انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة سناب شات بعض من يتقمصون دور الناقد الساخر، ويتباهون بطول ألسنتهم، وقدرتهم على انتقاد الناس وتجريحهم، في كل شاردة ووارده، حتى الأمور الخاصة والعامة التي ليست من اختصاصهم ولا تمت لهم بصلة، غير مدركين أن حياة الناس ومشاعرهم وظروفهم وعاداتهم ليست مجالاً للاستهزاء والسخرية، وأن النقد الهادف له أساليبه وطرقه التي تحفظ للإنسان مهما كان كرامته الآدمية "ولقد كرمنا بني آدم". وفي تعريف الجَلاد: هو من يَجلِد الناس بالسوط بصفته وسيلة من وسائل التعْذيب، لكننا هنا نقصد من يجلد الناس بلسانه البذيء ويهمز ويلمز عبر مواقع التواصل الاجتماعي. للأسف هؤلاء يجدون انتشاراً واسعاً بسبب انفلات ألسنتهم باحتقار الناس وإيذائهم، ويرون في ذلك إنجازا وبطولة، وطريقهم إلى الشهرة حيث يظهر في حسابه كمن يتخبطه الشيطان من المس. وقد أكد متخصصون نفسيون أن أصحاب هذه الصفة يحتاجون إلى علاج نفسي وتعديل سلوك فهم يعانون من فراغ نفسي وعاطفي وأمراض نفسية كالغرور والنرجسية والسوكباتية، وربما عانوا في طفولتهم من العنف أو التنمر لذلك هم يستمتعون بالسخرية بالآخرين ويجدون فيها لذة انتقامية، يقول الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي بالأكاديمية الطبية، إن الشخصيات التي تستمتع بالسخرية والتريقة على الآخرين يعانون من اضطراب في الشخصية أو مرض الفصام، مما يزيد من الشعور بالاحتقار والتقليل تجاه الآخرين ويشعر دائما أنه أفضل شخص في العالم، وشعوره بالتعالي والغرور وتحطيم كل الأطراف من حوله قد يكون ذلك بسبب نشأته في بيئة أسرية غير سوية. فاصلة: هناك مثل صيني يقول: "السخرية برق النميمة" وهي حقيقة بالفعل خاصة في زمن السوشال ميديا ومن يتابعه الآلاف أو الملايين من البشر. وقد قيل إنّ السخرية من السمين لن تجعلك أكثر نحافة! والاستهزاء بالقبيح لن يجعلك أكثر جمالاً، فَدع الخلق للخالق.. وأعمل على تحسين نفسك وتطويرها، وقال الحبيب صلى الله عليه وسلم (إن أشرّ الناس منزلة يوم القيامة من يتقيه الناس مخافة لسانه).