احتدمت المعارك بين حركة طالبان والمقاومة في ولاية بنجشير خلال الساعات الماضية، بينما أعلنت طالبان أمس (الأحد)، استيلاءها على مقر حاكم الولاية وغيره من المرافق الحكومية، مؤكدة أن الاشتباكات لا تزال دائرة في مركز الولاية بمدينة بازارك، في وقت أفادت التقارير القادمة من أفغانستان بتجدّد القتال بين عناصر طالبان وقوات المعارضة الموالية لأحمد مسعود للسيطرة على وادي بنجشير شمال العاصمة كابل، فيما قالت طالبان إعلان الحكومة الجديدة سيكون خلال الأسبوع المقبل. وبينما يتقدم مقاتلو طالبان في وادي بنجشير، يؤكد عناصر المقاومة الأفغانية المناهضة قدرتهم على إبعاد مسلّحي الحركة، إلا أن محللين حذروا من أن قوات المعارضة تواجه صعوبات. وقال المتحدث باسم جبهة المقاومة الأفغانية، إن عناصر من طالبان تمكّنوا من الوصول إلى مرتفعات "دربند" على الحدود بين إقليمي كابيسا وبنجشير لكن تم صدّها، مؤكدا استمرار قوات المعارضة الأفغانية في الدفاع عن الإقليم. من جهته، ذكر مصدر في طالبان أن تقدم عناصر الحركة نحو بنجشير تباطأ بسبب الألغام المزروعة على الطريق المؤدية إلى العاصمة بازارك ومجمّع حاكم الإقليم. ولم تتمكن طالبان من السيطرة على بنجشير خلال فترة حكمها السابقة لأفغانستان، من عام 1996 حتى 2001. وأكدت وكالة الإغاثة الإيطالية "إميرجنسي" (طوارئ) التي تدير مستشفى في بنجشير أن قوات طالبان وصلت إلى قرية "أنابة"، حيث تدير الهيئة مركزا للعمليات الجراحية. وتقع "أنابة" على بعد نحو 25 كلم شمالا داخل الوادي البالغ طوله 115 كلم، لكن تقارير غير مؤكدة أشارت إلى أن طالبان استولت على مناطق أخرى كذلك. بالمقابل، استؤنفت بعض الرحلات الداخلية في مطار أفغانستان الدولي في كابل، حيث تسيّر شركة الخطوط الجوية الأفغانية "أريانا" التابعة للدولة رحلاتها إلى ثلاث ولايات. وقال شيرشاه ستور، مسؤول شركة الطيران في المطار، وفقا لوكالة "أسوشييتد برس"، إن الرحلات انطلقت السبت إلى ولايات هرات غرباً وقندهار جنوباً وبلخ شمالاً، مشيراً إلى أن الرحلات تمت بدون نظام رادار يعمل في المطار، موضحاً أن ثلاث رحلات أخرى انطلقت أمس إلى نفس الولايات، بينما وصل فريق من الفنيين من الخارج إلى كابل الأسبوع الماضي للمساعدة في استئناف العمليات في المطار، الذي تقول الأممالمتحدة إنه ضروري لتزويد البلاد بالمساعدات الإنسانية. وتفيد الأنباء بأن مدرج الطائرات في المطار تم إصلاحه في خطوة محدودة نحو العودة إلى الحياة الطبيعية نسبياً بعد الاضطرابات التي عمت البلاد خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، حيث تمثل إعادة فتح المطار، أولوية قصوى لطالبان في ظل سعيها لاستعادة النظام بعد سيطرتها السريعة على كابل في 15 أغسطس الماضي. إلى ذلك، كشف تقرير أمني جديد أن ما يقدر بنحو 100 لاجئ من أفغانستان توجهوا إلى الولاياتالمتحدة قد تم الإبلاغ عن صلاتهم المحتملة بالمنظمات الإرهابية، بما في ذلك حركة طالبان، وفقا لشبكة "إن بي سي نيوز". وقال مسؤول أمني رفيع: "إنه تم نقل الكثير من الأشخاص بسرعة كبيرة وتعمل وكالة المخابرات بجد لتقييم ما إذا كان أي منهم يشكل تهديدًا"، مضيفا أن بعض عمليات التدقيق تحدث أثناء تواجدهم في الخارج، وبعضها يحدث هنا. وتابع "لن نسمح للمشتبه بهم في الدخول إذا كانت لديهم معلومات غير واضحة ولم يتم حلها". وبحسب التقرير الذي نشرته "فوكس نيوز" سيتم إرسال الأفغان الآخرين الذين فروا إلى أمريكا والذين أثاروا مخاوف أمنية إلى كوسوفو، وفقًا للمصادر، التي قالت إن التقييمات جارية حاليًا في منطقة واشنطن العاصمة بعد أن تبين أن بعض الأشخاص الذين تم إجلاؤهم قد تم ترحيلهم سابقًا من الولاياتالمتحدة في الماضي بسبب جرائم جنائية". وجاء في التقرير أن "وزارة الأمن الداخلي سوف تقرر الآن ما يجب فعله مع الأفراد". وتوقع رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلي، اندلاع حرب أهلية في أفغانستان في أعقاب الانسحاب الأمريكي، وفقا ل"فوكس نيوز"، قائلاً: "أعتقد على الأقل أن هناك احتمالا كبيرا للغاية لاندلاع حرب أهلية واسعة النطاق". وأضاف: "في المقابل سيقود هذا لظروف تؤدي إلى إعادة تشكل تنظيم القاعدة، أو تنامي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، أو مجموعات إرهابية أخرى"، مرحجاً أن يعود الإرهاب من أفغانستان خلال عام أو عامين أو ثلاثة.