وفي مركز وصافة مجموعته الآسيوية الشرسة في منافسة متقاطرة مع اليابانيين والأستراليين على وجه الخصوص ثم الصينيين والفيتناميين والعمانيين الذين يحترمون أفقاً يزهو في عمق الحضور الكروي الفني القوي وفي غمرة فرحنا بمنتخبنا بكل أفراده و(حارس العرين) محمد العويس الذي لم تعد تُخْفيه (الكرات العصيِّة) على الرضوخ!! مثلما كان بمباراة عمان مع صقور الوطن ومع الأهلاويين الأسود استباح سماء مباريات المنافسة الرئيسة وبالذات أمام التعاون ..!! بيد أن الصقر محمد العويس كان إذا حضر مع زملائه (بالمنتخب) أو (بالأهلي) تتلاشى نداءات (الأهداف الخجولة) أمامه وفي دماغه وبين يديه وتجاه قدميه .. بل إن الأهداف التي تجيء الآن كالسوّط الذي يغرق الخصم بالخوف والبطش يتصدى لها مهما كان صادراً من اللاعب الفارس الذي يُروِّض الخيول..!! أما (محمد العويس )!! فلم تعد يتركنا نغادر (النظرة)!! بل لم يعد (صوته) يستفيق متذوقيه ومحبيه من ذَهول أو هتون شاردة، لانه مزهر (منور) رابض على أجنحة قلوبنا.. واجنحة الحمام واليمام والنعام.. وهو على رأي (أحد النقاد ) في منأى بعيد عن مراوح الطواويس وزخارف الزرافات الممتدة في سرد إسهاب أعناقها.. لكن.. (لغة نظرات العويس المجلجلة للصقور و للأسود بالحنان والتحنان) تطير بها الجماهير لبراعتها نحو العلا.. وتصعد بها أمام النسور خلف الضباب بعجلات عطاردية شماء، شمساء، قمراء، نجماء، سابحة في فضفاضها الرحب، الأنبل، الأسعد.. فانعموا يا صقور وأسود بما أنتم فيه.. فمراراً هاهو الحارس الفنان.. (محمد العويس)؟! والذي تذوقنا عنه الكثير خلال مبارياته .. والآن! يتحدث عنه الناس (فدائيةً .. وفناً.. وإبداعاً)!! يقترب بتألقه وتوفيقه بمرماه اقتراباً شديداً من الجميع .. ولا يبتعد بشخصيته في نفس اللحظة عن التصور.. تتسلط عليه الأضواء.. كما يسلط الطبيب المجهر على شريان الحياة!! إن محمد العويس زمن، له زمن مزاجه الخاص ومواهبه الجمة وقدراته وملكاته ومهاراته، يمليه علية برزخه الأدائى المثال (بعون الله). زمن.. في لمح لا نرى معه فيه سوى (الارتقاء ) العالي والنزول منه لسد زوايا مرماه التي يتزحزح عنها سوى بانتظام مع تلقائية الرؤية والرؤيا بهندسة أدائية أنيقة ضمن سرعة البديهة ولباقة هواء (الشهيق والزفير) ودونما نشاز البتة!! أما البناء الجسماني (تبارك الله): فلأنفاسه نضارة الشباب الدائم.. وعلى شفتيه حمرة العافية.. تمتزج قفزاته بالدرجات في السلالم الصاعدة الهابطة بدءاً من مساحة المرمى الحارس الأول : دوماً هو في نباهة تنسيق..أو فطنة مواظبة.. وأناقة جسمانية و تنظيم تمركزي مليح، لا تلحقها الرتابة ولا تمسها النظرة الملولة ولا الكآبة (ما شاء الله)!!