يقف حزب الله، متفرجا على الأزمات اللبنانية المتلاحقة دون أن يجد لها حلا، بل يعمقها بإجراءات العقيمة وسيطرته على موارد الدولة دون أن يكون للمواطن منها نصيب، إذ عانى اللبنانيون أمس (السبت)، من انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل، لتعيش كافة المدن اللبنانية في ظلام دامس، دون تحرك إيجابي لحل الأزمة. ويعود سبب انقطاع التيار الكهربائي، وفقا لتلفزيون "إل بي سي آي" اللبناني، لتوقف محطتي الزهراني ودير عمار نتيجة نفاد المازوت، فيما بينت وكالة الأنباء الفرنسية، أن الانقطاع جاء بعد تدني توليد الطاقة إلى ما دون 200 ميغاوات. وحذرت مؤسسة كهرباء لبنان، الشهر الماضي، من انقطاع الكهرباء عن جميع أنحاء البلاد، في ظل انخفاض حاد لمخزوناتها من المحروقات، دون أن يعالج حزب الله المسيطر على الوقود المشكلة، مبينة أنها تستطيع توليد أقل من 500 ميغاوات من الكهرباء باستخدام زيت الوقود الذي تحصل عليه بموجب اتفاقية تبادل مع العراق. وأدى النقص الهائل في المحروقات إلى عجز الدولة عن توفير أي إمدادات تذكر للكهرباء على مدى الشهور القليلة الماضية، بينما اعتمد الكثير من اللبنانيين على المولدات الخاصة، بينما أوردت الشركة أن مخزونها المتبقي من المحروقات تدنى بشكل حاد جدا، حتى إنه نفد بالكامل في عدد من المعامل مما أدى إلى توقفها قسريا عن إنتاج الطاقة، لافتة إلى إن جميع الخيارات التي يمكن اللجوء إليها استنفدت، فيما لم يعد بإمكانها سوى تسيير المجموعات الإنتاجية المتبقية بما يتجانس مع مخزونها المتبقي من المحروقات. وبات اللبنانيون يعتمدون بشكل أساسي على الخدمات المقدمة من المولدات الخاصة، التي ارتفعت أسعارها بشكل غير مسبوق. وأصبحت فاتورة المولدات الشهرية تساوي أضعاف الحد الأدنى للأجور في البلاد، فيما يقول خبراء إن الحكومة الجديدة لا تملك خطة واضحة حول حل مسألة الكهرباء، ويجري البحث في الحصول على سلفة جديدة من الخزينة اللبنانية بقيمة 100 مليون دولار لتأمين الحد الأدنى المطلوب لتأمين ساعات قليلة من التغذية الكهربائية.