أؤمن إيماناً تاماً بأن المال وحده لا يجلب البطولات، فالفكر أساس النجاح، ثم يأتي المال كوسيلة رئيسة ليدعم الفكر، فإذا كنا نسخر أموالنا للفكر وتطويعه، فقد نجحنا، وإذا كان المال هو من يقود الفكر فسيكون الفشل طريقاً لا محال عنه، ولنا في النصر مثال رغم امتلاكه القدرة المالية والعضوية الذهبية النادرة. في بداية الموسم الرياضي دائما ما تبدأ الأندية بالتحضير استعدادا للمنافسات وتحضيرا لجلب البطولات، تعقد الصفقات وفق الاحتياجات برؤية فنية عالية النظرات ودعم إداري مبني على الأسس والنظريات تتحدد من خلاله وجهة الأندية وأهدافها من الموسم؛ لتلافي ما مضى من الأخطاء والسلبيات. ولكن للأسف الشديد وقعت إدارة النصر في أخطاء كبيرة ساهمت بشكل مباشر في خروج الفريق من المنافسة هذا الموسم الذي انتهى بالنسبة لجماهيرهم خالي الوفاض، وأهمها هي تلك الصفقات التي من الأساس لم يكن يحتاجها الفريق على المستوى الفني ولا تتلاءم مع نهج المدرب وإنما أحيانا منافسة لأندية أخرى، أو ربما للدخول في إثارة وجدل لا فائدة منها سوى انعكاسها سلباً على البيت النصراوي. أصرت إدارة النصر في تعاقداتها الخاطئة رغم إجماع الشارع الرياضي من محللين ونقاد وجماهير بأن أظهرة الفريق تحتاج للتدعيم وأن حراسته منهارة، وقلب دفاعه مهلهل. لم يحسبوا لذلك حسابا ولا حياة لمن تنادي، بل نجدهم يتعاقدون مع لاعبين غير مجدين ولا يتوافقون مع هيكلة الفريق، ولا شكله وأقل بكثير من تمثيل العالمي، بل أحضروا أسماء لا نجدها في خارطة الفريق ولا حتى دكة الاحتياط في بعض الأحيان. إما لعدم قناعة الجهاز الفني بقدراتهم أو لعدم حاجتهم الفنية فلماذا تم التعاقد معهم ولمصلحة من ومن المتسبب؟ وقبل ذلك ورغم كل الانتقادات التي طالت الجهاز الفني وعدم الرضا على مستواه ونتائجه إلا أن الإدارة كابرت واستمرت بتجديد الثقة آنذاك لتكون النتيجة المتوقعة في فشله واقعا عاشه فارس نجد وجماهيره ووصلت أخيراً الإدارة إلى القناعة التامة لعدم استمرار "مانو مينيز "ومن هنا بدأت التخبطات الفعلية، فالقرارات الخاطئة لا يمكن أن تأتي بنتائج صحيحة. وبعد الإقالة المتأخرة أتى بعده من أتى لتتغير الخطط وتختلف القناعات وتتنوع الثقافات التي على أساسها أبعدت بعض النجوم وجاملت بعضهم وافتقرت لأبجديات العمل المنهجي الاحترافي المتكامل التي يفترض ان تكون عليه الأندية بناء على ما تملك من قدرات ودعم مالي كبير غير مسبوق من وزارة الرياضة. هذا مالم تفعله إدارة النصر وكانت بطلا من ورق ليس إلا. مما أدى لخروج الفريق من جميع المنافسات هذا الموسم، فقد كان لديها الفرصة ولانتهازها من المواسم المنصرمة التي كانت كفيلة بأن تُحدد من خلالها الكبوات وتُصحح من عمقها الخطوات وتنجب فريقا بطلا لاتقهره الظروف ولا الأزمات. النصر يمر بمرحلة تاريخية مأساوية ولن أزيد ..!! إمضاء: لا تخبرني ما هي أولوياتك، بل أرني أين أنفقت مالك وسأقول لك ما هي تلك الأولويات.