بعد توقف دام لمدة سنتين تستعد محافظة العلا لإطلاق مهرجان طنطورة في حلة جديدة مشبوبة بالزخم الحضاري حيث تستعد من جديد لاطلاق برنامج جديد يضم 4 مهرجانات مختلفة ابتداءً من 21 ديسمبر القادم، وهي شتاء طنطورة الموسم الثالث، وسماء العلا، وفنون العلا، وفعالية الاسترخاء والاستجمام، فيما ستتضمن فعاليات الفروسية عرض أزياء الخيول، وسباق خادم الحرمين الشريفين للقدرة والتحمل، وبولو صحراء العلا ، واتساقا مع هذه الفعاليات فإن العلا ستفح صفحات التاريخ من جديد لتبهر زوارها بما تمتلك المنطقة من قيمة تاريخية فما أن تبدي لك المدينة معالمها الثرية بالتاريخ إلا وتكتشف بين كثبانها وجلاميدها روائع طبيعية فريدة في شكلها وتنوعها قلما تشاهدها في المواقع السياحية العالمية. ولما كانت العلا في سالف العصر جسراً حضارياً بين الشرق والغرب بوصفها إحدى محطات طريق البخور، وملتقى للحوار الثقافي والحضاري سعت الهيئة الملكية للعلا لتجسيد قيم التنوع بإبرازها اليوم من خلال المهرجان العالمي (شتاء طنطورة) الذي يسلط الضوء على الفنون والثقافة والتاريخ والتراث في محافظة العلا، ومكنت عبر فعالياتها السياح والزوار من مختلف دول العالم الاستمتاع بالعروض الفنية والثقافة والمغامرات، دعمت ذلك الخطوات التي انتهجتها المملكة مؤخرا لدعم السياحة والبرامج الخاصة بها من خلال الترويج للكنوز والمقتنيات السياحية ويعتبر مهرجان طنطورة من الفعاليات التي تسطع وتشد انتباه العالم. كنوز تاريخية على امتداد مساحة العلاء اكتسبت تميزاً نوعياً في انتشار الآثار والمواقع التاريخية والبساتين والقرى الأثرية ، وتوزعت وفق مخطط هندسي طبيعي أذهل من يزورها برغم حداثة برنامج العمل السياحي الذي تقوده الهيئة الملكية للعلا. واستطاعت المملكة أن تكشف عن كنوز العلا للزوار والسياح عبر برامج تسويقية مختلفة عززت من حضوره على مختلف الأصعدة شملت بذلك المؤتمرات والملتقيات والمنتديات العالمية لتصبح العلاء اليوم أحد أهم الوجهات العالمية المسجلة بمنظمة اليونسكو. لم يقف الأمر عند الجانب التاريخي لعاصمة الأنباط الثانية قديماً بل باتت اليوم تسجل رقماً قياسياً في حماية معالمها البيئية وتطويرها عبر مبادرة حماية النمور العربية، التي أطلقتها الهيئة الملكية لمحافظة العلا، ومشاريع عدة، تعمل على دعم الحفاظ على هذه الأنواع المهددة بالانقراض، بما في ذلك برنامج مكثف للتربية وإعادة الإكثار، إضافة إلى إنشاء الصندوق العالمي لحماية النمر العربي كمنصة فعالة للعديد من المبادرات المستقبلية.
أرقى الخدمات الهيئة الملكية لمحافظة العلاء عملت منذ تأسيسها على دراسة شاملة لتأهيل وتطوير المنطقة وآثارها بما يحقق للسائح والزائر أرقى الخدمات إلى جانب الحفاظ على ما تكتنزه المدينة من جمال في الطبيعة وبدون أي تغيير يمكن أن يؤثر على الطبيعة. وجلبت الهيئة لمحافظة العلا عدداً من المطاعم والنزل العالمية بين أوديتها وجبالها صممت وفق أحدث المقاييس الهندسية مع الحفاظ على أدق تفاصيل الطبيعة الخلابة إلى جانب تطوير وتدريب أبناء وبنات المحافظة للقيام بمهام الخدمات والإرشاد السياحي شملت الطبخ والفندقة والسياحة في أكبر وأهم المعاهد العالمية عبر برامج ابتعاث بادرت بها الهيئة. وأكدت احدى الطالبات من محافظة العلا المشمولة ببرنامج الابتعاث في تعلم اللغة الفرنسية أهمية اللغات في التعامل مع السياح إضافة إلى دراسة السياحة وتعليمها لأبناء محافظة العلاء الأمر الذي يسهم في تعزيز السياحة الداخلية والتعرف على ثقافات عالمية متنوعة في الوقت الذي تشهد فيه مدائن صالح والمواقع السياحية في العلا إقبالاً سياحياً عالمياً. وجهة تراثية وتتجه العلا إلى أن تستقطب أكثر من مليوني زائر بحلول عام 2035، عبر تطوير محافظة العلا لوجهة تراثية وثقافية وسياحية عالمية استثنائية، وتعزيز قدرة المطار على استقبال الرحلات الدولية المباشرة من مختلف الوجهات الإقليمية والدولية إليها. كما تعمل الهيئة على تطوير ثلاثة منتجعات سياحية في العلا تحمل علامة " أمان " ستُبنى بحلول عام 2023 بما يعزز مستوى الخدمات السياحية في المحافظة. عروس الآثار تلك الجهود المؤسسية يقابلها تجانس في غايتها من أهالي المنطقة وهو ما عبر عنه اهالي العلا عن سعادتهم الغامرة بما تحظى به العلا من رعاية واهتمام على المستوى الوطني توجت باستحداث الهيئة الملكية للعلاء للنهوض بمقوماتها الطبيعية والتاريخية ،" لافتين إلى أن تاريخ العلا يجب أن يكون مفتوحاً أمام العالم " . وتعتبر منطقة العلا بمثابة عروس الآثار والحضارات القديمة، وأحد المواقع الأثرية المعترف بها عالمياً، كما تصنّف كوجهة سياحية من الطراز الأول لعشاق المناظر الطبيعية, لما تتمتع به من بيئة خلابة, تمتاز بتنوع غطائها النباتي، فضلاً عن مجتمعها الزراعي المستند إلى إرث تاريخي. تاريخ عريق مهرجان (شتاء طنطورة) الذي تنظمه الهيئة الملكية لمحافظة العلا , مهرجان عالمي يضم العديد من الأنشطة الاجتماعية والثقافية والفنية, والعروض الترفيهية المنوعة التي استقطبت السائحين للاستمتاع بفعاليات المهرجان الذي يهدف إلى إبراز ما تحويه العلا من إرث تاريخي خالد, وتراث إنساني فريد, سطرته يد الإنسان قبل نحو ثمانية آلاف عام على واجهات الجبال في كل أنحاء المحافظة, ما جعلها متحفاً مفتوحاً بكل ما تعنيه الكلمة.