أطلت التفجيرات برأسها مجدداً في أفغانستان باعثة القلق الدولي من شبح الإرهاب الذي ظل يطارد البلاد خلال السنوات الماضية، ولا تزال المعاناة قائمة بعد عودة حركة طالبان للسيطرة على الحكم، ليتزايد خوف العالم من عودة الإرهاب عبر كابل، مطالبة الحركة بعدم السماح للتنظيمات الإرهابية باستجماع قواها، غير أن طالبان نفسها أصبحت منقسمة وتركز على حل خلافاتها الداخلية، بينما ترتفع أصوات التفجيرات في المدن الأفغانية، إذ هزت ثلاث انفجارات أمس (السبت)، ولاية ننغرهار شرقي البلاد، مستهدفة ثلاث سيارات تابعة لحركة طالبان، ما يعني أن الإرهاب لن يتوقف بعد حادثة المطار وغيرها من التفجيرات التي جرت عقب تسلم طالبان السلطة. وخلفت الانفجارات، وفقاً لوكالة "أسوشييتد برس"، ثلاثة قتلى على الأقل و 20 جريحًا، فيما لم يتضح على الفور ما إذا كان هناك مسؤولون من طالبان بين القتلى والجرحى. وفي حين لم يعلن أحد على الفور مسؤوليته عن الهجمات في مدينة جلال أباد، إلا أن تنظيم داعش، الذي يعتبر من أعداء الحركة الجدد، يتخذ من شرق أفغانستان مقرا رئيسا له. أما في العاصمة كابل، فقد أفاد مسؤولون في الشرطة بأن قنبلة لاصقة انفجرت صباحاً، ما أدى إلى إصابة شخصين، بينما نقلت قناة "طلوع" المحلية عن شهود عيان قولهم إن الانفجار أتى جراء عبوة ناسفة بدائية الصنع. وتأتي التفجيرات في وقت تعيش فيه افغانستان عامة، والعاصمة كابل خاصة أجواء استنفار أمني وتوتر، وسط انتشار لعناصر حركة طالبان التي سيطرت على البلاد ودخلت العاصمة منتصف الشهر الماضي. ولم تف حركة طالبان بتعهداتها بشأن السماح بالدراسة للجنسين، فبعد إعلانها سابقاً أنها ستسمح للطالبات الأفغانيات بمتابعة تعليمهن الجامعي على أن تمنع الاختلاط، فتحت حركة طالبان، اليوم أمس، المدارس أمام الطلاب والمعلمين الذكور فقط، ما ينافي الوعود التي قطعتها بشأن تعليم النساء. وأعلنت وزارة التعليم في الحكومة المؤقتة أن كل صفوف الطلاب الذكور من السادس إلى الثاني عشر وكل المعلمين الذكور يجب أن يستأنفوا الدراسة في أنحاء أفغانستان بدءا من أمس، غير أن البيان لم يشر للفتيات من تلك السن، وفقا لوكالة "أسوشييتد برس"، ما أثار ضجة في الشارع الأفغاني، وأعاد إحياء المخاوف التي لم تهدأ منذ سيطرة الحركة على الحكم ودخولها كابل منتصف الشهر الماضي من أن تفرض طالبان قيودا على الفتيات والنساء، لاسيما أن طالبان كانت طلبت من النساء في بعض الولايات، الامتناع عن استئناف أعمالهن، باستثناء من يعملن في أقسام الصحة والمستشفيات والتعليم. ولم تكتفِ طالبان بتجاهل الفتيات من ارتياد المدارس، بل عمدت أيضاً إلى إلغاء وزارة شؤون المرأة واستبدلتها بوزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في خطوة تذكر بفترة حكمها الأولى قبل أكثر من 20 عاماً، حيث شوهد عمال يضعون لافتة تحمل عبارة وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على مبنى وزارة شؤون المرأة بالعاصمة كابل، فيما ضجت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية بصور تظهر موظفين بالوزارة يتظاهرون أمام المبنى احتجاجاً على خسارتهم وظائفهم.