صور متنوعة يرسمها الشباب في رمضان مما يجسد مشاركتهم الفاعلة في المبادرات المجتمعية الهادفة ، ويفجر طاقاتهم الكامنة وهم يتطوعون في أعمال خيرية هنا أو يوزعون وجبات الافطار على العابرين والمسافرين في اشارات المرور هناك، أو يساهمون في انجاح هذه المهرجانات التي تهدف الى التواصل واحياء الروابط والعلاقات بين الأسر والأفراد. وقبل أذان المغرب يلتقي عدد من الشباب بجوار الاشارات وفي الطرقات السريعة لتوزيع علب الوجبات الرمضانية ببشاشة ولطف للسائقين ومن معهم في السيارات، ويبدأون توزيع الوجبات تاركين في وجوه المستفيدين عين الرضا والغبطة. وعند إشارات المرور يقف أصحاب السيارات بكل هدوء، ثقة منهم بأن الإفطار لن يفوت، وهم يرون هؤلاء الشباب يهدونهم وجبات الإفطار الرمضاني ، وهذا ما يؤكد تحقق هدف الحد من حوادث المرور عند الإشارات وقت الإفطار. محمد بن عمر تلقف سؤالنا ببهجة وهو يجيب قائلاً: مشاعري لا توصف والحمد لله.. هذا عمل خيري، والحمد لله أن وفقنا لنيل شرف القيام به، سألناه: ألا تحن للإفطار بين أهلك؟ فأجاب: أحب ذلك لكن حبي للأجر من عند الله أكبر. وفي الخط المقابل من الإشارة استقبلنا الشاب أحمد بابتسامة ترجمها بالتعبير عن شعوره قائلاً: مشاعري لا توصف والحمد لله ومعنوياتي عالية في هذه اللحظات، نرجو رضا الله تعالى و نفرح لدعاء الناس لنا. ويضيف: إن الفكرة تتمثل في توزيع وجبات إفطار خفيفة عند إشارات المرور لقائدي السيارات وراكبيها ، وذلك لتقليل نسبة الحوادث، والتي تزيد قبل موعد الإفطار، حيث تتسابق السيارات ليصل كل إلى بيته قبل موعد الإفطار، كما أنه تطبيق لسنة النبي صلى الله عليه وسلم في تفطير الصائم، حيث يعمل المتطوعون بدون مقابل احتسابا للأجر. وعن محتويات الوجبات التي يتم تقديمها، قال سعيد أحمد أحد المتطوعين: تتفاوت الأطعمة، فهناك من يوزع ماء وتمرا فقط، ولكن الغالبية العظمى توزع وجبات مغلفة تتكون من التمر والماء وبسكويت وعصير أو لبن. واوضح عدد من الشباب الذين التقتهم " البلاد " قبيل آذان المغرب في تقاطع بحي الصفا في جدة أنهم مع اقتراب اذان المغرب في كل يوم يقومون بتوزيع التمور والمياه على الصائمين في إشارات المرور ابتغاء الاجر والمثوبة من عند الله في هذه الايام المباركة وإنها عاده سنوية اعتادوا عليها حيث يخرجون مع اصدقائهم قبل الافطار من أجل تقديم التمور والمياه واللبن للصائمين طلبا للاجر والثواب ومن أجل تقديم المساعدة لهم. وبينوا انهم يبدأون الاعداد لشهر رمضان قبل حلوله بعشرة أيام ويعتمدون على مصادر دخلهم المحدودة ومصروفهم في ادخار الاموال بالاضفة الى بعض المحسنين من أجل شراء التمور والمياه والاستعداد للحملة وأكدو أن رد فعل سائقي السيارات حين يجدون الشباب يقفون على الاشارات الضوئية وجنبات الطريق يلوحون لهم بالوجبات تكون هي أجمل ما يمكن أن يحصل معه خلال هذا الشهر الكريم مؤكدين أن الجميع يعمل يدا واحدا من اجل الاجر والثواب من الله. يذكر أن شهر رمضان الفضيل يمثل موسماً عامراً بالعبادات والطاعات, وميداناً للتنافس في أعمال البر والإحسان وتفطير الصائمين في العديد من الأماكن والساحات العامة والجوامع والمساجد، وتقاطعات إشارات المرور . وأكد عددٌ من المتطوعين أن مشاركتهم تأتي لكسب الأجر والمثوبة،وخلق روح التعاون بين أفراد المجتمع، مشيرين إلى أنها لحظات سعيدة عندما يُقدِّم الواحد منهم وجبات الإفطار للصائمين مع ابتسامة تعلو وجوههم مرددين عبارة: «تقبَّل الله منَّا ومنكم»،مما يكون له أثر كبير في إطار الترابط الاجتماعي والنسيج الوطني والديني.