من كان يصدق أن أحدهم صار بإمكانه أن يصبح مصمماً للأزياء وفناناً في المكياج وتزيين النساء وعازفاً على الآلات الموسيقية ومترجماً لعدة لغات وخريجاً أكاديمياً من أعرق الجامعات، وبات شغله الشاغل في هذه الحياة أن يكتسب العديد من المهارات وينهل المزيد من العلوم والمعارف وباستقلالية تامة عن الآخرين، إلا من حواسيبه الآلية ووسائطها التخزينية وشبكاتها العنكبوتية التي تدعمه في التعلم الذاتي والإلكتروني. هناك من لا يرغب بالتعلم عن بعد لأنه لا يشعر بمتعة المادة التي يتلقاها ويسأم الوحدة ويحب التفاعل مع الآخرين في الفصول الدراسية، فنقول له، اعمل مقارنة في ميزان الربح والخسارة ، فأيهما ترجح ، الاحجام عن استغلال الفرص التعليمية المقدمة إلكترونياً وخاصة في ظل الظروف الحالية التي نعيشها من تباعد واغلاق واحترازات وغلاء أسعار وبعد مسافات، أم الجود بالموجود والانفتاح على ما يضخه هذا العالم الافتراضي من محتوى ثرّ ولقاءات ومحاضرات عن بعد ودورات مهنية ذات عروض جميلة ورسوم ثلاثية الأبعاد تحاكي الواقع الحقيقي وتبعث البهجة في النفس والتشويق لما يأتي بعده، هذا بالإضافة إلى الشهادات المعتمدة التي تزيد من الفرص الوظيفية للإنسان؟. علينا أن نتقبل هذه الوسيلة المتاحة من التواصل وتلاقح الثقافات، ونهمّ في اتخاذ قرار التعلم عن بعد، والنزول إلى سوق الدورات الالكترونية، ومراعاة شروط النجاح فيها. أليس من الأفضل أن نعطي هذه التجربة الرائدة أهمية قصوى ونلتزم بمواعيد الدروس، ونخصص الوقت الكافي للمراجعة والمتابعة وحل الواجبات، أليس من الأفضل أن نتقن فن الحوار مع المعلم والطالب، وكيفية طرح الأسئلة والإجابات بأسلوب واضح وجلي معتمدين على أنفسنا في التحليل وربط المعلومات بعيداً عن الغش وسرقة الأفكار، أليس من الضروري أن نحسن في سرعة الانترنت ونختار أجهزة الكمبيوتر ذات الكفاءة العالية ونتدرب على تقنية التعامل معها، أو ليس التخلص من مصادر التشتت الذهني واختيار البيئة الدراسية المناسبة هي الأقرب إلى مقاعد المؤسسات التعليمية التقليدية. أليست مجانية التعلم عن بعد هي الهدف الاستراتيجي الأمثل لمحو الأمية وتنمية المجتمعات. ولمن يهمه الأمر، ولديه شغف التعلم الذاتي، هناك منصات عالمية وعربية تقدم محتوى تعليميا ودورات في مختلف الاختصاصات وشتى المجالات مثل: (رواق ، دروب ، إثرائي، Kaya ، إدراك، Future Learn edX coursera ، SKILL Share ، Khan Academy، أكاديمية حاسوب، Udemy ، طبشورة بلس ، in LEARNING). يقول المولى عز وجل: "وقل ربي زدني علماً".