تستعد أسواق جازان لاستقبال بواكير المانجو ، تاج فاكهتها الاستوائية التي تشتهر المنطقة بزراعتها ، حيث بدأ المزارعون بعرض إنتاجهم للبيع ، لتستقبله المناطق الأخرى وأسواق عالمية تباعا مع ذروة الموسم الذي يعطر أجواء جازان بعبقها المحبب ، وصولا إلى مهرجان المانجو الذي ينطلق برعاية سمو أمير المنطقة واهتمام سمو نائبه. تمتاز أشجار المانجو بوفرة إنتاجها ، ويتوقع مزارعو المانجو بالمنطقة زيادة في كميات ثمار المانجو الناضجة خلال الأسابيع القادمة مع ارتفاع درجة الحرارة، التي بدأت في الارتفاع التدريجي ما سيسهم في عرض أصناف متعددة من المانجو ومنها: "التومي، والجل، والجلين، والزبدة، وأبو صنَارة، والكنت، والكيت، والبلمر، والسنسيشن، والباكستاني، والهندي الخاص، والفاو الزل، والفندايكي، والسوداني". ووفقًا لفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بجازان، فإن عدد مزارع المانجو في المنطقة بلغت أكثر من 19100 مزرعة، يقدر عدد أشجارها بنحو 800 ألف شجرة، تنتج ما يزيد عن30 ألف طن من ثمار المانجو سنويًا. قصة المانجو الجازانية بدأت قصة نجاح زراعة فاكهة المانجو في جازان منذ عام 1981 عندما قام مركز الأبحاث الزراعية في المنطقة بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «الفاو» بإدخال أصناف ذات جودة عالية من المانجو من الدول التي اشتهرت بزراعة المانجو، ومن أهمها: أمريكا، الهند، مصر، السودان، أستراليا، وكينيا، فضلًا عن إجراء العديد من الدراسات والتجارب عليها حتى أثبتت نجاحها، وتوسّعت على إثرها زراعة المانجو بالمنطقة. وتُعد الأراضي الصفراء الخفيفة أو الطميية العميقة جيدة الصرف ومعتدلة الحموضة، والأراضي الحصوية، والأماكن المناسبة لزراعة المانجو، مع توافر الأجواء ذات الحرارة العالية نسبيًا، حيث تنمو أشجارها عند توافر الرطوبة الجوية والأرضية، وتقلل الرطوبة الجوية من احتراق الأوراق نتيجة لارتفاع درجة الحرارة، مع مراعاة وجود فترة جفاف أثناء تكشف البراعم الزهرية والتزهير ونضج الثمار، وهو ما يتوافر في جازان. وتؤثر كمية الضوء على سلامة أشجار المانجو وقدرتها على حمل الثمار، ويجب مراعاة أن يصل الضوء لجميع أجزاء الشجرة حتى تكون قادرة على الإنتاج الجيد والقدرة على حمل الثمار التي تتصف بثقلها، ويقي الشجرة الإصابة بالأمراض الفطرية، في حين أن تعرض الثمار لأشعة الشمس القوية مباشرة قد يتسبب في ذبول الثمار وتساقطها، وكذلك تشقق وذبول الأوراق ، لذا يحظى المزارعون بدعم كامل من الدولة من خلال توفير القروض الزراعية الميسّرة له، وتحليل المياه ومدى صلاحية التربة لتوفير بيئة مناسبة لزراعة المانجو، بالإضافة إلى تقديم العديد من الخدمات الإرشادية والتوعوية. الحصاد والمهرجان وفي مثل هذه الأيام ومع بداية شهر مارس من كل عام يبدأ المزارعون في منطقة جازان بجني آلاف الأطنان من ثمار المانجو، التي يتم إنتاجها من مختلف المزارع ، وتعد رافدًا اقتصاديًا قويًا للمزارعين ، حيث تتراوح أسعار المانجو ما بين 50 -200 ريال للكرتون بحسب الوزن والنوع ، وتصل قيمة إجمالي المبيعات السنوية للمحصول إلى حوالي 500 مليون ريال ، نظرا لتميز وجودة أنواعها الاقبال عليها كبير في مختلف الأسواق. واشتهرت جازان بمهرجان المانجو الذي بدأت أول نسخة له عام 2005م، ثم اتسع شيئاً فشيئاً، حتى أصبح إحدى المحطات العالمية للمانجو ، لأنه يسوق لعلامة تجارية مميزة وليس مانجو عادية..ولهذا نالت المانجو السعودية صيتاً وسمعة كبيرة ، ويحتفي الأهالي بالهرجان من خلال عرض إنتاجهم الذي وصل إلى العالمية، وتسويقه داخل وخارج المنطقة. ويُعرف "مهرجان المانجو والفواكه الاستوائية" اختصاراً باسم "مهرجان المانجو" ويعد مهرجانا سياحيا ، ويختص بشكل أساسي بعرض أصناف مختلفة من المانجو بشكل أساسي إلى جانب عدد من الفواكه الاستوائية وأبرزها التين والبابايا والجوافة والموز التي تنبت في المنطقة. كما يتخلل المهرجان عدد من الفعاليات المصاحبة.