن لم تكن معي فأنت ضدي) هي من يتبعها أولئك المغرضون. وعندما يتآمر أولئك- الذين يقتاتون على الأزمات- لا يفرقون بين كبير وصغير ولا رجال وعقلاء الأهلي، فالكل سواسية عند مخالفة رأيهم وتوجههم. ولكن هل هذا هو الحل في منظور البعض؟ وهل هذا الوقت المناسب لمثل هذه الأساليب؟ وهل بمثل هذه التصرفات سيخرج الأهلي من هذه الأزمة التي بدأت تشكل الخطر؟ الإعلامي الحر والمشجع النقي هو من يقول رأيه فيما يراه ولا يخضع لسياسة التبعية والإملاءات. البعض يعتقد أن الإعلامي صاحب قرار ويستطيع أن يفرض رأيه على أصحاب القرار وقد يجهل هذا دور الإعلامي في المجال الرياضي. في الاجتماع الأخير مع رئيس النادي الأهلي كان هناك الكثير من الجدل والنقاش، وقد خرج الجميع منه بوعود تضمنت التصحيح والتقييم الشامل وإبعاد كل من لم يوفق في الفترة الماضية. تلك الوعود لم يمر عليها إلا أقل من شهر وتلك القرارات التي يمكن أن تعيد النادي ننتظرها في وقتها. نحن الآن في المنعطف الأخير من الدوري، وهذا يحتاج منا رفع معنويات اللاعبين والحضور المحفز وشحن الهمم ولدينا الوقت الكافي للمطالبة والنقد وطرح الحلول والاقتراحات. جمهور الأهلي هو من سيعيد الأهلي، وهو الركن الثابت في الكيان.