من المؤكد بأن سوق الانتقالات يعد من احد اهم الطرق التي تستطيع من خلالها الاندية أن تطور من نفسها، وذلك عن طريق التعاقد مع اللاعبين الذين يستطيعون تقديم الاضافة للفريق، كما ان سوق الانتقالات يعد الموسم الافضل للاعلام والصحافة لاطلاق الشائعات ومحاولة الحصول على الحصريات من اجل زيادة عدد قرائها والمتابعين لها مستغلين تعطش الجماهير لمعرفة آخر اخبار فريقها ومعرفة اللاعبين القادمين والخارجين من انديتهم، وكل هذه الامور كفيلة بجعل سوق الانتقالات احد اكثر الامور اثارة وتشويقا في المنظومة الاحترافية، وعلى الرغم من الايجابيات العديدة التي تكون في سوق الانتقالات الا انه ظهرت العديد من الجوانب السلبية المصاحبة للحركة النشيطة التي تعرف بها هذه الفترة، ومن ابرز هذه الجوانب السلبية ما يعرف بنظرية (الشراء من اجل الشراء) وقد بدأت هذه النظرية تظهر بشكل واضح في السنوات الأخيرة مع احتدام المنافسة وتوافر الاموال الطائلة التي تجعل الأندية تتسابق لشراء اي لاعب يطفو على الساحة بغض النظر عن اهمية التعاقد معه وعن حجم القيمة الفنية التي قد يضيفها اللاعب القادم للفريق، ويكون الهدف من شراء اللاعبين هو الارضاء المؤقت للجماهير والعيش مع اجواء صفقة جديدة قد يكون النادي في غنى عنها، احدى صور نظرية الشراء لاجل الشراء تظهر عند رغبة ناديين في التعاقد مع لاعب في مركز معين رغم ان كلا الناديين يمتلكان اربعة او خمسة لاعبين مميزين في ذات المركز ويدخل كل الناديين في مزايدة لمنع اللاعب من الانتقال الى الفريق الآخر، وعند انتهاء المعركة وظفر احدهما بتوقيع اللاعب يرمي به في دكة البدلاء او يتم تكديسه مع بقية اللاعبين الذين يلعبون في مركزه مما يؤدي الى تدمير موهبة اللاعب المنتقل او حرمان بقية زملائه من المشاركة مع الفريق، الصورة الثانية لنظرية الشراء لاجل الشراء تكون عندما يتعاقد النادي مع اسم كبير عوضا عن التعاقد مع لاعب كبير فتجد بعض الاندية تتعاقد مع لاعب دولي سابق له اسمه الكبير في عالم كرة القدم ولكنه في اواخر عمره الكروي ولا يستطيع تقديم اي اضافة ملموسة للفريق وكل الهدف المرجو من التعاقد معه هو اضافة بعض البهرجة الاعلامية للفريق ولفت انظار الاعلام الى صفقات النادي، والغرض من هذه الصفقات يكون تسويقياً بحتاً لانه غالبا ما تكون هذه النوعية من اللاعبين فقيرة جدا على الصعيد الفني، هناك امثلة كثيرة اخرى على نظرية (الشراء لاجل الشراء) كمحاولة تكديس الدكة بأكبر عدد ممكن من اللاعبين، او تغيير المحترفين كل اربعة اشهر دون منحهم الفرصة الكافية للتأقلم وغيرها من الامثلة التي تعد نقاطاً سوداء في صفحات المنظومة الاحترافية. من المفترض على كل نادٍ ان يجتمع في نهاية كل موسم مع المدرب والمدير التنفيذي للنادي او المسؤول عن الانتقالات للتشاور حول اللاعبين الذين يرغبون في قدومهم الى الفريق واللاعبين الذين لا يحتاجهم معه في التشكيلة، وبحث الاهداف الممكن التعاقد معها وفق امكانيات الفريق، فالمدرب في النهاية هو من سيكون مسؤولاً عن اختياراته ولذلك فإنه من الانصاف منحه السلطة الكاملة في جلب من يشاء من اللاعبين، فالاموال التي قد تستلفها بعض الاندية لشراء لاعب واحد لا يستفيد منه الفريق قد يستطيع المدرب استغلال نصفها لجلب اكثر من لاعب في مراكز مختلفة ويستطيعون تقديم اضافة حقيقية للفريق، وهنا تظهر الامكانيات الحقيقية للمدرب. حاتم ابراهيم الشدوي المستشار القانوني [email protected]