لا أعتقد أن أسوأ المتشائمين في المجتمع النصراوي كان يتوقع للحظة أن يصل الحال بفريقهم إلى هذا الوضع؛ من فريق " حلم " يحصد الأخضر واليابس من البطولات إلى فريق يبحث عن " خارطة طريق " وخصوصاً مع إدارة تغنى بها القاصي والداني من النصراويين لحظة قدومها وتصدرها المشهد، وكأنها الإدارة التي نشأت وترعرعت داخل أروقة الكيان، وليست حديثة على العمل داخل الأندية وتحتاج إلى عمق وتفاصيل خاصة لإدارة الأندية والقدرة على إدارة أزماتها وتحتاج إلى الخبرات التي حتماً ستكتسبها من ممارسة مهامها وفلسفة الخطأ والصواب. وللأسف افتقد الكثير من محبي النصر في فترة من الفترات إلى القدرة على الاستشراف والتعامل مع الموقف بعقلانية ومنطقية، ولكن كان هناك انجراف كبير وواضح وراء مقولة " ما يبطي السيل إلا من كبره " واذا شفت شيء في طريقك شله". وكأن إدارة المنظومات تعتمد فقط على القدرة المالية والتعاقدات. نعم، يتفق الجميع أن إدارة مسلي آل معمر ارتكبت في عملها القصير في إدارة النصر الكثير من الأخطاء التي كنت سببا رئيسا في فشلها بالحصول على الهدف الاستراتيجي النصراوي، وهو البطولة الآسيوية التي أصبحت مزعجة لهم، وموقف ضعف لها أمام الأندية المنافسة. ولكن حجم الضغوطات وعدم القدرة على الابتكار والتفكير خارج الصندوق كانت المسبب الرئيس فيما آلت إليه الأمور. وقد يفقد النصراويون أكثر من ذلك في حال السير على نفس المنهجية والمطالبات المستمرة بالتغيير. ما يحتاجه النصراويون فعلياً قبل أن تصبح مقولة " زيد الصبر عندك " إطار عام لجميع مواسمهم وخصوصاً أنهم مازالوا يملكون الكوكبة الأدائية القادرة على تحقيق التطلعات والطموحات فهم يحتاجون إلى الهدوء من الجميع والتعايش مع واقعهم وإخراج الأندية الأخرى من " دماغهم " وخصوصاً " الهلال " والعمل على تكوين شخصية للفريق لتحقيق بطولات وليس التجهيز لبطولة معينة. وأيضاً تكون لهم القدرة على إدارة الأزمات والسيطرة على جميع المفاصل إداريا، وخلق بيئة مناسبة للعمل الصحي بعيدا عن الصراعات والتدخلات والتعامل بمساواة مع الجميع وتفعيل شعار " النصر أولاً " وتعزيز المكتسبات وأخيرا البعد عن الإعلام السلبي الذي يصفى حساباته مع الآخرين على حساب النصر. فالنصر بحاجة لعشاقه المخلصين الذين لا يهمهم سوى النصر فقط. وليس بحاجة لأولئك الذي يشجعون " تعثرات الهلال " بثوب النصر.