اكتست مرتفعات تبوك والمناطق الشمالية بالزائر الأبيض الجميل القادم من سماء الله إلى أرض الله بأمر الله سبحانه ليلبسها اللون الأبيض لتكون كعروس الشتاء في أحلى حلة وزينة بلونها الأبيض المنتشر على مساحات واسعة وبكثافة عالية ومتكررة سنويا وغالبا في المنطقة، فالحمد لله بفضله وقدرته نزلت الثلوج بانسيابية وكالقطن المنفوش الطائر المتناثر على مناطق المرتفعات الشمالية (علقان والزيتة وجبل اللوز) وغيرها من المناطق الشمالية لتشمل مساحات كبيرة ولتحولها إلى متنزه طبيعي مقصدا وجذبا للسياح القادمين من كل مكان للاستمتاع بالزائر الأبيض. وهذا الزائر الأبيض القادم من السماء نشر الفرحة والسعادة والبهجة بين الأهالي والسياح الذين خرجوا الى حيث أماكن هبوطه بسلام الى الأرض في منظر يسر الناظرين والمتنزهين القادمين حبا وشوقًا لهذا الزائر الأبيض كترحيب به فقد استقبلوه ببرتوكلات مختلفة وبسعادة غامرة وكبروا وهللوا وحمدوا الله ولعبوا الألعاب الشعبية المختلفة وصوروا ووثقوا بالصوت والصورة نزول الثلج وعملوا المجسمات وأقاموا الاستراحات ابتهاجا واستمتعوا بالكساء الأبيض الذي عم مناطق واسعة من أراضي شمال المملكة العربية السعودية. ولقد تابع ووجّه الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز، أمير منطقة تبوك ورئيس اللجنة الرئيسة للدفاع المدني بالمنطقة، الجهات المعنية، باتخاذ الاستعدادات والتدابير اللازمة لمواجهة ما قد ينتج من حالات أثناء أو بعد تساقط الثلوج التي غطت مساحات واسعة من مرتفعات تبوك وتوافد المتنزهين الذين تم توجيههم إلى الأماكن الأكثر أمانًا وذلك للحفاظ على سلامتهم. والجدير بالذكر والمعرفة ان هذه المرتفعات تُعرف حاليا ب "منطقة نيوم"، المنطقة السياحية الناشئة والأحدث في رؤية الوطن الشاملة. وأخير وللمعلومية لا تدوم هذه الثلوج في تلك المناطق وقتا طويلا فسرعان ما تبدأ بالذوبان بمجرد شروق الشمس ولا تستمر أكثر من 24 ساعة إلا إذا توالى تساقط الثلوج مرة أخرى، فالحمد لله على فضله فقد استمتعنا واستمتع المتنزهون بالأجواء الأوربية في وطني الغالي وكان حدثًا مشهودًا وغير عادي فالثلج والهوى في الشتاء صار وأصبح شماليا رائعا بلونه الأبيض الجميل. وختاما قال القائل: ما سألت الغيم عن حال الشمال أدري إن أحوالها دايم تمام قطعة من فجر حاكاها البياض غطرفة للمجد من برد وسلام