بدأت أمانة محافظة جدة الخطوات الأولى لتنفيذ نافورة الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز (رحمه الله) في ميدان أمام مسجد العناني حيث سيتحول الميدان إلى احتفائية مائية تعزز صورة مدخل الكورنيش الأوسط من الناحية الشمالية. وأوضح مدير عام إدارة التصميم الحضري وتصميم المناطق المفتوحة بالأمانة الدكتور أشرف عبدالقادر التركي أن النافورة صممت على هيئة ساعة مائية يصل قطرها إلى 75 مترا لتشتمل على معبر المشاة المحيط بالميدان ليصبح الميدان بأكمله جزءا من جسم الساعة ويتحول من ناقل لحركة المركبات إلى ساحة عامة تشترك فيها حركة المركبات وحركة المشاة بأسلوب آمن وجميل في ذات الوقت حيث سعى التصميم لتبطئ حركة السيارات بسبب استخدام مواد الرصف التي تحفز إبطاء السرعة والاستمتاع البصري بالفراغ الحضري الجديد. وقال تم في خضم ذلك الإعداد لنقل مجسم الأهلة من موقع الميدان لافتا إلى أنه تقرر القيام بأعمال صيانة مكثفة للمجسم حيث تم رصد تصدعات كبيرة في الوحدات الأولى (الوحدة السادسة والسابعة) بسبب عدم وجود هيكل حديدي يساعد على تحميل الوحدات العليا من المجسم وتراكم ثقل الوحدات الحجرية (الجرانيت) على القاعدة والوحدات السفلية مما تسبب في تفتت جزيئات القطع الحجرية وإحداث تصدعات عميقة في جسم الحجر يضاف إلى ذلك أن حركة المركبات وما ينتج عنها من ذبذبات يصل صداها إلى قاعدة المجسم على مر الخمس وعشرون سنة الماضية ساهمت في زيادة تعميق التصدعات وإحداث هبوطات تراكمية أرضية تحت قاعدة المجسم والمنطقة المتاخمة لها مما تسبب في حدوث ميول واضحة في المجسم كان من المتوقع أن يؤدي إلى انهياره في أية لحظة. وأشار الدكتور أشرف عبدالقادر التركي إلى أنه تقرر نقل المجسم إلى موقعة الجديد على مسافة 50 مترا من الناحية الشمالية الشرقية من الميدان ليكون ضمن المتحف المفتوح بالحديقة الثقافية المجاورة للميدان وتم بالفعل تفكيك قطع المجسم وتغليفه تمهيدا لتنفيذ أعمال الصيانة وتركيبه في موقعه الجديد. ولفت النظر إلى أن مجسم الأهلة واحد من الأعمال الجمالية المكونة من الحجر الجرانيت الزهري والمركب من قطع فوق بعضها البعض وترمز إلى مراحل تكوين البدر مؤكدا أن إدارته قامت بإعداد دراسة لعملية تفكيك المجسم ونقله وتركيبه بالتعاون مع خبراء في هذا المجال كما تم إعداد دراسة تصميمية لقاعدة المجسم الجديدة بالموقع الجديد حيث قامت الإدارة بإعداد المخطط العام بشكل يتطابق مع الأفكار التصميمية الأصلية مع إضافة بعض اللمحات الفنية في أعمال الإضاءة مما سيضفى بعدا جماليا ويعمل على ترجمة العمل الفني بشكل يرمز إلى أفكار المجسم والموقع بشكل عام. وشرح بأنه تم إعداد جداول كميات أعمال التنفيذ للمجسم بالموقع الجديد بطريقة مدروسة بعناية على عدة مراحل وذلك من أجل حماية المجسم أثناء التفكيك والمحافظة عليه ومن ثم إجراء بعض أعمال المعالجة والترميم ابتداءً من القاعدة التي ظهر فيها العديد من التصدعات التي تأثرت بحكم هبوط الأرضيات المحيطة بالمجسم مبينا أن صيانة المجسم ستستغرق شهرين ليتم تركيبه ونصبه مرة أخرى بالجهة المقابلة والمحاذية لطريق الأندلس أمام قصر الحمراء حيث خصصت له مساحة تتناسب وحجمه وارتفاعه مع مراعاة ما حوله من أعمال أخرى. وأكد مدير عام إدارة التصميم الحضري وتصميم المناطق المفتوحة بالأمانة أن المقاول المنفذ لمشروع النافورة سيبدأ باستلام الموقع خلال الأيام القادمة لتنفيذ مجسم نافورة الأمير عبدالمجيد الذي يعد نموذجا جماليا متميزا وعلامة جديدة من حيث تحسين وتجميل الكورنيش الأوسط بمحافظة جدة إذ تم اختيار الموقع نظرا لأهميته بالنسبة لمرتادي الكورنيش ومنطقة المتحف المفتوح بالإضافة إلى تتويج الموقع والنافورة باسم المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز. وبين أن المشروع عبارة عن نافورة تعمل بشكل ساعة حقيقة حيث يوجد عقرب قصير للساعات وآخر طويل للدقائق تنطلق منها أعمدة المياه على طول جسم العقارب في حين يوجد عقرب للثواني يتحرك عن طريق الضوء وتتم قراءة الساعة من خلال عقرب الساعات الذي يتحرك كل ساعة واحدة وقراءة الدقائق من خلال حركة العقرب ممثلا بمجموعة من الأعمدة المائية كل أربعة دقائق في حين تقرأ الثواني من خلال حركة عقرب الثواني كل أربع ثواني ولكن من خلال الإظهار الضوئي. وقال يصل أقصى ارتفاع لعمود الماء ستة أمتار على طول عقارب الساعة لتكون المياه على هيئة حائط مائي على طول كل عقرب كما يوجد خزان أسفل النافورة يقوم بسحب المياه وضخها مرة ثانية كما يوجد خزان للمياه في الحديقة المجاورة يقوم بتغذية النافورة وسحب المياه منها إلى خزان آخر وخزان ثالث لري الزراعات المحيطة فضلا عن جزء وسطي به نافورة تقوم بالعمل طوال فترة التشغيل وتكون بمثابة رابط بين عقرب الدقائق وعقرب الساعات (ملتقى عقارب الساعات) وفيما يخص الإنارة الليلية فسيكون هناك تدرج في الألوان على طول عقرب الدقائق والساعات من اللون الأبيض مرورا بألوان تتدرج نحو الأزرق أما عقرب الثواني فسيأخذ اللون الأحمر ويتحرك ليعبر عن حركة الثواني. وأضاف أما في حالة الساعة الكاملة فتقوم النافورة بالعمل بشكل متكامل من كامل حوض الساعة نزولا وهبوطا بعدد الساعة للتعبير عن تمام الساعة كما صممت الساعة لإعطاء اسم الشهر العربي حسب تقويم أم القرى حيث نقشت أسماء الأشهر على النحاس المحفور لينطلق منه ألوان ضوئية موحدة يختلف منها فقط الشهر الجاري. وبين أن الفكرة تنطلق لتكوين بؤر بصرية مصممة بطريقة ابتكاريه تعمل على تغيير مفهوم الميادين وتحويلها من تقاطعات موزعة للحركة إلى فراغ حضري له ملامح فنية وتتبنى الفكرة التصميمية عنصر الساعة حيث يتم إظهارها من خلال دوائر متتالية عليها أرقام الساعة إحداها حول الميدان مباشرة وتتطابق الأخرى مع معابر المشاة بينما تعبر الأعمدة المائية عن عقارب الساعة والدقائق حيث تنتقل الحركة المائية من رقم إلى آخر كل أربع دقائق ويتم التعبير عن الثواني من خلال الضوء الذي ينتقل من رقم إلى آخر كل أربع ثوان.