صعد حلف شمال الأطلسي (الناتو) لهجته تجاه روسيا، معلنا نشر المزيد من القوات في الشرق الأوروبي، لتعزيز دفاعاته ضد روسيا في خاصرته الشرقية، إذ قال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ أمس (الأربعاء)، إن الحلف سيصادق خلال القمة التي تعقد اليوم، على 4 كتائب قتالية لنشرها في بلغاريا ورومانيا والمجر وسلوفاكيا، ليرتفع بذلك عدد مجموعات القتال المنتشرة، إلى ثماني مجموعات من البلطيق إلى البحر الأسود"، إلا أنه أكد عدم إرسالها إلى الأراضي الأوكرانية. وشدد على أن الحرب الروسية في أوكرانيا مروعة وقاسية، مشيرا إلى أنه أدى إلى معاناة إنسانية مرعبة ومؤلمة، مؤكدا أن دول الحلف عازمة على دعم أوكرانيا، لكنه لفت في الوقت عينه إلى وجود مسؤولية قسوى توجب عدم تصعيد الحرب، وتوسيعها لتصبح حربا بين الناتو وروسيا. وأضاف أن ضم كييف للحلف ليس مطروحا الآن، لكن دعمها أولوية. وأضاف: أتوقع أن نتفق اليوم على دعم إضافي لأوكرانيا لمساعدتها وحمايتها من الهجمات البيولوجية والكيميائية. ويرتقب أن تعقد اليوم قمة الناتو على وقع استمرار القتال لليوم ال28 ، وصاعد التوتر بين الغرب وروسيا، فيما يحشد الرئيس الأمريكي الذي وصل إلى أوروبا أمس، حلفاءه من أجل فرض المزيد من العقوبات على موسكو. وتأتي ستولتنبرغ تصريحات بعد ساعات قليلة على تحذير الكرملين من نشر قوات تابعة للحلف على الأراضي الأوكرانية، فيما حذر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أيضا من توسع الناتو عسكريا شرقا، معتبرا في تلك الخطوات تهديد لبلاده. وكررت روسيا تحذيرها الغرب من إرسال قوات دولية إلى أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في مؤتمر صحافي، أمس، تعليقا على فكرة إرسال قوات حفظ سلام تابعة للناتو إلى أوكرانيا، إن هذا سيكون خطوة متهورة وخطيرة، وقد تؤدي إلى عواقب وخيمة يصعب إصلاحها. وأضاف أن بلاده تجري على الأراضي الأوكرانية "عملية عسكرية وبالتالي، فإن أي تماس محتمل بين القوات الروسية وقوات الناتو يمكن أن يؤدي إلى عواقب يصعب إصلاحها". بدوره حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من أن هذه الخطوة قد تؤدي صدام مباشر بين روسيا والناتو، مشيرا إلى أن المسؤولين البولنديين، الذين يعلنون عن الحاجة إلى إرسال مثل تلك القوات معروفون ب "تحركاتهم غير الاعتيادية" التي تهدف إلى إثارة "مشكلة كبيرة". وأعلن لافروف في كلمة ألقاها أمام طلاب في موسكو أمس، أن "المفاوضات صعبة، لأن الطرف الأوكراني يغير موقفه باستمرار، ملمحاً إلى ضغوط أمريكية، عندما قال: "من الصعب ألا يتكوّن لدينا انطباع بأن زملاءنا الأميركيين يمسكونهم بيدهم". وبينما تتواصل العملية العسكرية الروسية منذ شهر في أوكرانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، إصابة ترسانة "أورجيف" غرب منطقة "ريفني"، بأسلحة عالية الدقة بعيدة المدى أطلقت من قواعد بحرية. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف إن القوات الأوكرانية حصلت على جزء كبير من تلك الترسانة الكبيرة من الأسلحة والمعدات العسكرية من الدول الغربية، مضيفا أن وحدات القوات الروسية تواصل تدمير وحدات اللواء 54 الميكانيكي المنفصل للقوات الأوكرانية، حيث يقاتلون الآن للسيطرة على قرية "نوفوميخايلوفكا". إلى ذلك رجحت الرئاسة الأوكرانية أن ينتهي القتال مع الروس أواخر أبريل المقبل. وقال المستشار الرئاسي أوليكسي أريستوفيتش، أمس، إنه يتوقع أن يكون أن تنتهي المرحلة النشطة من العمليات العسكرية بنهاية أبريل، معتبرا أن التقدم الروسي توقف بالفعل في العديد من الجبهات. كما أضاف متحدثا في التلفزيون المحلي، أن روسيا خسرت بالفعل 40% من قوتها المهاجمة، كما قلل من احتمال خوضها حربًا نووية.