نددت عدد من الدول خلال اجتماع مجلس الأمن الطارئ (الثلاثاء)، بتصرفات وتحركات روسيا تجاه كييف، واعتراف موسكو باستقلال منطقتي لوغانسك ودونيتسك الانفصاليتين شرقي أوكرانيا، بينما حذرت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو من خطر اندلاع صراع واسع النطاق، داعية إلى وجوب العمل على تفادي ذلك، معربة عن أسفها لنشر قوات روسية في شرق أوكرانيا في مهمة حفظ سلام، مؤكدة أمام مجلس الأمن أن الأممالمتحدة تدعم استقلال ووحدة وسلامة أراضي أوكرانيا في حدودها المعترف بها دوليا. وقالت إن منظمة الأمن والتعاون رصدت آلاف الانتهاكات في شرق أوكرانيا، في وقت وصفت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة ليندا توماس-غرينفيلد ادعاء بوتين بأن قواته التي أمرها بالتوجه إلى شرق أوكرانيا هي لحفظ السلام بأنه مجرد "هراء"، وقالت: "نعرف ما هي حقيقتهم"، فيما اعتبر المندوب الفرنسي نيكولا دوريفيير، أن القرار الروسي يهدد سلامة الجارة الغربية، داعيا موسكو إلى العودة عن قرارها، مؤكدا أن بلاده ستواصل الجهود لدعم أوكرانيا. وكذلك، أبدت المندوبة البريطانية تخوفها من أن يطلق غزو أوكرانيا الفوضى والدمار، معلنة أن بلادها تعد حزمة عقوبات اقتصادية كبيرة ضد موسكو. من جانبه، اعتبر المندوب الهندي أن الأولوية هي لخفض التصعيد وضمان السلام في أوكرانيا والمنطقة، وهو ما ذهب إليه المندوب البرازيلي الذي دعا إلى تخفيف التصعيد ودعم الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة، بينما حث السفير الصيني تشانغ جون، جميع الأطراف المعنية إلى ممارسة ضبط النفس وتجنب أي أفعال قد تزيد التوترات. بالمقابل، انتقد المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا، سياسة الولاياتالمتحدة والغرب تجاه الملف الأوكراني، وقال في كلمته خلال الاجتماع، إن الغرب يلعب دورا سلبيا في أوكرانيا. أما المندوب الأوكراني سيرجي كيسليتسيا، فطالب روسيا بإلغاء قرار الاعتراف هذا بالمناطق الانفصالية، معتبرا أن تلك الخطوة تهدد السلم العالمي، مشددا على أن كييف مستعدة للمفاوضات، وحل الأزمة عن طريق الدبلوماسية، مؤكدا أن بلاده لن تقع في فخ الاستفزازات الروسية. وانتشرت دبابات روسية أمس بضواحي دونيتسك بعد اعتراف بوتين باستقلالها، إذ أكد شهود عيان، أن طوابير من العربات العسكرية، تشمل دبابات، دخلت في الساعات الأولى من صباح أمس إلى ضواحي دونيتسك، عاصمة إحدى المنطقتين الانفصاليتين شرقي أوكرانيا. ووجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، القوات المسلحة في بلاده بضمان السلام في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، اللتين اعترفت موسكو باستقلالهما. وبعد إعلان بوتين الاعتراف باستقلال منطقتي لوغانسك ودونيتسك شرق أوكرانيا، بدأت الدول الأوروبية وأمريكا بالتحضير لفرض عقوبات لمواجهة هذا القرار، حيث طالبت أوكرانيا أمس، بفرض عقوبات صارمة ضد روسيا في وقت يناقش دبلوماسيون غربيون مسألة ما إذا كان قرار موسكو نشر قوات في المنطقتين الانفصاليتين كافياً لفرض عقوبات اقتصادية كبيرة. وانطلقت في بروكسل محادثات المندوبين الدائمين لدول الاتحاد من أجل وضع اللمسات الأخيرة على حزمة العقوبات التي سيعرضها مسؤول السياسة الخارجية والأمن الأوروبية جوزيب بوريل على اجتماع وزراء الخارجية. ولوحت الولايات المتّحدة، بفرض عقوبات على المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، متوعّدة بفرض عقوبات إضافية عند الاقتضاء ضد روسيا، إذ أوضحت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي، أن الرئيس جو بايدن أصدر أمراً تنفيذياً "يحظر على الأمريكيين القيام بأي عمليات جديدة، استثمارية أو تجارية أو تمويلية، إلى أو مِن أو داخل ما يسمّى جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية في أوكرانيا. فيما قال رئيس الوزراء البريطاني، إن بريطانيا ستفرض عقوبات على خمسة بنوك روسية وثلاثة من الأفراد أصحاب الثروات الضخمة، منهم رجل الأعمال الروسي جينادي تيمتشينكو، بعد إقرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستقلال منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا. وقال جونسون أمام البرلمان: "تفرض بريطانيا عقوبات على البنوك الروسية الخمسة التالية: روسيا وآي. إس بنك وجنرال بنك وبرومسفياز بنك وبنك البحر الأسود، ونفرض عقوبات على ثلاثة من الأفراد أصحاب الثروات الضخمة"، مرحبا بتعليق ألمانيا العمل في خط الغاز "نورد ستريم 2" ووصفها بالخطوة الشجاعة. إلى ذلك، كشف ممثل الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، أن الاتحاد سيتبنى عقوبات على موسكو، بعد اعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمنطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا، موضحا أنه على ثقة بأن قرارا بالإجماع سيصدر عن الاتحاد، معتبرا أنه ضروري لفرض مثل هذه الإجراءات، فيما اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، روسيا بتدمير محادثات السلام واستبعد التنازل عن أي أراض، مؤكدا أن أوكرانيا ملتزمة بالسلام والدبلوماسية بعدما اعترفت روسيا رسميا باستقلال منطقتين انفصاليتين. وأضاف أنه ينتظر خطوات "واضحة وفعالة" من الحلفاء للتحرك ضد روسيا، ودعا إلى قمة طارئة لزعماء أوكرانياوروسياوألمانيا وفرنسا.