يزداد "حزب الله" الإرهابي، عناداً لمضاعفة تأزيم وضع بيروت مع الدول العربية بشكل عام، غير آبه لمحاولات الجامعة العربية لحل الأزمة الخليجية، ساعياً إلى الاستفراد بها تنفيذا لسياسة موكليه، لذلك يدفع وزير الإعلام جورج قرداحي للتعنت، ورفض تقديم استقالته من الحكومة، لأنه يدرك تماماً أن إقالة أو استقالة قرداحي سيكون مدخلاً لحل الأزمة. وبعد تأكيد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، أن خطوة استقالة قرداحي قد تنزع فتيل الأزمة الدبلوماسية مع المملكة ودول خليجية أخرى، بدأ العناد مجدداً من قبل الوزير الموالي للمليشيات، رافضاً تقديم الاستقالة، بينما تعجز حكومة ميقاتي تماماً عن اتخاذ خطوة إقالة جورج، في ظل سيطرة حزب الله وحلفاؤه على القرار الحكومي. وعلى الرغم من أن رئيس الجمهورية ميشال عون له الحق في إقالة الوزراء وتعيين آخرين مكانهم بنص المادة 54 من الدستور وتحديدا الفقرة الرابعة منها، التي تقول "يصدر (رئيس الجمهورية) بالاتفاق مع رئيس مجلس الوزراء مرسوم تشكيل الحكومة ومراسيم قبول استقالة الوزراء أو إقالتهم"، إلا أنه لا يجرؤ على اتخاذ هذه الخطوة، لمولاته لحزب الله وتنفيذ أوامره، ووقوفه إلى جانب الموقف المليشياوي الرافض إقالة قرداحي. ويأتي الخلاف بينما يمر لبنان بأزمة مالية يصفها البنك الدولي بأنها من بين أسوأ الأزمات في العصر الحديث. ويأمل ميقاتي، المتمسك بضرورة استقالة قرداحي، في تحسين العلاقات المتوترة مع دول الخليج العربية، مؤكدا خلال استقباله الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية في بيروت، أن لبنان حريص على عودة علاقاته الطبيعية مع السعودية ودول الخليج|، ولكنه في الوقت ذاته لا يملك القرار لاتخاذ الخطوة اللازمة لنزع فتيل الأزمة. من جهته، شدد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط على ضرورة إقالة قرداحي، واعتذار لبنان رسميا من السعودية، مشيرا إلى أن وزير الإعلام يستند إلى حزب الله وتيار المردة، والأزمة الحالية ستضاعف من معاناة لبنان الذي أصبح يعاني من مشاكل اقتصادية هائلة. وأضاف"تاريخيا بيروت مع الخليج، ويجب أن نحافظ على هذه العلاقة لتحقيق المصالح المشتركة بين البلدين، وليس هدمها. وتابع: "تصريح قرداحي غير مسؤول ومدمر، على الحكومة إذا ما استقال القرداحي أن تقوم بخطوة من أجل إعادة ترميم العلاقات، فنحن علينا أن نعتذر، وليس هم". ومضى جنبلاط قائلاً: "قرداحي مرتبط بمنظومة الممانعة، وميقاتي لا يستطيع أن يأمره، ونحن لدينا نظام ديمقراطي لكن مكبل بما يسمى الظروف السياسية، فحزب الله لا يقدر مصالح لبنان في الخليج، ونظريتهم مختلفة. هم يقودون حربا في اليمن بالوكالة، أو بشكل مباشر، ولا يكترثون لمصالح اللبنانيين في الخليج… وهذا سينعكس سلبا على ما تبقى من الإقليم العربي".